آخر تحديث :الاربعاء 15 مايو 2024 - الساعة:15:25:00
مفارقات تحكي تجارب ومعاناة أسرى حرب 94 وحرب 2015م (تقرير)
(الأمناء / منير مصطفى / علاء عياش :)

 

في بداية اللقاء استهلت رئيسة جمعية العيدروس أ. سمية القارمي، بالترحيب بمدير مديرية صيرة "خالد سيدو نور" لمشاركته المستمرة وتفاعله الدائم في اللقاءات التشاورية المجتمعية؛ لمناقشة أهم القضايا المجتمعية والتي لا تحمل اي طابع تحريضي بقدر البحث عن المخارج والمعالجات, كما رحبت بالشاب "أيوب" أحدى أسرى المقاومة الجنوبية، والذي تم الإفراج عنه من سجون صنعاء والدور الذي لعبه كأحد أبناء منطقة شعب العيدروس وكشاب من شباب المقاومة.

وقالت سمية, كنا نحبذ حضور الشاب الثاني من شباب المقاومة والذي تم الافراج عنه بمعية أيوب وهو شادي، إلا أنه اعتذر لظروف اجتماعية، وها نحن اليوم نتطرق إلى قضية اجتماعية هامة وهي قضية ملف الأسرى والمفقودين.

 

بطولة ومعاناة

وتحدث الأسير المفرج عنه من سجون صنعاء سجون الحوثة وعفاش ناضر عبدالله محمد والملقب ( أيوب ) والذي شرح عن كيفية وقوعه كأسير والدور البطولي الذي لعبه كشاب من المقاومة الشعبية والمعاناة التي لقيها مع مجموعة من المعتقلين من شباب المقاومة والمدنيين من قبل المليشيات الحوثية والعفاشية قائلا : تم القبض عليَّ من قبل الحوثيين في جولة العريش اثناء توجهي الى الشيخ عثمان لتلبية احتياجات المواطنين الغلابى من بترول مياه ومواد غذائية وكل مايتعلق باستمرارية حياتهم كونهم لايستطيعون الخروج من مدينة كريتر نظراً لانتشار قناصة مليشيات صالح والحوثي , وكان اعتقالي في 15 رمضان على ضوء بلاغ على الباص الذي أقوده , قبل اعتقالي كنت متعودا أذهب بالباص الى الشيخ عثمان وأعود وكلما يتم إيقافي من قبل الحوثة أطلع لهم بطاقة شخصية ويتم عبوري وفي 15 رمضان وقعت في قبضتهم وقالوا لي نحن نبحث عن أيوب وأنت لك اسمان وقد وقعت في أيدينا؛ لأن اسمي في البطاقة الشخصية ليس أيوب وإنما في المنطقة معروف باسم أيوب.

كهرباء ودروع بشرية

ويواصل الشاب ناصر محمد عبدالله حديثه "ايوب " أمام الحاضرين والمشاركين من بعض المنظمات المجتمع المدني باللقاء التشاوري الذي نظمته جمعية العيدروس التنموية الخيرية خصص لمناقشة ملف الأسرى والمفقودين من شباب المقاومة والمواطنين، حيث واصل سرده بالقول: في تلك الأثناء قادوني الى مكان وراء السفارة الصينية مع بغض الشباب الذين كانوا معي وتم أسرهم ايضا  وجلسنا عشرة أيام وعانينا مرارة العذاب بالكهرباء , وبعد عشرة أيام تم نقلنا الى معسكر العند وقعدنا هناك في ساحة خارج البراق في النهار لتصيبنا حرارة الشمس وفي المساء نكون دروع بشرية لضرب الطيران, وكنا نخاف كلما سمعنا صوت الطيران في سماء المنطقة , وفي ثالث أيام العيد أخذونا من معسكر على شكل مجموعات مقيدين بسلاسل حديدية وتحت حراسة مشددة وكأننا من مساجين الإمام .

