آخر تحديث :الاحد 20 اكتوبر 2024 - الساعة:20:02:57
"الأمناء" ترصد تطلعات المواطنين في عدن وأمنياتهم للعام 2016
(الأمناء نت / استطلاع / أشجان المقطري :)

تتساقط الأيام كأوراق الأشجار، عام يموت وآخر يتجدد في زهرة حياتنا، ولا نرجو إلا أن يكون في طياته ما يلملم جراحات ما فات من مآسٍ أصابت الأمم، وفجعت البشرية، حتى تعود لنا إنسانيتنا المسلوبة من ميزان العدل؛ فنعيش جميعاً في حب ووئام وكلنا يتقبل الآخر؛ كي تستمر سفينة الحياة بالإبحار إلى ما شاء الله..

يأتينا العام الجديد وفي البال أحلام كثيرة، وما دام في الإنسان بقية من رمق العيش، فإنه يظل حالماً بحياة أفضل وغد أجمل، وما ساد الخير في مجتمع إلا عمت منفعته على الناس جميعاً، ومنها ذلك “الأمان” الذي لم تنعم به بلادنا، وغيرها من البلدان، التي شهدت اضطراباً، خاصة فيما يتعلق بالصعيد السياسي، الذي انعكس على كافة الصعد الأخرى، ليصبح العام 2015، هو العام الأكثر سخونة بالذات يمنياً.

إذ لا تزال الحرب فيها مستعرة، ولا يزال أهلها مشتتين من بلاد لأخرى، باحثين عن حياة آمنة وحلٍّ ينهي هذه الحروب التي تمزق النسيج المجتمعي وتمزق الأواصر بين الأخوة والأهل، وتتسبب بهذا كله أطراف غير سوية؛ لتحقيق أغراض شخصية على حساب شعوب بأكملها، ومن هنا تنتهز “الأمناء” هذه المناسبة بنهاية عام 2015؛ لتستطلع آراء عدد من الشخصيات الاجتماعية والمثقفين، وتسألهم عن الطموحات والآمال لعامهم القادم 2016، وهي ما سنستعرضها خلال استطلاعنا.

 

نقطة تحول

افتتح هذا الاستطلاع المواطن "عبيد أحمد طرموم" (محاسب في شركة الخليج للتموين)، بتمنيه أن يحل الآمن والأمان في ربوع بلدنا الحبيب، وان تنفرج الأزمة السياسية بعودة الشرعية، وإفشال الانقلاب مطلع هذا العام (2016م)، وأن يكون شهر يناير من العام الجديد، هو نقطة التحول والانفراج والسلام لبلادنا.

كما سأل الله أن تتحقق كل الأحلام في هذا العام، مضيفاً: وما دام في الإنسان بقية من رمق العيش، فإنه يظل حالماً بحياة أفضل وغد أجمل، وما ساد الخير في مجتمع إلا عمت منفعته على الناس جميعا، ومن ذلك: نتمنى أن يحل “الأمان” وتنعم به أوطاننا دائما وأبداً، وأن نعيش سعداء في هذه الحياة، والسعادة من وجهة نظري لا تتحقَّق بالمال فقط، وإنما براحة الضمير، التي يفقدها جميع الظالمين.

مراجعة الأخطاء

بينما هنأ "عارف ناجي علي" (رئيس مؤسسة الوضاح للحوار والتنمية)، الجميع بمناسبة قدوم العام الجديد، وأمنياته أن يعم السلام والأمن، وبأن تُحترم إرادة الشعب الجنوبي بتقرير مصيره، وأن يكون هذا عام البناء والتنمية وتضافر الجهود؛ لانتشال عدن من تحت ركام الحرب، وأن يكون العام القادم عام يتم فيه الوقوف أمام كل سلبيات العام الماضي، ومراجعة كل الأخطاء لعدم تكرارها، لأن عام (2015م) كان عام مؤلم ملي بالأزمات والمواجع، وكذا لحرب قذره قادتها عصابات وتجار الحروب عفافيش الظلام، لذلك نأمل أن يكون عام (2016م) مراجعة ووقفه مع النفس.. كما أطمح إلى تنفيذ مشروعي بدعم من سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم.

وعن قراءتي الواقعية لما ستشهده المنطقة العام المقبل، فهي عكس الأمنيات بالتأكيد، فالأمنيات القلبية تنحو إلى الأمن والسلام والاستقرار، وسيادة الحوار والتسامح، ولغة التفاهم الإنساني الراقي، والتركيز على التنمية.

