آخر تحديث :الجمعة 15 اغسطس 2025 - الساعة:23:19:38
حارس البن في وادي سبأ ... من الذاكرة الجميلة لصنعاء اليمن
(كتب د. خالد بن محمد بن مبارك القاسمي)

 


وأنا أقلب في مكتبتي وقعت يدي على ديوان ( فوق الجبل )، والإهداء الجميل، بخط الشاعر والأديب والمؤرخ الأستاذ الراحل مطهر بن علي الإرياني .

تعرفت على هذا الشاعر الكبير مع الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح، في مركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء بشارع الزبيري، وبقدر تواضع اليمنيين فإنك وللوهلة الأولى لا تشعر أنك أمام شاعر ومؤرخ كبير، له العديد من المؤلفات عن التاريخ والنقوش اليمنية، والتواصع صفة وجدتها في كل أبناء اليمن شمالاً وجنوباً، هكذا هم : من عبدالعزيز المقالح  إلى عبدالله البردوني، إلى عبدالقادر بامطرف وحسين أبوبكر المحضار، قامات أدبية، تواضعهم هو سر ديمومة أدبهم الذي تتناقله الأجيال حتى اليوم، هؤلاء بعض من لا  زالت لقاءاتهم في ذاكرتي حتى اليوم، منذ زيارتي الأولى لليمن أواخر الثمانينات .

وبالعودة لديوان فوق الجبل للشاعر المؤرخ مطهر الإرياني، أحتوى الديوان  على قصائد للريف، للحياة للزراعة والفلاحة، وللوطن 
 فمن لا تطربه كلمات أغنية :
خطر غصن القنا .. وارد على الماء
 نزل وادي بنا .. ومر جنبي وبأجفانه رنا 
أنا يا بوي أنا .. أمان يا نازل الوادي أمان 
أما أوبريت مواسم الزراعة روعة في الفن اليمني وهو خلاصة لرحلة عطايا الأرض وعرق الفلاح وحكمته تقول كلماته :
من زبيد لعدن لأرحب وصعدة وصرواح
تشهد أرض اليمن في مطلع الموسم أفراح
عاد عبر الزمن نيسان من بعد ما راح
يا شويق الحجن يا سعد من كان فلاح 
وللوطن الكثير من الأغاني في هذا الديوان مثل : فجر أيلول، وأغنية فوق الجبل، وقد أخترت حارس البن التي تغنى بها مطربي الشمال والجنوب أمثال : المرشدي، وعبدالرحمن الحداد، والآنسي وغيرهم تقول كلماتها :
حارس البن في وادي سبأ .. غير غافل ذاهن العقل والعين 
يحسبوه الأعادي قاصر السن جاهل .. أين هم من ذكاه أين 
حارس البن في وادي سبأ .. شعب كامل لكن شعب بشعبين 
بل بسبعين شعب كادح ..  مكافح مقاتل 
شعب يقضى به الدين 
إلى أن يقول : 
من يعادي اليمن .. يبشر بكسر المفاصل ويذوق الآمرين
الوطن والكرامة .. يفتديها المناضل بالقلوب ذي يدقين .

التجوال في ديوان الشاعر والأديب والمؤرخ مطهر بن علي الأرياني، يحتاج لوقت ومقالة طويلة، ولكن هذا ما أسعفني به الوقت، رحم الله مطهر بن علي الأرياني  المؤرخ والشاعر الأديب  .

 


#
#
#

شارك برأيك