وذكر لنا أيوب وهو أسير في قاعدة العند، كيف أن تلك المليشيات حاولت غسل أدمغتهم من خلال تجمعهم لمشاهدة واستماع أقوال زعيمهم عبدالملك الحوثي عبر الشاشة السينمائية، ويأتي شخص يقدم محاضرة تتعلق بإيمانهم بكلام زعيمهم، كما أكد أنهم لم يستطيعوا التأثير فيهم لله الحمد.

ويتبع حديث تجربته المريرة": ثم نقلونا بعد عشرة أيام الى صنعاء وجلسنا 15 يوما في سجنهم والخوف يشتد في نفوسنا ولا ندري ماذا مصيرنا ، وبعد حضور وفد من المنظمات الدولية للصليب ومنظمة الفيص بدأت لنا بعض التسهيلات وهي المسموح بها لإجراء اتصالات مع أهلينا وقد اتصلت انا بأسرتي لاطمئنانهم اليه ان تم الإفراج عني ..

أسير حرب صيف 94

 بينما يقول أسير حرب 94م وهي اجتياح علي عبدالله صالح للمحافظات الجنوبية , خالد سيدو : أنا تم اعتقالي أثناء مشاركتي مع القوات الجنوبية ضد قوات عفاش وتم أسري وضعونا في سجون لا نعرف متى تطلع الشمس ومتى يحل الليل ،أنا من بينكم أيها الأعزاء الحاضرون في هذا اللقاء التشاوري بجمعية العيدروس أشعر بمعاناة الأسرى من شباب المقاومة ومنهم الشاب أيوب الأسير، تمر الساعة له في السجن كالدهر وهل سيعود لأسرته أم يعيش في غرفة مغلقة .

أثناء اعتقالي كانوا جنود المخلوع صالح يوجهون لنا الاتهامات والشتائم ويقولوان اننا بقايا صومال وهنود ودخلاء على اليمن وحرب 94م كانت حرب هويات لشخصية واحتلال الجنوب اثناء الحرب كان يُمارس أسلوب التمييز والعنصرية والتعامل بهذه الأساليب داخل السجن .

ويضيف أسير حرب 94م خالد سيدو بقوله : الأسير العسكري يُكسر نفسيا قبل ان يكسر بمنصبه او رتبته والمخفي قسرا هو أكثر معاناة وأكبر من البحث عن وجوده وتقييد حريته لا يستطيع الاتصال ولا يعرف من أين تشرق الشمس ومن أين الغروب ؟

مناشـــدة

واختتم الأسير حديثه مناشدا الجميع دولة ومجتمع ومنظمات مدنية التحرك تجاه إخواننا الأسرى القابعين في سجون نظام صنعاء وقد يكون هناك تقصير من لبعض الأسرى تجاه اختفائهم وابنائهم اثناء فترات الحرب, هناك مدنيون تم أسْرهم ولم يشاركوا في الحرب وحتى المجانين والمختلين عقليا لم ترحمهم تلك العناصر الاجرامية ولهذا فقضية الأسرى تعتبر قضية اجتماعية إلزامية وهامة وعلى الجميع طرق هذا الباب ونشكر جمعية العيدروس على التطرق الى مثل هذه قضايا تهم المجتمع .

هذا وقد تخلل اللقاء عدد من الفقرات الفنية قدمها عدد من الشباب وهم علاء عتيق، صبري سالم، معتوق أمير, فراس ابو بكر، عمر المختار.

وقد أدار هذا اللقاء التشاوري سمية القارمي رئيسة جمعية العيدروس التنموية والاجتماعية وقبلة مشهور أمين عام الجمعية ومدير مديرية صيرة وصلاح بن بريك مستشار الجمعية ونائب مدير مكتب الصحة بالمديرية ومشاركة عدد من الإعلاميين والشخصيات الاجتماعية وأعضاء في منظمات المجتمع المدني.



شارك برأيك