يعتبر الماء المصدر الأساسي للبقاء على قيد الحياة، ونتيجة لعدم هطول الأمطار والجفاف، فإن منسوب المياه في شرود مستمر، وأصبح المواطن البسيط لا يقدر على الحصول عليه،  بينما تغيب الدولة قبل الحرب وبعدها أيضاً، وتعتمد على حفر آبار المياه من خلال مساعدات المانحين والمنظمات الدولية ومع حرب مليشيات صالح والحوثي على الجنوب، فإن المشكلة اتسعت أكثر وسببت معاناة أكبر للمواطن، حيث كانت المياه المشكلة الرئيسية، ولا تزال  قائمة عند العديد من المواطنين، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من المواطنين بتقديم هذه الشكوى عبر "الأمناء"، لمن يهمه الأمر ومن يستطيع مساعدتهم، وكانت آخر زيارة لنا لقرية الخداد.

وكان للمنظمة الدولية للهجرة IOM دور فعال في تقديم المساعدة لمديريتي الحوطة وتبن بحل جزء من مشكلة المياه من خلال توفير غطاسات الماء  للآبار وايضاً خزانات ماء لبعض حارات الحوطة.

5000 نسمة بدون ماء شرب

ويقدر عدد سكان قريتي "امعليبة" و "بئر عـمـــر" أكثر من ( 5000) نسمة، وهؤلاء قد حرموا من مياه الشرب كغيرهم من قرى لحج.

ومؤخراً امتدت يد المنظمة إليهما قبل امتداد يد الدولة وإعادة الحياة للمواطنين كما قال لـ"الأمناء" الشيخ  فضل محمد علي بأن المنظمة الدولية للهجرة  ساعدت الأهالي في إصلاح بئر الماء من خلال تقديم محرك غطاس للبئر وتم تركيبه ولله الحمد الآن الماء متوفراً داخل القريتين ونشكرهم على هذا العمل الإنساني النبيل وباعتباري أحد أعضاء مجلس مساندة أبناء تبن للعمل الانساني فان هناك العديد من المواطنين بقرى لحج توجد لديهم أزمة ماء ونناشد الدولة والمنظمات من المساعدة لحل هذه الأزمة باعتبار الماء هو الحياة.

مندوب المنظمة

من جانب آخر، أوضح مندوب المنظمة الدولية للهجرة حول طبيعة عملهم فقال المهندس علي محمد الوليدي والذي برفقة قاسم فتيني عبده: لقد قامت المنظمة بتقديم لمحافظة لحج مديريتي تبن والحوطة دعم عبارة عن سبعة محركات غاطسة لاستخراج الماء من الأبار والاستفادة منها من قبل المواطن بأكثر من  خمسة مليون ريال يمني  .

وفي حقل مغرس ناجي وبإشراف المهندس "غسان أحمد ماطر" تم تركيب غطاسات لكل من آبار رقم (( 2و6و7و12و15 )) ومنها  ثلاث آبار خاصة بالحوطة، بينما أربع آبار خاصة ببعض قرى مديرية تبن وآخر عمل للمنظمة هو تركيب غطاس ماء لبئر ، امعليبة وبئر عمر وتقوم المنظمة على الإشراف المباشر بإنزال وتركيب الغطاسات حتى عملية التشغيل وضخ الماء.

ويقول المهندس غسان بأن المنظمة كانت أول منظمة تعمل بالحوطة وتبن وساعدتنا بعد الحرب مباشرةً وبحسب معلومات أولية فإن للمنظمة مشاريع قيد الدراسة وعند اعتمادها سيعلن عنها في حينه.

خزنات الحوطة وانتهاء الاتفاقية

وقال المهندس غسان احمد ماطر احد موظفي ادارة المياه بأن المنظمة ساعدت عدداً من مواطني الحوطة أثناء مرور الحوطة بأزمة مياه حادة جداً من خلال  قيامها بشراء خزنات ماء وتوزيعها على بعض الحارات  ودعم سائقي الوايتات بقيمة الماء لتعبئة تلك الخزانات اولاً بأول وكان للمنظمة فترة عمل من 23 / 9 / 2015 وحتى 31/11/ 2015 م  فكانت المنظم بالنسبة  لإدارة المياه جزءً  من حل  مشكلة المياه التي تعاني منها الحوطة  وكان ذلك بتوجيهات من المحافظ السابق د / فضيل .

فصل الصيف وقلق المواطن

ويقول المواطنون هنا أن الأزمة لا تزال أزمة مياه الشرب وهي في ذروتها، ونحن بفصل الشتاء والذي يقل فيه استهلاك الأسرة للماء، ومع ذلك فان الأزمة لا تزال قائمة في محافظة لحج بالرغم من ان جوف باطن المحافظة يحتوي على ثلاث من أكبر حقول المياه وهي (حقل بئر ناصر وحقل مغرس ناجي وحقل منطقة الفشلة)، وكل الحقول بمديرية تبن محافظة لحج  ومنها ما هو مخصص لمحافظة عدن.

 ويردد المواطنون في قلق قائلين: يبدو أن هذا العام هو عام أزمة مياه الشرب، فهل سيأتي صيف 2016م، ومحافظة لحج تعاني من شحة مياه الشرب، دون عمل بدائل يمكنها التخفيف من وطأة هذه المعاناة.

ويبقى السؤال

هل ستظل أزمة مياه الشرب بالحوطة وتبن محصورة  في إدارة وتصريف حقول المياه؟  أو أنها في إدارة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة ؟ وربما قد تكون الإجابة في تقرير آخر مفصل ، عن حقـل مياه مغـرس ناجي وأسباب معاناة المواطن من أزمة المياه.