- بن عزيز يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية لمناقشة التهديدات الحوثية
- مركز الإنذار المبكر بحضرموت يحذر من موجة برد قارس تبدأ الثلاثاء وتستمر حتى نهاية الأسبوع
- اجتماع قيادي برئاسة الكثيري لتدارس الأوضاع المعيشية ودعم المطالب الحقوقية للمواطنين
- ارتفاع قتلى انفجار محطة غاز في البيضاء إلى 15 وإصابة العشرات
- من صنعاء إلى طهران.. غروندبيرغ يبحث أمر المليشيا لدى مشغليها
- الماجستير بامتياز من جامعة حضرموت للباحثة فاطمة علي شوالة حول المشكلات النفسية والاجتماعية للأطفال المعتدى عليهم جنسيًا
- الجعدي: الفاسدون يتعاونون في إطار مصالح مشتركة تهدد قضايا الناس
- مجلس القضاء الأعلى يقف أمام تقرير مجلس المحاسبة للعام 2024 م ويجري حركة تنقلات
- فساد في ظلال النصر: كيف انحرفت فرحة التحرير نحو الفساد ؟
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1689 الصادر اليوم الأحد الموافق 12 يناير 2025م
كان لقرية الحمراء نصيب لا بأس به من الموت والصواريخ، في الحرب الثانية على الجنوب، وفي فصل جديد من فصول ذلك الشعار الحربي"الوحدة أو الموت"، مع أن المواطن في الجنوب لم ينسَ بعد، آثار الحرب الأولى 1994م، وفي الحرب الثانية على الجنوب مرَّ الموت عابراً المدن والقرى، ومن بينها قرية الحمراء، التي تم قصفها من قبل مليشيات الحوثي بـ( 6 ) صواريخ كاتيوشا قُتِل وجُرِح على إثرها عدد من مواطني القرية، بالإضافة إلى قصف طيران التحالف بـ(11) صاروخ في أوقات مختلفة، حسب أقوال الأهالي هناك.
قصف بتوقيت جرينتش..!
"الأمناء" قامت بواجبها بمسح ميداني، لإبراز حجم الدمار التي حل بهذه القرية، وتناول شهادات المواطنين هناك، حيث قال بعض مواطني القرية بأنهم مع الساعة الــ(11) من مساء ليلة السبت وبينما كانوا جالسين بالقرب من منازلهم على قارعة الطريق أشعرتهم مليشيات الحوثي بسرعة المغادرة كلاً الى منزله، كون القرية سوف تتعرض للقصف من قبل العدوان السعودي بحسب قولهم وهو الامر الذي حدث فعلاً مع الساعة الواحدة من فجر يوم السبت الاول من اغسطس 2015 م، إذ قام الطيران بقصف القرية بـ(4) صواريخ اثنين منهما على مدرسة الفقيد "فضل منصور" وآخر بحافة آل شهاب وسط القرية، وآخر على حافة بكاملها تقع بالقرب من المدرسة، نتج عنه قتلى وجرحى وتدمير منازل اسر بكاملها واضرار بعدد كبير بالمنازل المجاورة مع احداث الفوضى والخوف والحزن والبكاء وخصوصا من قبل الاطفال في الساعات الاولى من ذلك الفجر والناس في منازلهم في سباتاً عميقاً انها الحرب التي لا ترحم اطفال او شيوخ او نساء فاختلطت الدماء بأتربة تلك المنازل من الطين وارتفعت اصوات بكاء الاطفال وسارع الاخرين بإنقاذ ممن هم تحت حطام المنازل بينما لا يزال الطيران يحلق في السماء.
أيام وليالٍ ثقيلة
وكان الهاجس الى اين المصير لسرعة اسعاف الجرحى في وقت كل جبهات القتال في ذروتها فقام ابناء الحمراء بإسعاف الجرحى الى بعض مستشفيات عدن عبر طرق خطيرة بينما الاخرين اشرقت شمس الصباح وهم في المقبرة يحفرون القبور لقتلى الطيران والحزن مسيطر على قلوبهم والدموع تتساقط من عيونهم فقد كان المشهد قاسياً جداً لم تشهد مثله الحمراء من قبل، ومضت ايام وليالي ثقيلة أشبه بكوابيس الأحلام، كما يصف أحدهم.
وللتأكد من ذلك قامت "الامناء" بزيارة مكان القصف، ووجدته عبارة عن بقايا من منازل المواطنين المتواضعة، بعضها من الطين و الاخر من البلوك قد تم تسويتها بالأرض بينما من كتب لة الحياه لا يوجد له سكن حتى اليوم او اي مساعدات..
