موقف مشرف يُسجَّل في ذاكرة الحاضرين اليوم للمؤتمر الطلابي العلمي الذي نظمته وزارة التعليم العالي في محافظة عدن بفندق كورال، وجدت أكاديميون لا يعرفون التراجع في لحظة تاريخية في قاعة البتراء ومن قلب المؤتمر صرخة أكاديمية بلا خوف أو مجاملة تحية للرجال المواقف الدكتور فضل مكوع والدكتور علي القحطاني اللذان يتحدثان باسم الجياع الأكاديميين في الجامعات والمعلمين في المدارس. 

خلال حضوري اليوم للمؤتمر الطلابي العلمي الذي نظمته وزارة التعليم العالي في قاعة البتراء بفندق كورال، استوقفتني همساتٌ جانبية من مجموعة صغيرة تقف قرب الباب القاعة من الداخل، وكان من بينهم الدكتور فضل مكوع والدكتور علي القحطاني، يتحدثون بعزم وثقة أنهم سيقفون في وجه رئيس الوزراء عند دخوله، ليُوصلوا له صوت الأكاديميين ومعاناتهم.

زادني الموقف شوقًا وترقبًا فقلت لنفسي هل سيتمكنون من الوقوف أمامه؟ هل سيسمح لهم الحراس بذلك؟ أم أن الحواجز الأمنية ستُخرس هذا الصوت الصادق؟

وما هي إلا لحظات حتى دخل رئيس الوزراء القاعة بخطى متسارعة ليفاجأ بتقدم الدكتور فضل مكوع والدكتور علي القحطاني نحوه بثباتٍ وشجاعة، عندها صدح صوت الدكتور مكوع قائلاً بكل صراحة:
 *"سيادة الرئيس اهتموا بمطالب أكاديمي الجامعات، فهذا أولى من الاهتمام بالمؤتمرات!"* 

ثم أتبعها الدكتور علي القحطاني بكلمات موجزة لكنها نزلت بثقل الحقيقة:
 *"سيادة الرئيس أكاديمي الجامعات ومعلمو المدارس يتضورون جوعًا يطالبون بحياة كريمة، واستعادة كرامتهم وهم في ذمتك".* 

يا لها من لحظة وقفة جسورة، ورسالة صادقة نابعة من قلوب تحمل همّ وطن بأكمله حين يتكلم الشجعان تجد أكاديميون يوقفون رئيس الوزراء ويوصلون الرسالة لا مصالح ضيقة ولا مناصب زائلة.

يزداد إعجابك عندما ترى من هم بحجم الدكتور فضل مكوع رئيس نقابة جامعة عدن، والدكتور علي القحطاني رئيس منسقية المعينين بجامعات عدن ولحج وشبوة، وهم يستثمرون كل لحظة، وكل محفل، لانتزاع الحقوق ورفع صوت من لا صوت له.

كل التحية والإجلال لهذين القامتين، ولكل من وقف معهما في هذا الموقف الشجاع، حتى وإن لم نعرف أسماءهم، فالأفعال أبلغ من الألقاب.