آخر تحديث :السبت 28 سبتمبر 2024 - الساعة:00:14:14
كلية آداب عدن .. بين الآلام والآمال "تحقق"
(عدن / الأمناء / مريم بارحمه :)

بعد انتهاء الحرب الظالمة التي شنتها قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي على الجنوب، وترك الأبطال الجبهات ليعودوا ويتسلحوا مجددا بأقوى سلاح عرفته البشرية ألا وهو العلم ، عادت الحياة إلى العاصمة عدن لكن أثار الحرب تملأ شوارعها ومؤسساتها ومنازلها وكلياتها ورغم كل ما حدث فأبناء شعب الجنوب صامدون صمود الجبال .

 

 لم يثنهم الدمار والخراب من الأمل و العمل فعادوا وقلوبهم يملؤها الأمل ، رغم كل الآلام والجراح التي خلفتها الحرب ونفوسهم مؤمنة بقضاء الله، ليستعدوا لبناء وطنهم الجنوب بالعلم والأمل وبسواعد أبنائها المخلصين ستعود العاصمة عدن لمكانتها الحقيقة ولريادتها فهي مدينة العلم والحضارة والرقي .

 

كانت جولتنا في كلية الآداب جامعة عدن التي مازالت أبوابها مفتوحة أمام طلابها رغم كل الصعاب والتحديات التي تواجهها

 

ولتسليط الضوء أكثر على معاناة الكلية، وكيف يمكن أن تؤدي الدور الطبيعي لها كونه يوجد فيها أهم الأقسام الإنسانية المؤثرة في حياتنا، وبالتالي تصبح مركز إشعاع فكري وعلمي، وهذه هي محاور نقاشنا:

 

ماهي المعوقات والصعاب التي تواجهكم في كلية الآداب ؟

 كيف يمكن التغلب عليها من وجهة نظركم  ؟

 كيف يمكن تطوير التعليم بالجامعة  لمحاولة ومواكبة الجامعات الإقليمية ؟

 ماهي مناشدتكم للأشقاء بالإمارات العربية المتحدة ؟

في البدء التقينا أ. د "محمد عبدالهادي" عميد كلية الآداب، وشكر هذا النزول  الى كلية الاداب لتلمس معاناة الكلية وما تمر به، الحديث عن الصعوبات طويل.

 

فكلية الآداب ليست بمعزل عما جرى لمدينة عدن من الخراب ودمار للممتلكات بفعل الحرب، فهي قد تعرضت لتدمير جزئي ونهب كلي من معدات وأجهزة التي كانت شحيحة وتعرضت للمزيد من النهب والكلية تفتقر لأبسط الامكانيات.

 

وقال أنه رغم ما حل بالكلية استطعنا نوفق في استئناف الدارسة في 10 اكتوبر 2015م، وما رأينا من قبول وتدفق للطلاب فاق تقديرنا والحمد لله، أن الدراسة تسير على ما يرام، كما أننا عملنا على إعادة تأهيل وضع الكلية من خلال ما حصلنا عليه من دعم من بعض الجهات.

 

وأوضح بأنه تم نقل القسم الفرنسي من ديوان الجامعة إلى كلية الآداب وتجهيز غرف خاصة للدراسة ، مبيناً:أن كلية الآداب من أفقر كليات جامعة عدن؛ لعدم وجود دراسة التعليم الموازي والنفقة الخاصة ولا تحصل على ميزانية تشغيلية من قبل رئاسة الجامعة، ونعتمد على ذاتنا ونحاول تدبير أمورنا بأنفسنا.

 

أبرز المشاكل

 

وعن المشاكل التي تواجه الكلية فقال إن أبرزها، توفير رواتب الحراسة التابعة للمقاومة الجنوبية، حيث يوجد حوالي 15 حارس، يصعب على الكلية توفير رواتب شهرية لهم، إضافة إلى حراسة  الكلية الفعلية.

