آخر تحديث :السبت 12 ابريل 2025 - الساعة:22:04:39
"من الإضراب إلى الامتحانات: كيف يتلاعب مصير جيل كامل بأيدي القرارات المرتجلة؟"
(كتب / منى علي سالم البان )

 

بين ليلة وضحاها، تقرر إجراء امتحانات الثانوية العامة بعد شهور من الشلل التام في العملية التعليمية، وكأن شيئًا لم يكن. قرارات مرتجلة، وواقع لا يعكس سوى التخبط، والضحية كالمعتاد: الطالب.

الطلاب الذين جلسوا شهورًا بلا مقاعد دراسية، بلا مدرسين، بلا مناهج مكتملة ولا مراجعات كافية، وجدوا أنفسهم فجأة أمام "امتحان مصيري" يحدد مستقبلهم الدراسي، وربما المهني. وهنا يتساءل كثيرون: هل هذه امتحانات وزارية حقيقية؟ أم مجرد صفقة سياسية لتسوية أزمة الإضراب؟ الهدف منها تهدئة الوضع مؤقتا.. 

رفع الإضراب جاء من دون ضمانات حقيقية لتعويض ما فات، ولا خطة واضحة لإنقاذ عام دراسي مشلول. وكأن الهدف فقط هو إجراء الامتحانات بأي شكل، من دون النظر في ما إذا كان الطالب مؤهلًا فعليًا لها، أو ما إذا كانت هذه الورقة الامتحانية ستمنحه العدالة.

جيل كامل يُحمّل عبء فشل السياسات التعليمية، ويدفع ثمن صراعات لا دخل له فيها. طلاب اليوم لا يبحثون عن تسهيلات ولا نجاح شكلي، بل عن تعليم حقيقي، عن امتحان يعكس تعبهم ويكافئ من اجتهد، ويمنح فرصة جديدة لمن تعثّر.

رسالة ختامية:

إلى وزارة التربية وكل من يملك القرار:
لسنا ضد الامتحانات، ولسنا نبحث عن طرق للتهرب من المسؤولية. كل ما نريده هو أن يشعر ابنائنا بالعدالة، أن يحظوا  بفرصة حقيقية نُقيّم فيها على أساس علمي، لا على أساس ظروف خارجة عن إرادتهم.

فهم جيل تعب، وانتظر، وصبر، ورغم كل ما حدث لا زال يحمل الأمل.  خذوا بأيديهم  بدلًا من أن  تدفعوهم للسقوط. فأنتم لا تختبرون معلومات فقط، أنتم اليوم تختبرون ثقتهم بمستقبلهم وبكم. 

تحيه احترام لكل المعلمين ولا عزاء لوزارة التربيه والتعليم  للصحوة المتاخره لحل ازمه الامتحانات..

 




شارك برأيك