آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:22:26:48
شهداء المقاومة والحراك الجنوبي يصرخون فماذا أنتم اليوم أيها القوم فاعلون ؟ (تقرير)
(الأمناء / غازي العلوي :)

ليس ثمة ماهو أغلى على الإنسان من حياته ليقدمها على أكفه رخيصة غير حب الدين والوطن والعِرض للتضحية بتلك الروح التي وهبها له الخالق سبحانه وتعالى وهذا الشعور بالحب تجاه الدين والوطن نجزم كل الجزم بأنه لا يوجد إلا عند قلة من الناس ممن حباهم الله به وغرس في نفوسهم ذلك الحب .

فحين دقت طبول الحرب التي أشعل جذوتها المتمردون الحوثيون وحليفهم المرحلي علي عبدالله صالح على الجنوب سارع الجنوبيون زرافات وواحدانا للذود عن الأرض والعرض والدين وقدموا أرواحهم على أكفهم رخيصة في سبيل دحر العدوان والتصدي لجحافله في جميع المدن والبلدات الجنوب وسطروا أروح الملاحم البطولية في الصمود والتضحية والتسابق على الشهادة لا على المناصب وفتات الدنيا ..

خاض أبناء الجنوب معارك غير متكافئة مع عدوهم القادم من ادغال صنعاء وكهوف مران الذي يمتلك أسلحة ومعدات حديثة ومتطورة حرص المخلوع صالح على الاستحواذ عليها من معسكرات الدولة وتكديسها في معسكرات خاصة طوال ثلاثة عقود من الزمن ومن ثم تسخيرها لضرب أبناء الجنوب وتهديد أمن وسلامة دول الجوار  .

ورغم كل ذلك فقد استطاع ابطال المقاومة الجنوبية وبمساندة إخوانهم وأشقائهم في دول التحالف التفوق على العدو وسطروا ملاحم اذهلت العالم وأشاد ببطولاتهم وتضحياتهم الكثير من الساسة والمفكرين الغرب والعرب .

آلاف الشهداء سقطوا في ساحات الوغى , قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل عزتنا وحريتنا وكرامتنا , تسابقوا على الشهادة للنعم بالأمن والأمان والحياة الحرة والكريمة , سقطوا في الضالع وردفان والصبيحة وكرش والمسيمير والحوطة وتبن وعدن وأبين وشبوة وحضرموت ومثلهم الآلاف سبقوهم بالشهادة  خلال مرحلة الثورة السلمية التي انطلقت في عام 2007 م .

اليوم ونحن نتوج انتصاراتنا ونرسم ملاحم جنوبنا الجديد تبرز العديد من التساؤلات لعل أهمها , ماذا قدمنا لأولئك الشهداء ؟ هل حصلت أسرهم على الرعاية والاهتمام من قبل الدولة ؟ فهناك المئات من الشهداء لا يمتلكون أي مصدر دخل لأسرهم التي يعيلونها وباتت هذه الأسر محرومة من أبسط الحقوق بل وتم حرمانها حتى من مواد الإغاثة , والبعض الآخر من الشهداء اضطر  للاستدانة لشراء السلاح والذخيرة .

فهناك الآلاف من الأطفال الذين حرموا من حنان وعطف آبائهم وآلاف النساء التي ترملت وآلاف الأمهات اللائي فقدن فلذات أكبادهن وخرجن يرددنا الزغاريد والهتافات ويؤكدن الاستعداد لتقديم المزيد من فلذات أكبادهن فداءا لله وللوطن , هناك وهناك مآسي وأحزان خلفتها تلك الحرب لم تدع قرية ولا مدينة في الجنوب إلا وحلت بها ..

ترى هل آن الأوان ليحصل أولئك الشهداء الأبرار اليوم على ما يستحقونه من اهتمام ورعاية لأسرهم التي تركوها ؟ أم إننا سوف نتجاهل تلك التضحيات والدماء التي سالت على محراب الحرية وسنتسابق على المناصب والهبات والعطايا وكأن الأمر لا يعنينا ...

همسة

تحل علينا اليوم الأحد الذكرى الثانية لمجزرة سناح بالضالع التي سقط فيها أكثر من "17" شهيدا وعشرات الجرحى بقذائف قوات آلات حرب المجرم ضبعان الذي مازال فارا من العدالة , حيث يحيي أبناء الجنوب هذه الذكرى بفعالية ضخمة سوف تشهدها مدينة سناح وسيتوافد إليها أبناء الجنوب من كافة المدن والبلدات الجنوبية وفاءا لأولئك الشهداء الأبرار .

"صحيفة الأمناء" 

 



شارك برأيك