
تحليل : د. عبدالله عبدالصمد
في مقابلة خاصة من قلب مقر الأمم المتحدة، مع قناة سكاي نيوز العربية. وضع الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خارطة طريق شاملة لمستقبل اليمن والجنوب، تناول خلالها القضايا العسكرية والاقتصادية والسياسية. جاءت تصريحاته لتؤكد أن معركة استعادة الدولة الجنوبية ليست مجرد خيار، بل استراتيجية وطنية ثابتة، وأن الحسم مع الحوثيين يتطلب توافقًا إقليميًا ودوليًا وإرادة صلبة.
المحور العسكري: مواجهة الحوثيين
أكد الزُبيدي أن الضربات الجوية وحدها غير كافية لإضعاف الحوثيين، وأن الحل الجذري يتطلب عملًا بريًا منظمًا بالتنسيق بين القوى المحلية والتحالف الإقليمي والدولي. شدّد على أن لدى قوات المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية الجاهزية الكاملة لقيادة عمليات برية إذا توفر الغطاء السياسي والدعم العسكري، مشيرًا إلى أن الحوثي بات يشكّل تهديدًا إقليميًا للأمن البحري والدولي.
المحور الاقتصادي: خطط التعافي والإنقاذ
توقف الزُبيدي عند الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعاني منها الشعب في اليمن عمومًا والجنوب خصوصًا، داعيًا إلى وضع استراتيجية اقتصادية عاجلة تراعي احتياجات المواطنين وتوفر الخدمات الأساسية وتعيد الاستقرار النقدي. وأكد أن المجلس الانتقالي يعمل على بلورة مشاريع اقتصادية وتنموية للمناطق المحررة لتكون نموذجًا للاستقرار وبوابة دعم للمجتمع الدولي.
لمحور السياسي: المفاوضات ومستقبل الجنوب
شدد الزُبيدي على أن أي مفاوضات سياسية قادمة بعد إنهاء خطر الحوثي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار حق الجنوبيين في استعادة دولتهم. وبيّن أن المجلس الانتقالي جزء من الشراكة الحالية في مجلس القيادة الرئاسي بهدف تحرير الأراضي من الحوثيين، لكن هذه الشراكة مؤقتة، وأن الهدف النهائي يتمثل في عودة الجنوب إلى مقعده في الأمم المتحدة كدولة كاملة السيادة.
محاربة الإرهاب ودور القوات الجنوبية
أكد الرئيس الزُبيدي أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لعبت دورًا محوريًا في محاربة الإرهاب وتنظيماته في الجنوب، وأنها نجحت في دحر الكثير من العناصر المتطرفة بدعم إقليمي ودولي. واعتبر أن الأمن والاستقرار في الجنوب شرط أساسي لأي تقدم سياسي أو اقتصادي.
الرسائل
للداخل اليمني:دعوة للوحدة الوطنية المؤقتة ضد الحوثيين وتأكيد على أن استعادة الدولة الجنوبية مشروع لا مساومة فيه.
للحكومة ومجلس القيادة: ضرورة تعزيز الشراكة والتعاون العسكري لتحرير الأراضي.وفي حال فشل مجلس القيادة والحكومة دعى الرئيس الزبيدي إلى انتخابات في الجنوب والمحافظات المحررة وهي رساله الى تشكيل قبلية وحكومة لما يتناسب مع واقع الارض
للإقليم والعالم:التأكيد أن الجنوب شريك رئيسي في حماية الأمن الإقليمي والممرات البحرية الدولية، وأن الدعم له استثمار في استقرار المنطقة.
مقابلة الرئيس عيدروس الزُبيدي مع سكاي نيوز عربية لم تكن مجرد تصريحات سياسية عابرة، بل شكلت إعلانًا لاستراتيجية متكاملة في الملفات العسكرية والاقتصادية والسياسية، ورسائل واضحة مفادها أن الجنوب يتجه بخطى واثقة نحو استعادة دولته، وأن حل الأزمة اليمنية لا يمكن أن يتحقق دون الاعتراف بدوره ومكانته.