- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
عندما تسقط الأخلاق وينعدم الوازع الديني فإن الأمم سرعان ما تنهار نواتها، هذا هو الحال بالنسبة لمليشيات صالح والحوثي، طال الوقت أو قصر سينهارون، وسينفر الناس عنهم، وذلك عندما يمارسون أفعالاً مشينة وغير مقبولة، كقيامهم بأسر طاعنٍ في السن وأعزل من أي سلاح، كالوالد الأسير "مهدي علي صالح"، الذي يبلغ عمره 85 عاما، والمنتمي لقرية الخداد اللحجية، والتي تعرض عدد كبير من منازلها للدمار وبعضها لحق بها أضرار كبيرة، كما استشهد رجال ونساء وأطفال من أهلها، وجرح وإعاقة آخرين، وتدمير أحد مساجدها الأثرية، وتعرض الآخر للأضرار، كما خلفت الحرب افتقارا كبيرا، للخدمات الأساسية داخل القرية من أهمها المياه.
"الأمناء" قامت بزيارة قرية الخداد والتقت بالأسرى المفرج عنهم، وكان من ضمنهم الوالد مهدي، الذي تحدث إلينا وهو يتذكـر لحظات أسره المريرة، عصر يوم 3/8/2015 م وهو بجانب منزله راوياً: لقد خرجت من باب المنزل الى الحوش؛ لكي أسقي الماشية فإذا بعناصر الحوثي تطوِّقني من كل جانب وتقوم بأسري وأنا بهذا السن الكبير وأعزل من أي سلاح، وبدون أي ذنب ارتكبه.
بأعقــاب البنــادق
ويوصل حديثه: "لقد تم نقلي إلى مثلث العند، ومكثنا هناك تقريباً لمدة ثلاث ساعات وبعد المغرب علمنا بأنه سيتم إرسالنا إلى تعز، وكنا كلما رفعنا رؤوسنا من السيارة يتم ضربنا بقوة بأعقاب البنادق على رؤوسنا والتهجم علينا بكلام لا أخلاقي، وبعد يومين ونحن بتعز تم نقلنا الى صنعاء "السجن المركزي"، وفيه أشبه بالمدرسة، لقد كانت المعاملة هناك قاسية ولا إنسانية فكنا نعاني من شحة شديدة في الطعام، واذا توفر لا أقدر على تناوله وأصبت بالمرض وتم نقلي تحت حراسة مشددة للعلاج والعودة بي للحجز.
ويضيف الأسير المفرج عنه في الصفقة الأخيرة لتبادل الأسرى: لقد كنت أشاهد عـددا من الشباب الأسرى وهم مقيدون بالسلاسل بأقدامهم وأياديهم ويعيشون حالة قاسية جداً وكان بالأسر أعدادا كبيرة جداً ما يقارب الـ 400 أسير .
قهـــر وحســرة
ويقول بنبرة حزن وأسى والدموع قد بدأت تغرق عينيه: وأنا في السجن علمت بأن ابنتي الكبيرة قد توفيت قهراً وألماً وحسرةً، بسبب وقوعي بالأسر بيد المليشيات الحوثية وعـدم معرفتها أي شيءٍ عن مصيري، وهل أنا حي أو ميت. وعرفنا لاحقاً بأن وفاة ابنته، زاد من تدهور حالته الصحية وفوق ذلك أصيب بالقهر وهذا أقعـدة في البيت عندما شاهد مزرعته بحيط الحسيني وأشجار المانجو لأكثر من 30 شجرة قد تم إحراقها، وتعرضها مع تربة الأرض للتلف.
ويعاني الوالد مهدي كثيراً، في وضعه المعيشي والنفسي ويتطلب سرعة لتدخل أهل الخير بعلاجه كون حالته الصحية متدهورة جداً، وتسبب له وفاة ابنته بصدمة نفسية قاسية جداً، فهل هنالك من يحمل عن كاهله بعض من هذا الذي هو فيه..؟
ساق اصطناعية
ومن جهة أخرى فيما ما حدث لهذه القرية، قام الطيران الحربي بقصف أحد أطقم مليشيات الحوثي على الطريق العام، فأصيب المعلم "مصطفى عوض سالم" إصابة خطيرة، وهو بداخل مسجد طلحة على الخط العام، وتم إسعافه الى مستشفى الحبيلين ومن ثم الى يافع مستشفى اكتوبر وتم بتر ساقة اليمنى من أسفل الركبة.
وأصبح سالم معاقاً، وقبل أيام تقدم فاعل خير للمعاق مصطفى بكرسي عادي؛ لكنه لا يفي بالغرض فهو كما تحدث إلينا يأمل بأن يحصل على مساعدة بالسفر؛ لتركيب ساق اصطناعي له، وحالياً لا يقدر على ذلك؛ كونه مديون بأكثر من "مليون" ريال يمني، تكاليف العلاجات إثر تعرضه للحادث.
