آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:09:37:08
الشهيد القائد محمد عبده انعم كان يواري جثة جاره الذي سبقه بالشهادة
(كتب/فواز الحيدري)

 

بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم .. قبل إن نبحر نتلو (الفاتحة )على روح الشهيد وبعدها نبحر بزورقنا الصغير إبحار اللا متناهي ،  فأعظم نعمه أن تجد نفسك في حالة عشق للوطن ،تعطيه بلا حدود ، فحب الوطن شرف في معناه تضحية في تفاصيلها اعتزاز وسر عميق في مجمله وكل مواطن صالح يخدم الوطن من المكان الذي وجد فيه يخدمه بالإخلاص والعمل الجاد والتفاني والتضحية ..فكيف إذا كانت التضحية بالنفس ؟ لاشك إنها أسمى خدمة تقدم للوطن .. وهل هناك أغلى من الوطن لنضحي من أجله ؟ حكاية شهيد أروى بدمه تراب هذا الوطن.

 

الشهيد القائد (عبده محمد أنعم)  

كان يواري جثة جاره الذي سبقه بالشهادة ،وكانت معالم وجه ذلك الشهيد تنبئ عن سعادة أبدية وجه مبتسم بياض ناعم ولحية خفيفة تقطر ندى فتحولت أمامه إلى أنهار من وجع ولقد كان الكل يدرك أن (عبده أنعم) لن يتوانى عن حمل السلاح  والوقوف بحزم مع أهله وجيرانه أبناء خور مكسر حي لينين سابقا أبي ذر الغفاري حاليا ،كان أخوه يحكي وكنت أصغي وأنا أتابع ملامحه المغسولة بالفرح لان شقيقه عاش شجاعا  ومات شهيدا بطلا .

يحكي لكم (شقيقه  مهيوب محمد أنعم )وأنا معكم أصغي :

بعد علمنا بإصابته كنا في  التواهي (حجيف ) اتجهنا أنا وأولادي الى خور مكسر لنصدم بخبر استشهاده قبل يوم وعندما تساءلنا عن سبب بقائه مرمي في مكان  سقوطه كانت الإجابة كصاعقة تنزلت علينا بأن الحوثيين جعلوا من جثته الطاهرة كماشة (مصيدة ) للإيقاع بكل من يجرؤ من الاقتراب من  الجثة وعند ذلك قمنا بالتواصل مع قيادة المجموعة في خور مكسر التي زودتنا بعربة مدرعة (وبي ام بي)  واستطعنا مناداة رجال المقاومة الذين جاءوا هرولة لسحب جثة العميد عبده محمد أنعم وبعون الله تم ذلك بعد عناء كبير واستبسال من رجال المقاومة وجزاهم الله خير الجزاء .

كان عبده أنعم الحيدري طفلا كبيرا اجتمعت فيه براءة الأطفال وعنفهم وحبهم لأنفسهم عاش حياة مفعمة شعرا لم ينقضِ يوم منها بدون أن ينظم شعرا او يحيا به أو يصحب واحدا من أهله او من جيرانه وكان في كل أحواله لا تفارق الابتسامة محياه وكذلك كان من أكثر الناس معرفة بالجانب العملي من الحياة فهو في هذا الجانب خرّاج ولّاج لا يضيع من يده شيء !

لقد ثبت على صداقات كثيرة ومتنوعة فكان لنا لقاء مع بعض رفقائه وأصدقائه    

صديقه : عبدا لله محمد قاسم :

كان يحب عدن لدرجة الذوبان فيها ...هنا سكت ،ليمسح دموعه التي تسربلت على وجنتيه ،وأكمل حديثه :الجميع حوله يتسابقون للجلوس معه للنبع من منهله ،الفقراء والأغنياء الأطفال ولكهله ،المتدينون والمثقفون الطلاب والمعلمون فكان يعيش وسط هؤلاء كأب ومعلم وقدوة ولقد أفزعني خبر استشهاده ولكني حمدت الله في داخلي ورددت بأنه استحق هذا الشرف النبيل لأنه إنسان أحب وطنه الذي نمى بعروقه فأسقاه من دمه عندما احتاج إليه .     

الشاعرالمثقف : عبده سعيد (أبو شوقي )

 قال في مرثيته :

يارفيق الدرب والحلم القتيل

كيف سافرت وحيدا خلف كثبان الغياب

وتركت الذكريات

في الذراري والشعاب

مثل أسراب الطيور الهائمات

في خضم الريح في الأرض اليباب

آه ياصنو جرحي والعذاب

أخذ الحزن بأعماقي مداه

مذ نعي الناعي

طواني الجرح حتى منتهاه

ورماني في عراء الآه نهبا لصداه

محطات ناصعة:

خريج الكلية العسكرية (دبلوم )عدن عام .1986 ،بتخصص قائد فصيلة مشاة

جريح وأسير في الحرب الغاشمة  على الجنوب 1994م

سرح من عمله بعد صيف 94م

شهيد في الحرب الظالمة على عدن 2015م.



شارك برأيك