آخر تحديث :الاربعاء 19 فبراير 2025 - الساعة:20:18:39
"تقرير" متى يدرك الجنوبيون حقائق وحجم المخاطر التي تهدد أمنهم واستقرارهم؟
(الامناء نت / متابعات)

تواجه العاصمة عدن ومحافظات الجنوب اليوم تحديات خطيرة ومؤامرات مستمرة، تسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها وإغراقها في الفوضى والإرهاب. تقف وراء هذه المخططات قوى يمنية معادية، تعمل بلا هوادة لإفشال ما تحقق من استقرار بفضل تضحيات الأجهزة الأمنية وتعاون الشعب الجنوبي.

لقد أثبتت التجارب السابقة أن الجنوب كان ولا يزال هدفًا لمحاولات تخريبية ممنهجة. ففي عام 2016، تمكنت الأجهزة الأمنية في عدن من إحباط سلسلة من العمليات الإرهابية والتخريبية التي كانت تهدد المدينة ومؤسساتها الحيوية. آنذاك، نفذت الجماعات الإرهابية مئات العمليات، شملت تفجيرات بسيارات مفخخة واغتيالات استهدفت قيادات أمنية وعسكرية وقضائية ومدنية، بدعم إعلامي ولوجستي ومادي من ذات القوى التي لا تزال تعمل اليوم لإضعاف الجنوب.

نجحت الأجهزة الأمنية، بدعم من قوات مكافحة الإرهاب ودولة الإمارات، في تحرير موانئ عدن من قبضة الجماعات الإرهابية، كما تم تطهير مديريتي المنصورة ودار سعد من تلك العناصر المتطرفة التي كانت تتلقى دعمًا ماليًا هائلًا عبر إيرادات نفط حضرموت، التي سلمتها جماعة الإخوان للجماعات الإرهابية. عمليات التحرير لم تتوقف عند عدن، بل امتدت إلى حضرموت ومدنها الساحلية، حيث أسهمت النخبة الحضرمية، بدعم إماراتي، في تطهير تلك المناطق وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، مما دفع تلك الجماعات إلى الفرار نحو مأرب والبيضاء.

سيناريو الفوضى يعود من جديد

اليوم، يبدو أن ذات السيناريو يعاد تنفيذه، حيث تستمر عمليات التمويل والتسليح من قبل جماعة الإخوان في مأرب وتعز، إلى جانب دعم مليشيات الحوثي في البيضاء وصنعاء. هذا الدعم لا يزال يتدفق نحو خلايا نائمة في عدن والجنوب، إذ رصدت الأجهزة الأمنية نشاطات تخريبية تستهدف إثارة الفوضى في المدينة عبر قطع الطرقات ونشر الفوضى. كما تم ضبط حوالات مالية وإلقاء القبض على عدد من المخربين الذين اعترفوا بتلقيهم تمويلًا مباشرًا من جهات يمنية معادية.

تحالف الأعداء: ضرب الاقتصاد لتعميق الأزمة

لم تقتصر محاولات زعزعة الاستقرار على الجانب الأمني، بل شملت أيضًا استهداف الاقتصاد الجنوبي. فقد اتضح جليًا التخادم بين الحوثيين والإخوان من خلال استهداف المنشآت النفطية في حضرموت وشبوة، وتعطيل عمل مصافي عدن، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وانهيار الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، وانخفاض قيمة العملة المحلية. تهدف هذه التحركات إلى خلق حالة من السخط الشعبي، ودفع المواطنين للاحتجاج ضد المجلس الانتقالي، مما يسهم في تفكيك المؤسسات الحكومية وإضعاف التماسك الاجتماعي.

في المقابل، تستغل جماعة الإخوان موارد نفط مأرب كسلاح اقتصادي ضد الجنوب، حيث جرى تحييد هذه المحافظة عن أي استهداف حوثي، ما يعكس وجود تفاهمات بين الطرفين لضرب الجنوب اقتصاديًا بعد نجاحهم في تعطيل قطاع النفط في شبوة وحضرموت. الهدف النهائي لهذه المؤامرات هو إعادة فرض السيطرة اليمنية على الجنوب، ونهب ثرواته، ومنع تطبيع الأوضاع فيه.

مخطط حرب الخدمات: معركة لكسر إرادة الجنوبيين

لطالما اعترفت القوى اليمنية المعادية بأنها تنفذ "مخطط حرب الخدمات" ضد عدن والجنوب، حيث تعمد إلى تعطيل الخدمات وخلق الأزمات لإضعاف سلطة المجلس الانتقالي. فاستقرار الجنوب، سواء أمنيًا أو اقتصاديًا، لا يصب في مصلحة هذه الأطراف، التي تدرك أن تحسن الأوضاع سيعزز مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم.

السؤال المصيري: هل يدرك الجنوبيون حجم التهديدات؟

في ظل هذه التحديات المتصاعدة، يبقى السؤال الأهم: هل يعي الجنوبيون حجم المخاطر المحدقة بهم؟ وهل يدركون أن القوى التي تستهدف استقرارهم اليوم، هي ذاتها التي حاولت إغراق عدن والجنوب في الفوضى سابقًا؟ إن الوعي بهذه التهديدات، والتكاتف الشعبي مع الأجهزة الأمنية، بات ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن والاستقرار، وإفشال كل المحاولات الرامية إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.




شارك برأيك