ويعيل أسرتين من الأيتام، وكان له أخوان بالأسر هما ( عبده و فهد ) ويناشد المعاق مصطفى الجمعيات الخيرية والمنظمات الانسانية وأهل الخير بمساعدته، فقد أصبح معاقاً، وغير قادر على العمل، وايضاً منزله قد تضرر من القصف أثناء الحرب.
وقال أنه في نفس الحادث الذي أصيب فيه، فقد تم مقتل المعلمة صفية محمد عبده وايضاً الطفل أحمد وتدمير كامل لمنزلهما الواقع بالقرب من الخط العام.
الأمـير ومعاناة القرية
ويقول لـ"الأمناء" الأمير في جماعة المقاومة "أحمد عبدالله صالح حمصان"، أحد أبطال المقاومة الجنوبية وعنصر فعال فيها، لحج بأن قرية الخداد، كانت جبهة حرب كبيرة جداً؛ لوقوعها في قلب الأحداث.
وعلى الخط العام قاوم أبناء الخداد بشجاعة جداً، وكان أكبر من في المقاومة عمراً، فأطلق عليه لقب الامير، واستشهد من مواطني القرية ما يقارب سبعة شهداء نسأل الله أن يتقبلهم مع الشهداء، وأهل الجنة وتم أسر ما يقارب الـ13 أسير، من خيرة أبناء الخداد، ولله الحمد تم الإفراج عنهم جميعاً، وعند اشتداد الحرب نزح جميع المواطنين من القرية نتيجة للأعمال الارهابية من قبل مليشيات الحوثي وتعتبر الخداد بفترة الحرب من الجبهات القتالية المهمة جداً، فهي مفتاح الحوطة، وعل مقربة منها تم أسر الأسير البطل وزير الدفاع محمود الصبيحي، مع رفاقه وايضاً القائد فيصل رجب والعم ناصر منصور.
معـاناة القريـــة
وتوجد في هذه القرية، معاناة عديدة قبل الحرب وبعد الحرب، وزاد من ذلك التخريب والدمار الذي خلفته الحرب فتوجد بالقرية أكبر مشكلة وهي المياه، لدينا بئر ماء تحتاج محول كهربائي بعد تعرض المحول لأضرار كبيرة نتيجة للقصف مما تسبب بحرمان المسجد والقرية من مياه الشرب ايضاً توجد بالقرية بئر ماء بالجهة الشمالية وهي عاطل وتحتاج الى غطاس مع ملحقاته وشبكة ماء واستكمال مشروع الخزان، وتعد القرية محرومة من حق الحصول على الإغاثة بينما غالبية المواطنين فقراء ولا يوجد لهم مصدر دخل والإعانة الشهرية متوقفة ولا تشمل كل الفقراء.
وتوجد ايضاً مشكلة تهدم منازل المواطنين وتضرر بعضها جزئياً وأضرار بالأخرى والمواطن لا يوجد له سكن او مصدر دخل للاستئجار وقد تم تفجير أحد المساجد الأثرية وأضرار اخرى بمسجد طلحة على الخط العام .
وأشار إلى أن لديهم مدرسة للبنات، من صف أول أساسي الى ثالث ثانوي بدون معلمات او كتاب مدرسي بينما الحارس المواطن يسلم خميس يعيل اسرة من ثمانية افراد وقد حافظ على مدرسة البنات والبنين ولا يصرف له أي شيء،
لذلك يطالب أبناء القرية من يهمه الأمر بوضع معالجات بتوفير معلمات وراتب للحارس.
ايضاً بالقرية مشكلة الوحدة الصحية فالمواطن حبيب عليان تنازل بارضه لبناء الوحدة الصحية مقابل توظيفه ولكن مكتب الصحة لم يوفِ بالالتزام وهو الأمر الذي قد يهدد بإغلاق الوحدة الصحية للمطالبة بصرف الراتب.
المناشدة والواجب
وناشد حمصان الدولة بالقيام بواجبها تجاه المواطن بشكل عام وخاص بالخداد كما ندعو المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية وأهل الخير ومجلس مساندة أبناء تبن للعمل الإنساني بالنظر الى قرية الخداد بعين الاعتبار، وتقديم الدعم للمواطن وإعادة الأمل والحياة إكـــرامـــاً لدماء الشهداء وجرحى الحرب حتى يحس المواطن بأنها أثمرت خيراً فما جــزاء الإحسان إلا الإحسان.
وحصلت "الأمناء" على أسماء الأسرى المفرج عنهم بقرية الخداد وهم الأســير :
عبدالفتاح صالح بودلة، محمد عبده منصور الجنيد ، يسلم سالم سعيد باقويري، عبده عوض سالم، فهد عوض سالم، فواز صالح فضل مقصر، وجدي عوض عليان، فضل حسن أمين عبدالله احمد هندي، يحيى صالح عباد، مهدي علي صالح، مهيم مهدي علي صالح
كما أنها حصلت على أسماء الشهداء بقرية الخداد: فتحي علي عميس، صفية محمد عبده الطفل أحمد عبدالحافظ، سنيد صالح بودلة، محمد عبدالله سالم إبراهيم، نائل محسن حسن موجر معاذ علي سعيد مجور.