 

وعن إجابته لتطوير العملية التعليمية بالكلية أجب بأنه لابد من العودة إلى إعادة الاعتبار، للأقسام العلمية وجعل الأقسام العلمية، تتحمل مسؤوليتها العلمية والأكاديمية، وأن تتحول إدارة الكلية والجامعة من إدارة تمارس عمل إداري إلى مراكز إشعاع فكري وأكاديمي وأن تترك الإدارة للإداريين.

 

الحلول والمعالجات

 

وأقترح لإصلاح هذه الأمور: بأنه لا بد من تخصيص ميزانية حقيقية للبحث العلمي وليست وهمية، وربط البحث العلمي بمؤسسات التمويل (المؤسسات ،المنشآت، الإدارات، الهيئات) العامة والخاصة، وأيضاً تعاون وتنسيق بين الجامعات العربية والدولية وأن يكون الجهد القادم التوأمة بين بعض الكليات النوعية مع كليات مقابلة ذات تخصصات واحدة، وفي إطار ذلك ستكون برامج لتبادل المعارف والخبرات ودورات إنعاشية وتأهلية ودورات تخصصية دقيقة للكادر المطلوب تأهيله.

 

مجهودات جبارة

 

وشكر الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على المجهودات الجبارة، وعلى كل ما قدموه ويقدمونه لمدينة عدن، في مختلف الجوانب؛ لإعادة تأهيل هذه المدينة ومؤسساتها ومنشآتها الحيوية لاستئناف دورها الريادي في المجتمع.

 

ودعا الأشقاء في الهلال الأحمر الإماراتي لزيارة الكلية وللاطلاع عن كثب على أوضاعها وما آلت إليه ، بفعل الحرب التي طالتها وتقدير حجم المأساة التي تعيشها كليتنا وتقييم الأضرار والاحتياجات الفعلية التي تتطلبها الكلية في سبيل إعادة تأهيل الكلية، ملخصاً أبرز الاحتياجات الملحة للكلية في الظرف الراهن وهي كالآتي:

 

1- تأهيل عدد من القاعات التي تحتاجها الكلية للتدريس وهي قاعات أهملت وخربت في فترات سابقة ، ونتائج الحرب زادت من الوضع المتردي .

 

2- توفير الكمبيوترات وأجهزة العرض (الديتاشوب) التي تعد جزءً أساسيًا من العملية التعليمية

 

3-  توفير التكييف بالقاعات والمكاتب نظرًا للطقس الحار في مدينة عدن فالتكييف نهب أثناء الحرب .

 

4- إصلاح دورات المياه التي أصبحت غير صالحة للإناث.

 

ونحن على ثقة بأن أشقاءنا الإماراتيين لن يدخروا جهدا في تقديم المساعدة الممكنة من منطلق الحرص على التعليم في هذه المدينة العريقة التي عرفت التعليم منذ وقت مبكر.

 

إمكانيات ضعيفة

 

ومن وجهة أخرى، تحدث د/ جمال الحسني ( قسم الآثار) عن الصعوبات التي تواجه الكلية ولخصها في: عدم توفر الإمكانيات المادية، وكذلك القاعات الدراسية غير مجهزة، ومؤهلة بالشكل الكافي، والمطلوب بعض القاعات بحاجة إلى صيانة وترميم مما يسبب ضغط بقاعات الدراسة، متبعاً حديثه بأن أغلب الأقسام العلمية طورت مناهجها التدريسية بحيث تتوافق مع الجامعات العربية والعالمية؛ ولكن الإمكانيات هنا ضعيفة، إضافة إلى أن شحة دعم جانب التطبيق العملي وقلة الإمكانيات.

 

وتطلع من الأشقاء الإماراتيين بأن يلمس جهودهم في جامعة عدن عامة وكلية الآداب خاصة، وقد تم حصر الأضرار التي حدثت بالحرب ونتأمل خيرا.

