آخر تحديث :الاحد 28 ديسمبر 2025 - الساعة:11:56:19
إلى شعب الجنوب الحر,و قواته المسلحة الجنوبية الباسلة
(كتب دكتور مساعد الحريري)

 


إلى كل جنوبي حر يعرف معنى الأرض، ويفهم قيمة الدم، ويدرك أن الأوطان لا تُمنح بل تُنتزع انتزاعًا بالتضحيات؛ نقولها اليوم بوضوح لا لبس فيه: اثبتوا، فالثبات هو عنوان المرحلة، ولا تراجع عن شبرٍ واحدٍ من الأرض الجنوبية التي رُويت بدماء قوافل من الشهداء والجرحى. هذه الأرض لم تتحرر بالشعارات، بل بالبطولات، ولم تُصن بالبيانات، بل بالتضحيات الجسام.

لقد أصبح الجنوب اليوم واقعًا سياسيًا وأمنيًا قائمًا، تشهد له الوقائع قبل المواقف، وتقر به حسابات الإقليم والعالم. أنتم من كبحتم جماح الإرهاب حين عجز غيركم، وأنتم من كسرتم المشروع الإيراني وأدواته، وأسقطتم أوهام الإخوانجية والمتمردين الذين اتخذوا من الفوضى تجارة ومن الدين ستارًا. الجنوب لم يعد ساحة مستباحة، بل جدار صدٍّ منيع في وجه مشاريع الخراب.

لا تلتفتوا إلى الأصوات النشاز، ولا إلى البلبلات البائسة التي يطلقها الراقصون على حبال المصالح، وتجار الفساد، وأبواق ما يُسمّى بالشرعية المتخادمة مع قوى الإرهاب ولصوص الثروات. هؤلاء لا يوجعهم إلا وعيكم، ولا يرعبهم إلا صمودكم، ولا يفضحهم إلا إنجازكم. أنتم من كشف الشركات العابثة بثروات الجنوب، وأنتم أصحاب الحق المشروع في حماية أرضكم، وثروتكم، وأمنكم، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، دون وصاية أو مزايدة.

وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية الوعي الإعلامي، ونأمل من إعلاميي المجلس الانتقالي الجنوبي وكل الأصوات الوطنية الحرة ألا ينساقوا خلف الإشاعات الإخوانجية وحملات التضليل التي تسعى لجرّهم إلى الإساءة للمملكة العربية السعودية الشقيقة. فالمملكة شريك هدف ورفيق سلاح، دولة عظمى تعرف مصالحها جيدًا، ولن تنجر إلى مستنقع الفساد بعد أن وصلت رسائل الجنوب بوضوح، وكُشفت الأساليب القذرة لكل المتآمرين.

تحية صادقة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ما وصلنا إليه كان بتوفيق الله أولًا، ثم بدعمهم ومواقفهم الصادقة. لا خوف من الأشقاء، وإنما الحذر كل الحذر من التكفيريين والقوى الإرهابية المتخفية في جحور الهضاب والوديان، ومن يمولهم ويدافع عنهم سياسيًا وإعلاميًا.

ختامًا نقول: الثبات… ثم الثبات… ثم الثبات. فالنصر لا يحالف المترددين، بل أولئك الذين يعرفون طريقهم، ويتمسكون بحقهم، ولا تزعزعهم العواصف. والجنوب، بإرادة شعبه وبسالة قواته، ماضٍ نحو مستقبله مهما علت أصوات النشاز.


#

شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل