آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:19:33:01
مصطفى ابن الشهيد اللغم يتساءل بحرقة: لماذا أوقفوا راتب أبي الشهيد ؟ (تقرير وصور)
(الأمناء / عبدالقوي العزيبي)

 

يقع منزل الشهيد محمد علي عبدالاله المشهور بـ" اللغم" في قرية البيطرة مديرية تبن محافظة لحج، وهو منزل متواضع والشهيد متزوج وأب لأربعة أطفال: مـروان ويتعلم بالصف الرابع أساسي ومصطفى بالصف الثاني مع أخته أنهار وناصر هو أصغرهم جميعاً.

ويعتبر الشهيد أحد أفراد القوات المسلحة حيث  كان يعمل الشهيد( اللغم ) بفريق الألغام بدار سعد وعمره  تقريباً (35 عام ) استشهد بجبهة الشرف والبطولة للدفاع عن عدن خاصة والجنوب عامة أثناء حرب مليشيات الحوثي  بجبهة دار ســعــد في 8 يونيو 2015م .

ويصف مروان ابن الشهيد، بصوت الحزين، غير المصدق لاستشهاد أبيه، يسمع الناس يقولون استشهد، فيظن أنهم يقولون له ذهب وسوف يعود، عقله يفكر بهذه الطريقة، حتى لو روى لك بنفسه أن والده قد تم قبره، مع إخوته الشهداء بمقبرة الشهداء بعدن، هذا الحديث تستشفه من وجهه المليء ببراءة الطفولة التي تتعرض اليوم لاعتداءات جسيمة، وتتعرض لأحمال يعجز عن حملها الكبار..

مرض الطفل والراتب متوقف

وكانت زيارتنا لأسرة الشهيد بعد معرفتنا بمرض الطفل وعدم قدرة الأسرة على نقله وعلاجه بالمستشفى وكانت الأخت شاذية جلال قاسم مندوب الهلال الأحمر الإماراتي السباقة بفعل الخير عند حضورها لتدشين الاغاثة المقدم من قبل الهلال الأحمر الإماراتي لمديرية تبن واكتشافها مرض الطفل ومما دفع بها بسرعة إسعافه  الى مستشفى الوهط لعلاجه وكانت زيارتنا الى منزل  الطفل مصطفــى بثاني يوم للاطمئنان على صحته ونقل قضية والده الشهيد للرأي العام بعد ان تم إيقاف راتب الشهيد بعد وفاته مباشرةً .

واستقبلنا  "احمد علي محمد المنصري" خال الطفل مصطفى  والذي رحب بـ"الأمناء" شاكراً لهم هذا الموقف، بنقل قضية الشهيد على أمل الإفراج عن راتبه  كون الأسرة فقيرة  ولا يوجد لها مصدر دخل ولا حتى إعانة وبحسب قولة فهذا  حـق من حقوق الشهيد مع ان له حقوق عديدة عند الدولة وليس فقط راتبه .

علاجه في المستشفى

وأثناء حديثنا جاء مصطفى وكان شبه متعافي وخلوقاً وقـد سلم علينا وقال لقــد شاهدتك  يوم أمس تصورني مع عمتي شادية ..، وهذه هي "مسؤولة الهلال الأحمر" التي جلبت للحج مواد الإغاثة قبل أيام"، فقلت له من عمتك شادية؟ فأردف: التي قامت بنقلي وعلاجي بالمستشفى، وببراءة الطفولة توقف عن الحديث.. فأطرق بالقول:" حسيت معها كأنها أخت والدي الشهيد، كانت حنونة ولطيفة معي ومع أمي".

واستمر بالحديث لنا طيلة جلوسنا معه، معرفاً إيانا بالقول :"هذا أخي مروان وهذه أختي أنهار وهذا أخي ناصر، وخالي هو من  يساعدنا بالمنزل لأن أبي شهيد قتل بدار سعد وتم قبرة بعدن مع الشهداء، تتكرر هذه العبارة التي تحرق الفؤاد، فكررناها لنرسم مشهد الواقع الذي تعيشه هذه الأسرة من دون ماكياج أو رتوش.

لا يوجد لدينا علاج

وعند سؤالنا له سألناه من الذي دفع لك قيمة علاجك؟ قال عمتي شاذية، فسكت لحظات وكأنه حس بإحراج وقال باستحياء الطفولة :" لا يوجد لدينا قيمة العلاج لأنهم أوقفوا راتب والدي و لم نستلم أي راتب منذ استشهاده بعدن..!!!

وفجأة يوجه لنا الحس الطفولي، سؤالاً دار بعقل ذلك الطفل، ويبحث له عن إجابة تروي فضوله، بل وتروي ريقه وبطنه، قائلا: لماذا  يا عم أوقفوا راتب أبي..؟

كان السؤال موجهاً لنا، لكن ليس لدينا ما نقوله أو نتحدث به، كما لم نستطع الإجابة عليه..!

فما كان منا في (الأمناء) إلا أن نرفع هذه التساؤل الطفولي المشروع جدا، والذي يسأل عنه هذا الطفل المسكين، الى أصحاب الشأن، إلى قائد المنطقة الرابعة والى الحكومة والرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي والى قائد قوات التحالف بعدن، لعلنا نجد إجابة عند أحد المنصفين منهم، بشأن ما قالة ابن الشهيد:

  • لماذا تم إيقاف صرف  راتب الشهيد "محمد علي عبدالاله" الملقب باللغم؟.

سؤال يبحث عن إجابة

سؤال يبحث عن إجابة من أولياء الأمر، والذي وجهه الطفل مصطفى، وقد يكون هذا السؤال عند العديد من اطفال الشهداء فلربما ايضا يوجد  لهم راتب موقف  في حين هناك المئات من الشهداء  أسرهم على أمل سرعة  وضع  المعالجات لوضعهم الإنساني بعد وفاة العائل الوحيد لمصدر دخل الأسرة وبالإضافة الى ذلك يوجد العديد من الجرحى لاتــزال تنتظــر العـلاج على مستوى الداخل والخارج  .

فهل سيظل راتب الشهيد اللغم موقفا، او ستنظر الدولة بعين الاعتبار الى سؤال الطفل مصطفى والإفراج عن راتب والده الشهيد.

وفي الختام، من يوجد لديه المقدرة على مساعدة أسرة الشهيد اللغم في ظل إيقاف راتبه   لانه وهب دمه وروحه  لكي يحيا أولياء الأمر ولا يعلم بأن الجزاء من قبلهم سيكون هو إيقاف راتبه وحرمان أطفاله الأربعة من حقهم الشرعي، من العيش الكريم مثل أطفالهم  فـ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)) وقد تحدثت الأمثال الشعبية بكل بساطة بهذه المقولة:" قيل قطع الراس ولا قطع المعاش" لكن هذه الأسرة قطع رأسها ومعاشها، ثم لا ننسى أن تقوى الله واجبة، في أبناء الشهداء فدماؤهم الزكية قد أروت شجرة الحرية ومن يتنكر لذلك فهو إما جاحد أو متكبر أو جاهل، خاصة عندما يتعلق الأمر بدماء هؤلاء الشهداء والجرحى.



شارك برأيك