 

رسوم وتكاليف ومراجع

 

إلى ذلك، قال "سعد هود" والذي يعمل مدرس في قسم الصحافة والإعلام، بأن من أهم الصعوبات التي تواجه الباحث في الدراسة العليا، هي رسوم وتكاليف الدراسات العليا، مما يؤدي إلى عدم استمرار الباحث بالدراسة العليا، وعدم توفر المصادر والمراجع الحديثة العربية والاجنبية المترجمة مما يزيد من الثقل والأعباء المالية على الطالب الباحث لشراء مصادر ومراجع.

 

واتبع: إن اختلاف الباحث مع المشرف العلمي لرسالة في تكوين الخطة المنهجية يؤدى إلى عدم استمرار المشرف، وقصوره في التدقيق والمراجعة في طور كتابة الرسالة، مشيراً إلى إن المناهج العلمية للبكالوريوس  والماجستير لا تختلف كثيرا عن بعضها، الموضوعات التي تناقش في رسائل البحث العلمي ليست الموضوعات الجيدة التي من المفترض أن تسهم في حل مشكلة أو تصحيح ظاهرة تلامس الواقع، كما أن وجود المجاملات والعاطفة والعداوة أثناء مناقشة الرسالة.

 

ومن وجهة نظر هود يرى أنه من الحلول والمعالجات، عقد ورش عمل لتطوير آلية الدراسة بطريقة علمية جيده ومتابعة آخر التطورات والاستفادة من الجامعات العربية والأجنبية وتكيفها مع ظروف الجامعة.

 

ونبه إلى قضية هامة، وهي أن الموضوعات التي تناقش في رسائل البحث العلمي، يفترض أن تسهم في حل مشكلة أو تصحيح ظاهرة وتلامس الواقع، كما أنه لابد من توفير جهة داعمة تتبنى نشر رسائل الماجستير والدكتوراه وتوثيقها.

 

و ناشد الهلال الأحمر الإماراتي بطرح فكرة صندوق تكافل يدعم الطالب الباحث ماديا ويعمل على تطوير فكرته وتطبيقها ورفد مكتباتنا بمراجع أصدرت حديثًا حتى يسهل لطالب الاستفادة منها.

 

زاوية طلابية

 

ومن زاوية مختلفة، لطلاب الكلية رؤية خاصة، "محمد مساعد صالح" أحد 

 

طلاب قسم صحافة وإعلام، تحدت عن قسمه الذي يدرس فيه، وقال أنه يفتقر إلى الجانب التطبيقي، والإعلام يرتكز على هذا الجانب، والقاعات غير مؤهلة من حيث التكييف والكراسي  و أعداد الطلاب كبير.

 

وأشار إلى أن نشاط الطالب مغيب وتطبيقه والسبب الجانب المادي لان الكلية فقيرة من حيث الايرادات، وغياب الجانب التأهيلي لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة  ينعكس سلبا على الطلاب، مشدداً على أنه كان يجب أن تقام كلية مستقلة للصحافة والاعلام لأن عاصمتنا عدن رائدة في الإعلام وسبق وأن طالبنا بذلك.

 

وفي السياق ذاته، تحدثت إلينا الطالبة "نوف خالد"، من قسم الخدمة اجتماعية مرجعة ذلك، إلى أن التجديد غير موجود بالمناهج وهي مناهج عقيمة ومواد لا تحتاج دراسة وندرسها وأضافت الطالب الجامعي عندما يذهب للخارج لدراسة الماجستير عليه معادلة مواد تصل الى 20 مادة  دراسية، كما أنه لا يوجد دكاترة متخصصين بالخدمة الاجتماعية.

 

وأوضحت في قولها أن ما يزيد معاناتهم هو عدم وجود مراجع لعمل وإجراء البحوث العلمية، واعتماد بعض الدكاترة في الامتحان على الحفظ نصاً وليس فهماً

 

ولا يوجد اهتمام كبير من قبل بعض المدرسين بالإشراف على النزول الميداني للطالب أثناء التطبيق بالمؤسسات وبالتالي لا يتم الاستفادة من التدريب رغم أنه الأساس في الخدمة الاجتماعية.



شارك برأيك