آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
الصحراء تزحف نحو الجبل ..تفاصيل اليوم الأول من معركة الحسم في مأرب
()

تفاصيل اليوم الأول من معركة الحسم في مأرب.. الصحراء تزحف نحو الجبل

 

ربما أن القذيفة التي استهدفت منزلاً وسط مدينة مأرب وقتلت 10 مدنيين، أول أمس الجمعة، كانت آخر قذائف الحوثيين على المدينة، فالمعركة التي انطلقت فجر اليوم تهدف أولاً لإبعاد خطر الحوثيين على المدينة وتأمينها.

 

 

مع ساعات الصباح الأولى، انطلقت معركة الحسم في مأرب، بعد أسابيع من الإعداد والتحضير المكثف ووصول قوات من التحالف والجيش الوطني لتحرير مديريات المحافظة من ميليشيا الحوثي وصالح.

 

 أمطرت المقاومة والجيش الوطني طرقات الإمداد لميليشيا الحوثي وصالح أولاً، وركزت بشكل مكثف على قطع خطوط الإمداد، وتقطيع أوصال الحوثيين واستهداف تجمعاتهم بالمدفعية الثقيلة.

 

 ويشارك في المعارك الجارية عدداً من الخبراء من قوات التحالف ويتركز وجودهم على استخدام بعض الأسلحة النوعية الحديثة، بالإضافة الى آلاف من عناصر الجيش الوطني الذين تلقوا تدريباً مكثفاً على يد قوات التحالف في حضرموت ومنطقة "شروره" السعودية على الحدود مع اليمن.

 

 ورصد "المصدر أونلاين" منذ مساء أمس توافد عشرات الآليات والمدرعات الى جبهات القتال جنوب وغرب مارب فيما ذهب جزء منها نحو جهة الشمال من مارب.

 

 وتتكون الآليات والعتاد العسكري من مجموعات كبيرة من تشكيلات المشاة مسنودين بـ عربات حديثة ومدفعية متطورة ودبابات وكاسحات ألغام، الى جانب تغطية جوية من طيران الـ  “ 16  “ fوطائرات الأباتشي التي باشرت تدخلها في المعركة قبل يومين.

 

 

 

وتركزت المعارك التي بدأت فجر اليوم في الجهة الجنوبية الغربية لمأرب، في الجفينة والفاو والأشراف، وكانت المعارك الأشد ضراوة بالقرب من "حمة المصارية" غرب المدينة، والتي تعد موقعاً استراتيجيا تسعى المقاومة الى إبعاد الحوثيين عنه أولاً لتتحرك بعدها الى تطهير مواقع في  "الأشراف والفاو" ومن ثم الاتجاه نحو صرواح وجبهة المخدرة والجدعان.

 

 وقال مصدر عسكري لـ "المصدر أونلاين" إن الساعات القادمة "ليل الاثنين" ستشهد تطورات متسارعة ومعارك فاصلة لتحقيق أهداف العملية التي تم التخطيط لها من قبل أسابيع.

 

 وأفاد المصدر ذاته لـ  "المصدر أونلاين" بمقتل جندي إماراتي و3 جنود يمنيين في معارك اليوم الأحد.

 

 ويبدوا أن الحوثيون لن يصمدوا أمام مشاهد التعزيزات التي ظلت تتوافد الى محيط جبهة الجفينة، والقصف المدفعي المكثف، وقال شهود عيان إنهم شاهدوا عناصر الحوثيين يفرون من مواقع بالقرب من "حمة المصاريه" تاركين خلفهم سلاحهم، ولجأوا للاستعاضة  بـ قذائف "الهاون" لمحاولة إعاقة تقدم المقاومة والجيش الوطني.

 

 ومن خلال ملاحظة سير الحرب منذ الصباح يمكن القول إن الجيش الوطني والتحالف أخذا وقتاً كافياً لاختبار طبيعة وتضاريس المعركة وقدرات الحوثيين، ولذا لم تتقدم أكثر نحو مواقع للحوثيين بالرغم من أنها أصبحت خالية بعد تكثيف القصف المدفعي.

 

 وتظل التكهنات قائمة بشأن الوجهة القادمة للجيش الوطني والتحالف بشأن الوجهة القادمة بعد الانتهاء من تحرير مديريات مأرب الخاضعة لسيطرة الحوثيين وهي أربع مديريات "مجزر وصرواح ومدغل والجدعان"، في ظل ترجيحات بأن تكون الجوف المحطة القادمة ومن ثم صنعاء، لتصبح مأرب مركزاً لانطلاقة السهم الآخر الذي سيضرب تحالف الانقلاب في خاصرته الرخوة ومناطق يعدها "مناطق نفوذه وحاضنتة".

 

 يشار الى أن جبهة مأرب تمتد من الجدعان شمالاً الى الأشراف جنوباً وتشكل مساحة طولية تقدر ما بين 120 – 130 كم.

 

 وكان الحوثيون بدأو حربهم على محافظة مأرب قبل نحو 6 أشهر، ومنذ يونيو الماضي وهم يبشرون في وسائل إعلامهم بأن مسألة دخول مأرب واجتياحها سيكون "خلال ساعات"، لكن صمود المقاومة في مأرب استمر بالرغم من شحة الإمكانات والعتاد الى أن انتهى الجيش الوطني من تدريب تشكيلات كبيرة، مكونة عدة ألوية عسكرية أسندها التحالف العربي مؤخراً بمئات المدرعات والآليات العسكرية والجنود، لتبدأ اليوم الاشتراك في جبهات القتال ومعركة "الحسم".

 

ومع رفض الرئاسة اليمنية لحضور مشاورات مسقط قبل إعلان الحوثيين وصالح قبولهما بالقرار 2216 يبدوا أن صوت الحسم العسكري لا يزال الأقوى في هذه المرحلة، وأن للسياسة وقت لم تتوفر ظروفه بعد.

 

المصدر اون لاين / مأرب / عدنان الجبرتي



شارك برأيك