آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:22:26:48
عدن: متنفذون يستولون على بحيرة البجع وطريق المملاح.. مواطنون: هؤلاء المتنفذون في الجنوب هم الوجه الآخر لمليشيات صالح والحوثي (تقرير وصورة)
(تقرير / الخضر عبدالله )

 

لم يتبقى لدى أهالي مدينة عدن إلا  هذه المنتنفسات، التي تمثل رئة الحياة في هذا الجسد؛ لكن هذه الرئة تم خنقها بعد أن بسط عليها المتنفذون عقب الانتصارات على مليشيات الحوثي وصالح.

وقامت "الأمناء" انطلاقاً من واجبها المهني بالنزول الميداني، إلى موقعي بحيرة البجع والمملاح، و قابلت العديد من المواطنين، التي بدت على ملامحهم علامات الغضب و الاستياء والتذمر والحزن، مما تعرض له هذان الموقعان، من قبل بعض المتنفذين وحملونا أمانة نقل معاناتهم وهمومهم إلى الجهات المختصة وعرضها على وسائل الأعلام بأن متنفسات مدينة عدن  تتعرض يومياً للسطو من قبل بعض المتنفذين ..  وخرجنا بهذه المادة

الفضيحة الأولى بحيرة البجع

بحيرة البجع جزء من أرضية مملاح عدن وهي محمية طبيعيه لطيور البجع وضمن ما يسمى بالمناطق الرطبة المحمية باتفاقيات دولية ومنها اتفاقية "رامسار" التي تمنع التصرف بأي شكل من الأشكال بهذه المواقع، وما كان يريد أن يقوم به مكتب أراضي عدن يعدُّ تصرفاً كارثي، وقد يتساءل القارئ  أين الفضيحة؟

والفضيحة هنا هو إن إدارة  مكتب أراضي عدن كانت قد خططت هذه الأرض (بحيرة البجع) وبدأت بإجراءات صرفها لنافذين، وخاضت صراعا مريراً مع المستشارين القانونيين ضد هذا الموضوع، حيث وقعَّت عليه جميع الإدارات والمدير العام، ورئاسة هيئة الأراضي، ولم يبق إلا الفتوى القانونية لتمرير الموضوع، وهو ما لم يقبل بتمريره، ووقفت إلى جانب المستشارين القانونيين بأراضي عدن   قيادة السلطة المحلية حينها وأوقفت هذا التصرف ..

الفضيحة الثانية  أراضي المملاح

وبكل جرأه يكبسون ويردمون البحر ويسورونه رغم أن المياه التي ستتحول إلى ملح تغمر المكان؛ لكن صلافة التجار الذين يعملون تحت حراسات مسلحة بل وحسب المعلومات التي حصلنا عليها، أن تاجرين جنوبيين اشتريا هذه الأراضي، أو دخلا بشراكة مع نافذين شماليين أحدهم من بني مطر، والآخر من برط، فهل يعقل هذا ؟!

"الأمناء" التقت المواطنين الذين قالوا ان الامتحان الحقيقي لقيادات المقاومة المتحملين مسؤولية حماية عدن اليوم هو إيقاف العبث السابق واللاحق الجاري على الأراضي الى جانب الأمن، فهذا الموضوع يعدُّ جزءاً من أمن عدن الاجتماعي والبيئي والاقتصادي.

ما ذكرناه ما هو إلا غيض من فيض  مما تم نهبه ومصادرته من أملاك شعب إلى حفنة من النهابة باسم أشرف هدف ناضل من أجله الجنوبيين (الوحدة)، ليتم تحويله بفعل هكذا تصرفات وغيرها إلى كابوس يقظ مضاجع الحالمين بدولة تحترم فيها مقدرات الدولة ومتنفساتها ومحمياتها.

قرارات شجاعة وارتياح كبير

إلى ذلك، وجه محافظ محافظة عدن "عيدروس قاسم" توجيهات واضحة وشفافة لمدير أمن عدن، وبمساندة المقاومة بإعطاء أسبوع واحد لرفع كل هذا البسط، وفعلاً انتهى الأسبوع، وبدأت إدارة الأمن بتنفيذ هذه التوجيهات، وقامت المقاومة بالمساندة الكاملة لهذه الإجراءات ودكُّ المباني المستحدثة في المملاح.

ولاقت هذه الإجراءات ارتياحاً كبيراً بين أوساط منظمات المجتمع المدني، وبين ناشطي البيئة والمحميات، حيث قالوا أنها هذا انتصار لعدن، على سرطان البسط المدمر لجماليات هذه المدينة التي يقبطها الجميع على حسنها وبهائها الذي خلقه الله بها، ويأملون مواصلة هذا الطريق الذي ينتصر لإرادة المواطنين، ووعدوا بوقوفهم إلى جانب الأخ المحافظ ومدير الأمن، والمقاومة الباسلة على هذا النهج الشجاع في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن.

الوجه الآخر للمليشيات

وعبر المواطنون بقولهم: أنه لا فرق بين مليشيات الشمال الغازية والظالمة، ومليشيات البسط؛ لأن هدفهم واحد، هو احتلالها وتدميرها وإن كان لكل واحد طريقته، مضيفين: بأن صالح والحوثي يعد الأب الشرعي، لهؤلاء المتنفذين الذين يبسطون على أراضي عدن، وهم الوجه الآخر والحاضر في الجنوب لهذه المليشيات.

وما كان يؤخذ على الحزب الاشتراكي بأنه أمّم الممتلكات بالجنوب فقد أصبح الجنوبيون يترحمون على مثل هذا الإجراء، الذي كان على الأقل يضمن أن الدولة ستجعله تحت تصرفها، لكي يستفيد منه الجميع، أما الآن فالحال عكس الحال، وكل واحد لا يفكر إلا بطريقة النهب لأي شيء، وأصبح ذلك جزء من تربية الحياة التي تشربها الناس بعد العام 90 وما فوق.

 



شارك برأيك