أما الأمنيات على الصعيد الوطني، فهي أن تكون هناك رؤى واضحة اقتصادياً في مجال تنويع مصادر الدخل القومي، وأن تكون هناك قرارات جريئة في توجيه دفة الاقتصاد نحو التخصصية أكثر، وأن يتم الاستفادة من المشاريع المهمة والاستفادة القصوى منها لرفد الناتج القومي بصورة ملموسة، هذا الأمر يجب أن يصاحبه تغيير في النظم والقوانين المعمول بها في البلاد، لتتواءم مع المتغيرات السريعة عالمياً، وتستقطب الفرص الاستثمارية برفع العوائق الإدارية والقانونية التي لا طائل لها، لقد بدأت أمنياتي بالاقتصاد لأنه في اعتقادي العامل الأساسي المؤثر في الجوانب الاجتماعية والثقافية، مع التسليم بأن السياسة، وإن كانت تتأثر بالاقتصاد إلا أنها هي القيمة بدفة السفينة الاقتصادية، وهي لدينا سياسة حصيفة يُضرب بها المثل في العقلانية والموضوعية والواقعية.

ومن هذا المنطلق، تأمل أن يقود الجوانب السياسية والاقتصادية كفاءات ذات قدرة وإمكانية على الإدارة، إذ اختيرت الكفاءات القيادية المناسبة وفق شروط منها: الأمانة، والإيمان بالسياسة التي ينتهجها، وإعلاء المصلحة الوطنية، والشفافية والوضوح، والعمل الجاد، وغير ذلك.

 

قيادات ذات كفاءة

إلى ذلك، قال إبراهيم عبد اللطيف الذي يعمل في (مجال الطبع والنشر)، إن التاريخ يعيد نفسه، ونحن نجد البلاد العربية تثور على المستبدين من الحكام من أجل نيل الحرية والكرامة الإنسانية؛ ولا بدّ أن نستوقف هنا لننوّه على أنّ هناك آلاف الأسرى الذين فقدوا هذا الحق، وهذه الميزة في شتى سجون العالم، ولا سيّما من أبناء مصر واليمن وتونس وليبيا وسوريا المناضل القابعين في سجون الطواغيت العرب، فهم لا يزالون محرومين من تذوق معنى الحرية بسبب القضبان.

وعن أهم أمنياته فهي أن يرى قيادات ذات كفاءة واضحة على صعيد العمل، وهي تتبوأ سدة المراكز القيادية الفاعلة في الوطن، كما أتمنى أن تكون هناك إستراتيجية واضحة تشكل نهجاً وطنياً واضحاً تقوم على الإشراف والمتابعة والتنفيذ جهة مستقلة لها صلاحيات وسلطات عالية، كما أتمنى أن تتحقق أمنياتنا جمعياً، وان يحل الهدوء والسلام في الوطن العربي، وأتمنى أن ينعم كل الشعب المصري واليمني بالحرية والكرامة.. مضيفاً بأن ننتظر أجمل المفاجآت، ونسعى لتحقيق كل أمالنا طوت عام (2015م)، وطوي معها جميع أفراحنا وأحزاننا، ويطل علينا عام (2016م) بحلته وجماله.. متمنياً أن تكون سنة الأفراح وخاتمة الأحزان، وأتمنى أن تتحقق كل أحلامي مع بريق من الأمل بأن تنتهي كل الحروب والفقر وتكون سنة حب وسلام.

عام أفضل

وفي السياق ذاته، تحدث عزمي منصور مغلس (مهندس معماري)، متأسياً: سلام عام الحزن والتهجير سلام عام اللاجئين والمتشردين، و الكآبة والقتل باسم الدين سلامٌ على أوطان تتهدم باسم حاكم يأبى أن يتركه، وسلامٌ على أوطان بالدم تلونت، وعلى عروبة تمزقت، وسلامٌ على اليمن وطني الجريح، وسلامٌ على سوريا والعراق الجريحة وعلى مصر وتونس ولبنان وفلسطين.

وعلى كل من يلبى السلام، كما أتمنى أن يكون العام القادم أفضل وأجمل برغم تشابه أيامنا وملامحنا برغم الألم النازف في قلوبنا جميعاً أدعو الله بالخير لكل أوطاننا العربية، وأن يهدى حكامنا لما فيه صلاح وخير لأمتنا العربية.

وأتمنى على الصعيد السياسي أن يسود السلام كل العالم، وأن تنتهي كل الحروب في كل مكان، وأن يهتم الإنسان بأخيه الإنسان أًيّا كان توجهه ومعتقده وثقافته وفكره، وليعمل الجميع على بناء هذه الأرض دون سلب أو نهب أو قتل، كما أتمنى على وجه الخصوص إنهاء المشكلات العربية، وأن تكونَ هناك مصالحات حقيقية سواء كان ذلك في اليمن أو سوريا أوِ العراق، وكافة الدول العربية، الأمن والسلام مطلب أساسي لحياة مستقرة وإنجازات كثيرة.

