لم يدر بخلد الشاب العشريني "عسكر المشهد" من ابناء منطقة جبل القضاة بالشعيب الضالع بأن دخوله مستشفى الشهداء بمدينة الشعيب لإجراء فحوصات روتينية سيكون نهاية وخيمة له تدخله العناية المركزة بعدن حتى إشعار آخر من خروجه جراء وصفة طبية خاطئة وضعت حياته في خطر للحظة  .

بداية الحكاية

ويفيد الاخ محمد المشهد شقيق الشاب الضحية وولي أمر الأسرة في حديث خاص مع "الأمناء" بأن شقيقه عسكر كان يعاني من "حمى وطرش" مما دفع بهم  نقله إلى مستشفى الشهداء الثلاثة بالشعيب لإجراء فحوصات روتينية واتخاذ العلاج اللازم  حد قوله فتم عرضه على الطبيب المختص الدكتور . م س.ح  فقام مشكوراً  كما يفيد المشهد نفسه بمعاينة شقيقه المريض وتشخيصه مدوناً  له 15 حقنه وعلاجات أخرى .

وقام المشهد بإخراج روشته طبية مدون عليها العلاج أنف الذكر ليتابع حديثه مع "الأمناء" بالقول ذهبت إلى الصيدلية المركزية لأخذ العلاج المسجل فلم يتم منحي سوى 10 حقن من اصل 15 حقنة سجلها الطبيب فذهبت إليه فقال عادي ، وحينها  ذهبنا بالمريض إلى قسم الطوارئ ليقوم مساعد طبيب بعمل الحقنة اللازمة للمريض لنعود بعدها إلى منزلنا بمنطقة حبيل الريدة بحالمين .

إغماء المريض

ومضى المشهد قائلاً بانه في اليوم نفسه الذي عاد فيه من مستشفى الشعيب وتحديداً عند الساعة الرابعة عصراً بدأت منطقة كبيرة في مكان الحقنة بالفخذ الأيسر للمريض تتورم والدم متجلط وشديد السواد يغزو منطقة الفخذ مما تسبب بحالة إغماء للمريض عسكر ليتم نقله إلى مستوصف باسل بحبيل الريدة والذي بدوره قام بعمل اللازم وتحويله مباشرة الى مستوصف الضالع حيث قام الطبيب المختص عبده البرهمي بمعاينة الحالة وطلب منهم نقله إلى العناية المركزة بعدن نظراً لخطورة الحالة .

وأردف في نفس اللحظة التي أمر بها الطبيب بنقل المريض للعناية المركزة حيث وصلنا بالمريض إلى مدينة عدن في اليوم نفسه الذي تم تشخيصه واعطاءه الحقنة بالشعيب حيث لم يتم قبول حالة المريض المتدهورة والخطيرة في عدد من مستشفيات عدن الحكومية والخاصة سوى مستشفى صابر بمنطقة ريمي بالمنصورة والذين قاموا بإدخاله العناية المركزة ونحن إذا نشكر مدير مستشفى صابر وطاقمها الطبي الذين قاموا بواجبهم الإنساني والأمانة انهم يبذلون جهود عظيمة ويولون الحالة المرضية جل اهتماهم ورعايتهم فلهم منا كل التقدير وجزاهم الله خير الجزاء .

تقــرير طبـــي

يشير تقرير مستشفى صابر الطبي والطبيب المختص بمعالجة المريض عسكر المشهد الى تفجر الاوعية الدموية جراء الحقنة الخاطئة التي تسببت له بطفح الدم الى تحت الجلد، الأمر الذي أد إلى تعفنه، مسببة أيضاً انسداد الوريد الرئيسي في الجسم، حيث اجريت له عملية جراحية ولازالت حالته الصحية في خطر .

ومازال الضحية المشهد يعاني وضع سيئ فهو بحاجة الى رعاية كاملة لإنقاذ حياته وتسفيره للخارج ومساعدته في تكاليف العلاج كون اسرته قد باعت كل ما تملك وهي الان عرضت منزله للبيع ولم يبقى لهم أمل بعد الله سوى رجال الخير والاحسان في الشعيب والضالع وأي مكان آخر.

وأشار شقيق الضحية عسكر المشهد الى الدور الانساني النبيل الذي يقوم به ابن منطقته الدكتور هلال سالم الغلابي الذي يتواجد للأشراف على متابعة الحالة يومياً ويقوم بكل الواجب ونسأل المولى تعالى ان يجزيه خير الجزاء .

مناشدة إنسانية

وفي غضون ذلك ناشد ولي أمر المريض الاخ محمد المشهد برسالة رسمية مدير مكتب الصحة بالضالع ومدير الصحة بالشعيب وقادة المقاومة الجنوبية بالشعيب والضالع وأعضاء المجلس المحلي بالشعيب والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بمديرية الشعيب إلى الوقوف بجدية ومسؤولية أمام حالة شقيقة المزرية والتي تسبب بها الطبيب م.س.ح. بوصفة طبية خاطئة كادت أن تصيب المريض في مقتل والذي لازال تحت الخطر وبوضع صحي غير مطمئن وسيئ جداً .

ودعا المشهد في حديثه مع "الامناء" جميع المذكورين أعلاه والجهات ذات الاختصاص إلى تشكيل لجنة طبية من الكفاءات الطبية المختصة والمشهود لهم بنظافة اليد والنزاهة والأمانة للتحقيق في واقعة الضحية شقيقه " عسكر حسين" واتخاذ ما يلزم لحماية أرواح مواطني الشعيب والضالع كون القضية ليست قضية المشهد بل قضية رأي عام تهم الضالع والشعيب قاطبة .

رسالة للجميع

وشدد الاخ محمد المشهد على ضرورة وضع حد للمستهزئين بأرواح الناس فالقضية قضية حياة بشر وعلى الجميع الوقوف إزاءها بجدية ومسؤولية عالية ، محملا الطبيب م.س.ح. كامل المسؤولية المترتبة على حياة شقيقه ووضعه الصحي المتدهور مطالباً بتحرك عاجل لإنقاذ شقيقه ومتابعة حالته الصحية وتسفيره للعلاج في الخارج أن لزم ذلك ولن يسقط حقه في مقاضاة من تسبب بذلك .

وفي النهاية هذه رسالة الى الجميع، أرواح الناس أمانة عند من توكل إليهم، وما تعرض له عسكر المشهد من خطأ طبي ربما قد يفقده حياته يجب أن لا يمر مرور الكرام فلابد من الحزم والشدة في مثل هكذا وقائع ولتكن هذه الجريمة نقطة مراجعة لملائكة الرحمة لأخذ العظة والعبرة من الاستهتار بأرواح الناس كما هي رسالة لجميع سكان وأهالي الشعيب والضالع للوقوف بجدية أمام تلك الواقعة واتخاذ ما يلزم لضمان عدم تكرارها مستقبلاً .

* (صحيفة الأمناء)