تحدث الوالد "احمد حنش هادي"، بأسى وحسرة تقطر من فمه، حيث كان اكثر المواطنين ضرراً واصفاً لحظات سقوط الصواريخ على منازلهم: "قد كنا نحس بنبرة ألم مع تماسكه بقوة عن البكاء بعد ان قال لنا بان الذين استشهدوا في ذلك القصف، كان عددهم (8) وغالبيتهم من أسرته بالإضافة الى عدد كبير من الجرحى، وحتى اللحظة يتلقى بعضهم العلاج.
ضحايا القصف
ويذكر لنا الوالد هادي من قضوا نحبهم في ذلك القصف، وهم كالتالي:
(وضاح صالح بن صالح 27عام, خضيرة صالح بن صالح 24 عام, سارة صالح بن صالح23عام, فاطمة صالح بن صالح20عام، انور احمد حنش34عام, رؤوف محمد احمد حنش57عام, رياض محمد احمد حنش12عام, اصيل عبدالفتاح محمداسماعيل4 سنوات ).
بالإضافة الى اكثر من (30) جريح منهم محمد احمد حنش مع زوجته واولاده وصالح بن صالح مع زوجته وأولاده وعبدالعزيز مع أولاده وفتاح وأولاده ونائف وأولاده وايضاً رفيل واولاده بالإضافة الى العديد من الجرحى.
من جانب آخر، تحدث الى "الأمناء" العقيد عبدالعزيز سعيد هادي، شاكراً نزول الصحيفة لتلمس قضاياهم، في هذا الوقت العصيب، لنشر قضيتنا للراي العام، حسب قوله.
مناشدة وتصوير
وناشد العقيد الجهات العليا بالدولة ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ودولة رئيس الوزراء خالد بحاح، بالنظر الى هذا الوضع الانساني بعين الاعتبار من خلال المسارعة بتقديم المعونات للأسر المنكوبة مع توفير المساكن للعائلات التي تهدمت منازلهم كاملاً حيث انهم حتى اليوم دون سكن، ولم يتم تقديم لهم اي مساعدات للحصول على سكن او الايجار للسكن وهم مواطنين فقراء غالبيتم لا يمتلكوا مصدر داخل ومن خلال صحيفتكم ايضاً نناشد دول التحالف بسرعة التدخل من خلال نزول فريق الى قريتنا للاطلاع على حجم الدمار الذي حدث وتقديم الدعم للمواطن وبأسرع وقت ممكن .
وأشار عبدالعزيز إلى نزول عدد من الجهات ولكنها تقوم فقط بتصوير مكان الحادث دون تقديم اي ملموس للأسر المتضررة حيث زار مكان الحادث الهلال الاحمر اليمني بلحج ومنظمة حقوق الانسان ومنظمة العدالة وجمعية ايوا .
كذلك ناشد محافظ لحج بزيارة مكان الحادث وتفقد رعيته فهي امانه في عنقه ويقع علية التواصل مع دول التحالف بتقديم الدعم لهذه الاسر المنكوبة قولاً و فعلاً.
واضاف بان الاخ المحافظ اكتفى بإنزال لجنة تقوم حاليا بحصر الأضرار ولا يعلم متى سيكون التعويض .
نحن بدورنا كان لنا تواصل مع رئيس لجنة الحصر الدكتور "خالد العظامي" الذي افاد بانه عملهم جاء بتكليف من المحافظ لغرض الحصر ورفع الاضرار، متبعاً: بانة لا يملك اي حق بتعويض المتضررين فهو لجنة حصر لا غير، ويعمل منذ فترة دون اي مقابل، وهو بذلك على يجسد القول: "جيتلك يا عبد المعين تعيني لقيتك تبحث عن من يعينك".
"الأمناء" بعد زيارتها لمكان الحادث تتضامن مع اهالي الحمراء وتطالب الجهات المعنية بالأمر بسرعة النزول و التعويض العادل والسريع للأسر المتضررة كون الشتاء قاس وحالة المواطنين لا تسمح بالعذاب والجعجعة، وتدعوا منظمات المجتمع المدني و الجمعيات الخيرية والانسانية على مستوى الداخل و الخارج بتقديم الدعم المباشر لهذه الاسر المنكوبة.
ختـــامــــــا
وبالرغم من حجم الكارثة المفجعة التي أفجعت مواطنين الحمراء بأول ساعات فجر ذلك اليوم الدامي اثر ذلك القصف وما نتج عنه الا انه يبقى السؤال الذي لا توجد له إجابة كيف علم الحوثة بأن الطيران سوف يقصف القرية وقبل وقوع القصف الفعلي بثلاث ساعات ؟!!
صحيفة الامناء