آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:20:49:51
آخر الأخبار
الأمة العربية .. الإسلام السياسي البديل للأنظمة المستقرة
(كتب د. خالد القاسمي)

 

ما يجري في سوريا ليس بالجديد ، بل سياسة أمريكية غربية منذ سقوط النظام العراقي في 2003 وإستبداله بميليشسات الإسلام السياسي الشيعي ، من يومها لم تستقر العراق ولا الأمة العربية التي واجهت التطرف بوجهه السني والشيعي داعش والقاعدة من جهة ، وميليشيات الحشد الشعبي بكل مسمياتها وأصنافها التي خرجت من عباءة حزب الدعوة  الذي ترعرع في إيران وتم صقله وتكوينه  بتوجيهات الخميني ومن بعده الخامئيني ، وطوال ربع قرن خسر العراق كل شي : إنسانه ، وثروته ، وإقتصاده ، حتى إنتمائه لعروبته .

ولم تمضي ثمان سنوات منذ إحتلال العراق حتى جاء ما يسمى بالرببع العربي ، لتعم الفوضى مكان أنظمة مستقرة في : تونس ، ومصر ، وليبيا ، وسوريا ، واليمن ، تلتها إنتفاضات وثورات أخرى فأستعادت مصر كرامتها على يد قواتها المسلحة في 2012 ، في حين عاشت تونس عشرية سوداء تحت حكم حزب النهضة الإخواني الإرهابي ،  الذي نهب البلاد والعباد وترك خزينة الدولة خاوية ، تعاني الإنهيار الإقتصادي حتى اليوم .
وتقسمت ليبيا التي توحدت بعد إستقلالها  1951 على يد الملك محمد إدريس السنوسي ، وأصبحت الميليشيات المسلحة في طرابلس ومصرته هي من تعين الحكومات وهي من تلغيها ، وهي من تفاوض على الإتفاقيات وثروات الشعب الليبي .
أما اليمن الذي تحول إلى شمال تديره ميليشيات الحوثي الإيرانية التي تهدد اليوم طرق الملاحة في باب المندب بضرب السفن التي تمر عبر هذا المنفذ  العالمي ، هدفها  محاصرة مصر من خلال تعطيل العمل في قناة السويس ، والهدف الإيراني للسيطرة على باب المندب ليس جديد أو وليد الأحداث الجارية ، وإنما منذ إنقلاب الحوثي في اليمن 2014 والسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء .
وفي جنوب اليمن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي ، الذي يتوافق تماماً مع مخططات الحوثي والمخططات الإيرانية في اليمن يسعى للسيطرة على جنوب اليمن ، وتحويلها إلى دويلات لا تنتهي فيها الحروب ، وأمام رفض المجتمع الدولي في 2018 تحرير الحديدة ، وقبلها تحرير صنعاء تحت ذرائع إنسانية وإستغاثات حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي يريد إستمرار هذه الأوضاع ، توقف تحرير البلاد والعباد في اليمن  .

إذا ما فهمنا ما سبق نفهم ما جري في سوريا من سقوط النظام وإستيلاء جبهة تحرير الشام على سوريا ، خطة تركية أمريكية واضحة المعالم ، هدفها إستبدال ميليشيات إيرانية شيعية بأخرى سنية تهدد دول الجوار الجغرافي بهدف إسقاط أنظمتها .

القادم فضيع وشرق أوسط جديد تديره الجماعات الإرهابية ، وتسوده الفوضى التي أسمتها كوندليزا رايز "بالثورة الخلاقة" ، ولكن يبقى الأمل في وعي الشعوب العربية ، والتفكير بمآسي أشقائهم من العرب الذين ساهموا دون وعي في إستبدال أنظمتهم الديكتاتورية بميليشيات مسلحة تنشر الخراب والدمار والفساد أينما حلت .

وإنا لله وإن إليه راجعون . 

 




شارك برأيك