آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:02:24:55
الشرعية تغازل وتتقرب: روسيا تلعب دوراً إيجابيا في تسوية المسألة اليمنية (تقرير)
(الأمناء / خاص - قسم الرصد :)

تشتدُّ وتيرة القتال وتتسابق الأطراف على الأرض، لتحقيق انتصارات؛ لتظفر بموقع تفاوضي أقل تنازلاً، فيما عده مراقبون بأنها محاولة لإثبات الجدارة، إما بالحسم، وهزيمة أحد الأطراف، أو الرضوخ لضغوطات الأمم المتحدة، التي تقتضي إيقاف الحرب، وهذا قد لا يعني هزيمة أحد من الطرفين، مما يرجح فرص الحل السياسي الذي يتوافق عليه الفرقاء السياسيون ، وقد لا يلبي هذا الاتفاق مطالب الشرعية، إذ أن معنى إعلان انتهاء الحرب، لن يعطي لدول التحالف الحق بالتدخل مرة أخرى، ووقوع المجتمع الدولي أمام إحراج عام، يأتي ذلك في حين أن الشرعية تحاول تحسين نفسها، والتقرب إلى الدول التي تضغط باتجاه إنهاء الحرب؛ حتى تخفف من ثقل هذا الضغط، كي تتمكن من تحقيق كل الأهداف التي تنشدها وبضمان أكيد ومن دون تلاعب من قبل صالح والحوثيين..  

قالت وسائل إعلامية بأن 3 مدنيين لقوا مصرعهم في تعز، وأصيب نحو 17 آخرين بينهم نساء وأطفال بجراح، بعد قصف مدفعي شنته مليشيا الحوثي و صالح على أحياء سكنية في مدينة تعز اليمنية.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية التابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية إن هذا القصف أدى إلى مقتل اثنين من قوات الجيش وإصابة آخرين.

وشن طيران التحالف العربي غارات مكثفة، أمس الأربعاء، في عدة مناطق في شمال وغرب اليمن، في الوقت الذي واصلت المليشيات إطلاق صواريخ بالستية نوع "قاهر1"، على الأراضي السعودية، وتم اعتراضها.

وفي الوقت ذاته، بدأت القبائل في مناطق متفرقة من اليمن بالانتفاض على مليشيات الحوثي، بسبب محاولة الأخيرة فرض تجنيد أبناء القبائل في صفوفها.


وركز التحالف غاراته على تعز ومحيطها، حيث استهدفت المليشيات في المخا ، غرب تعز، وحيفان، جنوب شرق المدينة، فضلاً عن قصف منطقة الراهدة.


ويسعى التحالف إلى إجبار مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع صالح، على فك الحصار عن مدينة تعز، بعد تعنتها في وقف إطلاق النار، واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية.


بالمقابل، استهدفت طائرات التحالف أيضاً، مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع في محافظة الحديدة، لا سيما منطقة باجل. وتحاول المليشيات دفع تعزيزات إلى إقليم تهامة، الذي يضم الحديدة وحجة والمحويت، في محاولة منها لمنع فتح جبهة ضدها من محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، بعد فتح جبهة حرض وميناء ميدي في حجة، بينما تسعى الإمارات لتحفيز مقاومة تهامة، على أن تقوم بتحرير الحديدة والدفاع عن نفسها من هذه المليشيا.

الأسرى هو الملف الشائك

وقالت مصادر مطلعة بأن وفد الحكومة اليمنية طالب في الجلسة الأولى بإطلاق سراح المعتقلين والخوض في إجراءات بناء الثقة، قبل الإعلان رسميا عن وقف شامل ونهائي لإطلاق النار، بينما أصر وفد الحوثيين على وقف إطلاق النار قبل تطبيق أي إجراءات، ومن هنا بدأ تراجع مواقف الحل في هذه المحادثات، والوصول إلى إجراءات ونوايا ثقة بين الطرفين.

 

الخارجية: روسيا قريبة ودورها إيجابي

إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية اليمني "عبد الملك المخلافي" بالدور الإيجابي الذي تلعبه موسكو في تسوية المسألة اليمنية، وأكد على مشاعر الصداقة التي يكنها الشعب اليمني لروسيا.

وفي تعليق للمخلافي على RT  أمس قال متقرباً: إن عشرات الآلاف من اليمنيين بين مدنيين وعسكريين تلقوا تعليمهم في معاهد روسيا، كما أنهم يجيدون اللغة الروسية، روسيا ما انفكت على الدوام قريبة جدا من الشعب اليمني".

وأشاد في هذه المناسبة بالدور الإيجابي الذي تلعبه روسيا لتسوية الأزمة في اليمن، لا سيما وأنها أيدت قرار بلدان مجلس التعاون الخليجي، وتنادي بالحوار والتسوية السلمية في اليمن.

وأضاف: "موسكو تتبنى موقفا موضوعيا، إذ هي تؤيد السلطة الشرعية في بلادنا"، مشيرا إلى وجود الكثير من النقاط الخلافية حول سبل الحل اليمني والتي سيتم بحثها تحت رعاية الأمم المتحدة. كما لفت النظر إلى أنه ورغم ذلك فإن التسوية قد تزحزحت من جمودها، ما يشيع الأمل بإمكانية الحل.

المبعوث الأممي يدعو لاتفاقات أكثر صرامة باليمن

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إن هناك حاجة لاتفاقات أكثر صرامة باليمن من أجل ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، وطالب بدعم أكبر من مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل.

وأمام سفراء الدول الـ15 في المجلس، قال ولد الشيخ أحمد "أنا في حاجة إلى دعم من المجلس لضمان وقف دائم وشامل لإطلاق النار قبل الجولة المقبلة من المحادثات، وأعول على دعمكم في الأشهر المقبلة".

وأشار ولد الشيخ أحمد إلى الصعوبة في مفاوضات السلام بين أطراف النزاع، مشيرا إلى أنها "كشفت عن انقسامات عميقة بين الجانبين على طريق السلام والتوصل إلى اتفاق مستقبلي"، لافتا إلى أن "الثقة بين الطرفين ما زالت منعدمة".

وأضاف المبعوث الأممي أنه كان يخشى أن لا يتمكن الطرفان من إحراز تقدم حيال أي من النقاط الأساسية في المحادثات الأخيرة، وشدد على أن "الطريق إلى السلام في اليمن ستكون طويلة وصعبة، لكننا نعرف أيضا أن الفشل ليس خياراً".







شارك برأيك