وتمنى أن يعود السلام وتنتهي الحروب والفتن، في عالمنا العربي والعالم أجمع، وأن ينعم أشقاؤنا في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين بالأمن والسلام، مما يعانونه اليوم من حروب ودمار وويلات.

عام الإنجازات والنجاحات

ويتحدث المواطن "شريف البيحاني" مراكز التسامح الديني، والذي يعمل كمهندس جيولوجي ومدرب تنمية بشرية، بأن الفكرة تعبر عن التغيير إنسانياً في مفهوم التسامح الديني، عبر أشياء تنبع من أعمق نقطة في الضمير الإنساني، وهي التعايش والتسامح الديني والمحبة والسلام، وعن مفهوم التعبير عن الأفكار بالطرق السلمية وعبر الحوار، والتي تصنع الفرق بين أن نكون مدمرين لبلدنا أو ان نبنيها بالحب والسلام.

وأتبع: سأحقق التغيير نحو الأفضل حتى لو كان المزاج العام يسير نحو التمزق والإرهاب والتشدد الديني والتطرف، فالموضوع يمثل نقلة نوعية للبلد.. حيث وأن الفكرة انتشرت سنقلل كثيراً من خطر الإرهاب، والتطرف الديني الذي يدمر بلدنا يوما بعد يوم وهدم الاقتصاد ويهدر طاقات الشباب.

وتطلع في عام (2016م)، لتحقق تنمية غير مسبوقة في (عدن)، وإعادة بناء ما دمرته الحرب عام (2015م)، كان عاما مظلما بالنسبة للجنوبيين وبدأت (عدن) خاصة على وجه الخصوص، ولكن تعلمت منه الكثير تعلمت أن مع العسر يسر، وان العدنيين هم أهل الشدائد، وان القوة تكمن في ضمير الإنسان العدني حين يدافع عن أرضه ويبنيه.

وأضاف: أن الحرب حطمت أشياء كثيرة، ولكن خرجنا منها منتصرين ونمتلك إرادة قوية تدفعنا للعمل الإنساني أكثر من أول بكثير، فأتوقع في عام (2016م) عام الإنجازات والنجاحات.

 

لغة الحوار

بدوره، عبد الرقيب الأصبحي (مدير علاقات عامة في شركة استشارات)، يقول بأنه  ليس هنالك أمنية أجمل من أن يسود السلام بين الأمم، وتنتهي الكراهية والأحقاد، نتمنى في العام (2016م)، أن تستعيدَ الدول العربية المضطربة أمنها واستقرارها، وأن يحتكم المتحاربون فيها إلى لغة الحوار وصوت العقل، ويضع أولئك الفرقاء أمام أعينهم، مشاهد تشرد الآلاف من الشيوخ والنساء و الشباب والأطفال.. كما نتمنى أنْ تتوحد الدول لمواجهة “الإرهاب” الذي يدمِر مقدرات الدول، ويسفك دماء الأبرياء دون وجه حق، ويمحو الآثار التاريخية والحضارية للمنطقة العربية، وينشر الخراب والدمار، كما نتمنى أن تعيد بعض الدول النظرَ في الدور الذي يقوم به العلماء، خصوصاً فيما يتعلق بظواهر التشدد الديني، وتشويه صورة الإسلام الحقيقية.

نتمنى في العام الجديد أنْ ينال الشعب اليمني حقوقه المشروعة.. فالحقيقة أن الأمنيات كثيرة في هذا العام الجديد (2016م)، خاصة وأن الواقع العربي عموماً مليء بالكثير من التحديات والأزمات والمشكلات؛ فبالنسبة لبلادنا اليمن، وفي الجانب الاقتصادي، فأمنيتي أن نخرج من الأزمة الحالية، وهو أن تعتدل أسعار النفط ومشتقاته، لتكون مقبولة بصورة متوازنة بين المنتجين والمستهلكين، وأن تستعيد بلادنا قدرتها المالية بسبب هذه الأزمة النفطية الظرفية، كما أتمنى أنْ يتحقَّق التنويع الاقتصادي، ضمن اهتمامنا الأكبر في العام المقبل، بحيث لا يكون التركيز على دخل واحد. وبلادُنا لديها من المقومات الكثير؛ مما يجعل اقتصادنا لا يعتمد على النفط وحده؛ بحيث نتجه إلى التنمية المستدامة التي تسهم في نجاح خططنا في كافة المجالات من خلال تنويع مصادر الدخل هذا ما نتمناه.

 

 

 

 

 

 

 

 



شارك برأيك