آخر تحديث :السبت 12 ابريل 2025 - الساعة:21:19:25
منتدى الجنوب يستأنف نشاطه بعقد جلسة نقاشية حول "مجلس شيوخ الجنوب العربي" والتطورات السياسية المحلية والدولية
(الأمناء / فلاح المانعي: )

استأنف منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي أنشطته بعد توقف مؤقت خلال شهر رمضان وإجازة عيد الفطر المبارك، بعقد جلسة نقاشية جديدة يوم الخميس 10 أبريل 2025 في العاصمة الجنوبية عدن، حملت عنوان: "أهمية إعلان مجلس شيوخ الجنوب العربي والمستجدات والتطورات الداخلية والخارجية".
وفي مستهل الجلسة، رحّب رئيس المنتدى، سعادة السفير قاسم عسكر جبران، بالحضور من أكاديميين وسياسيين ومستشارين وقادة عسكريين وأعضاء الجمعية الوطنية، مستعرضًا أبرز التطورات على الساحتين المحلية والدولية.
تطرق السفير جبران إلى جولات الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي في المحافظات الجنوبية، والتي هدفت إلى توطيد العلاقة بين القيادة السياسية والشعب، كما أشار إلى التحديات الاقتصادية والمعيشية التي يواجهها أبناء الجنوب.
على الصعيد الإقليمي، تناول السفير جبران الضربات الجوية الأمريكية على جماعة الحوثي وتأثيرها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. كما عرّج على التطورات في السودان والانتصارات الميدانية التي حققها الجيش السوداني، وندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة وما خلفه من دمار وجرائم تُعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، مشيدًا بموقف فرنسا الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي الشأن الدولي، تحدث عن تصاعد الاحتجاجات في تركيا، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين في إطار الحرب التجارية، بالإضافة إلى مستجدات المحادثات بين موسكو وواشنطن بشأن الحرب في أوكرانيا.
كلمة الدكتور عارف السنيدي: أهمية مجلس الشيوخ
ألقى الدكتور عارف السنيدي، أستاذ القانون الدولي، مداخلة أكد فيها أن إنشاء مجلس شيوخ الجنوب العربي يمثل خطوة سياسية ناجحة تعزز الهوية الجنوبية وتدعم المشاركة الفاعلة في صناعة القرار.
وأشار السنيدي إلى أن مجلس الشيوخ يُعد أحد أركان الأنظمة التشريعية في الدول الرئاسية والبرلمانية والملكية، حيث تتنوع مهامه بين مراجعة القوانين والمشاركة في تشريعها، والموافقة على الاتفاقيات الدولية، وتعيين السفراء والقادة العسكريين، إلى جانب القوانين المرتبطة بالضرائب والتعليم والصحة والبيئة.
وأوضح أن شروط عضوية المجلس تختلف من دولة لأخرى، وتشمل عادة:

حمل الجنسية،

بلوغ سن 35 عامًا كحد أدنى،

عدم صدور أحكام جنائية مخلة بالشرف،

توفر مؤهل علمي،

حسن السيرة والسلوك،

عدم الانتماء لتنظيمات إرهابية.

كما استعرض الفروقات الجوهرية بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، مشيرًا إلى أن الأخير يمثل الغرفة العليا في النظام التشريعي، بينما يتمتع النواب بصلاحيات أوسع مثل اقتراح القوانين وإقرار الميزانية وعزل الرئيس. أما المجلس الاستشاري فهو هيئة غير تشريعية تُعنى بإبداء الرأي والمشورة فقط.
نظم تشريعية متعددة
تطرقت الجلسة إلى أمثلة عالمية لتجارب الدول في تبني أنظمة تشريعية بغرفتين مثل:

الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، كندا، مصر، الأردن، الجزائر،
وكذلك دول بثلاث غرف مثل إيران والهند وميانمار،
ودول بغرفة واحدة مثل السويد وتركيا والعراق وتونس ولبنان.

كما نوّه السنيدي إلى أن آليات تشكيل مجلس الشيوخ تختلف، فمنها ما يعتمد على الانتخاب (مثل أمريكا ومصر)، وأخرى على التعيين (كالإمارات والأردن)، أو نظام مزدوج يجمع بين الاثنين (كالجزائر). ويُراعى في بعض الدول التمثيل العادل للمحافظات أو الولايات، كما في النموذج الأمريكي حيث يُنتخب عضوان عن كل ولاية.
توصيات الجلسة:
خرج المشاركون في النقاش بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها:

دعوة اللجنة التحضيرية لاختيار كفاءات وطنية جنوبية مؤهلة من مختلف شرائح المجتمع لعضوية مجلس الشيوخ.

التأكيد على أن تأسيس المجلس يعزز الهوية الجنوبية ويدعم مشروع المصالحة والتسامح.

اعتبار إنشاء المجلس استجابة ضرورية لمتطلبات المرحلة الراهنة وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.




شارك برأيك