آخر تحديث :الاحد 29 سبتمبر 2024 - الساعة:22:23:22
الإخوان والبحث عن قارب نجاة ..
هل أدرك الإخوان خطورة المرحلة فقرروا الارتماء في أحضان أمريكا ؟
(الأمناء / العرب / تقرير : محمد سبتي :)

بعد أن دعموا الحوثيين في استهداف السفن... الإخوان يغازلون أمريكا ..

لماذا يحاول الإصلاح تقديم نفسه كبديل عن المكونات الموالية للتحالف ؟

ما دلالات التواصل الإخواني مع واشنطن في ظل المرحلة الحالية ؟

باحث سياسي: الإخوان في اليمن يعملون مع المنتصر

 

في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تبرز مؤشرات على محاولات حزب (الإصلاح) اليمني، الفرع اليمني لجماعة الإخوان الإرهابية، التواصل مع الولايات المتحدة، في مسعى واضح لإعادة تشكيل تحالفاته السياسية واستعادة بعض نفوذه المفقود، هذه المغازلة تأتي في وقت حساس تمر به المنطقة، وسط اشتباكات إقليمية وصراعات مستمرة، تسعى فيها مختلف الأطراف إلى توسيع نفوذها وتكوين تحالفات جديدة.

 

لقاء اليدومي بالسفير الأمريكي :

 

آخر تلك اللقاءات جمع رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح "ذراع الإخوان المسلمين في اليمن"، الأستاذ محمد عبد الله اليدومي، مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن  ستيفن فاجن  قبل أول أمس ، وقد زعم  اليدومي أنّ موقف الحزب ثابت ومبدئي في إطار الشرعية اليمنية، وداعم لكل جهود إحلال السلام الشامل والمستدام، وفق موقع (مأرب برس).

وتطرق رئيس حزب (الإصلاح) خلال اللقاء إلى تعنت ميليشيات الحوثي، وإصرارها على إفشال كل جهود السلام، وسعيها لإطالة أمد الحرب واستمرار معاناة أبناء الشعب اليمني، مشيراً إلى تصاعد حالات القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

واستعرض اليدومي جهود القوى السياسية اليمنية نحو إعادة تجميع إمكانياتها وتوحيد صفوفها، وتشكيل تكتل وطني واسع يدفع بعملية استعادة الدولة، وإنعاش الحياة السياسية.

وأكد رئيس الهيئة العليا للإصلاح على أهمية دور المجتمع الدولي في دعم ومساندة مجلس القيادة والحكومة، للقيام بدورهم في استعادة الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، ومحاربة الإرهاب.

وجدد اليدومي التأكيد على موقف حزب (الإصلاح) الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته العادلة، وإدانة استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة والضفة الغربية وبقية البلدات الفلسطينية، داعياً الولايات المتحدة إلى المزيد من الضغط لإيقاف العدوان.

من جانبه، أكد السفير الأمريكي دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وتعاطيه الإيجابي مع جهود إحلال السلام في اليمن.

 

الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح الإخواني:

 

اللقاء غفل عن حقيقة تنظيم (الإصلاح) الإخواني ووجهه الحقيقي، ورعايته للإرهاب وتنظيمي (القاعدة وداعش)، وتخادمه مع الحوثيين ومساعيه لضرب استقرار الكثير من المناطق الجنوبية في اليمن، هذا إلى جانب المعتقلات الكثيرة التي يختطف فيها مواطنين يمنيين بدون أيّ قضايا، إلى جانب نهبه لأصول وأملاك الدولة والمواطنين في المناطق المحررة، وفق ما نقل موقع (عدن تايم).

وبحسب ما أورد موقع (العرب مباشر)، فإنّه منذ بداية الحرب في اليمن تلعب جماعة الإخوان مع المنتصر، ومع تغير المعادلات على الأرض، وتسعى لإعادة ترتيب أوراقها السياسية وتحسين علاقاتها مع الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، أملاً في لعب أيّ دور في العملية الانتخابية خلال المرحلة المقبلة.

وأفاد القائم بأعمال رئيس حزب (الإصلاح)، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب عبد الرزاق الهجري، في تصريح صحفي يوم 10 أيلول (سبتمبر) الجاري بأنّ هناك ترتيبات أمريكية لتشكيل تحالف واسع في اليمن، يضم كافة الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية جنوب وغرب اليمن.

وجاء كشف الهجري بعد أيام قليلة على دعوة السفارة الأمريكية القوى اليمنية الموالية للتحالف للتوحد لمواجهة ما وصفتها بمشكلاتهم اليومية.

وأشارت السفارة في تغريدتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الدور الذي لعبته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمعهد الديمقراطي الأمريكي بإعادة ترتيب صفوف الأحزاب والقوى السياسية الموالية للتحالف.

 

إسرار التواصل الإخواني مع الولايات المتحدة :

 

التواصل الإخواني مع الولايات المتحدة ليس بالأمر الجديد، ولكنّه يحمل دلالات عميقة في ظل المرحلة الحالية. ومن جهة يرى الإخوان أنّ الولايات المتحدة، رغم انتقادها للإسلام السياسي في بعض الفترات، تبقى لاعباً رئيسياً قادراً على التأثير في توازنات القوى داخل اليمن وخارجه، ومن جهة أخرى تسعى الجماعة إلى الاستفادة من التحولات في السياسة الأمريكية تحت قيادة إدارة بايدن، التي أظهرت استعداداً للتفاوض مع قوى الإسلام السياسي في بعض المناطق، على غرار حركات مثل طالبان.

هذا، ونظمت المؤسسات الأمريكية خلال الفترة الماضية لقاءات مكثفة لقادة سياسيين في اليمن، من بينهم قادة من الإخوان المسلمين، ولم يتضح ما إذا كان التحالف الجديد ضمن الترتيبات لحل دبلوماسي، أم أنّه ضمن مساعٍ لتصعيد عسكري في اليمن.

التوجه نحو الولايات المتحدة يعكس محاولة الجماعة إعادة تقديم نفسها كقوة معتدلة يمكنها أن تلعب دوراً في الاستقرار السياسي، والتعامل مع الملفات الإنسانية والأمنية في اليمن.

وربما تراهن على أنّ واشنطن قد تبحث عن شركاء سياسيين محليين لمواجهة تنامي النفوذ الحوثي المدعوم إيرانياً، والذي يمثل تحدياً مباشراً للمصالح الأمريكية في المنطقة.

ويقول الباحث السياسي صهيب ناصر الحميري في تصريح صحفي: إنّ الإخوان وقواعدهم في اليمن يعملون بأيّ شكل مع المنتصر، سواء مع القوى الشرعية، أو حتى مع ميليشيات الحوثي الإرهابية التي تتعارض عقائدياً مع جماعة الإخوان الإرهابية، ولكنّها تتحرك نحو التلاعب والتلون حسب مصالحها، دون النظر إلى ماهية "ماذا سيحدث في المستقبل؟".

وأضاف الحميري: إنّ مغازلة الجماعة للولايات المتحدة ليست بالجديدة، ولكنّها رؤى الجماعة التي تتزاوج مع الحوثيين، وفي الوقت نفسه ترحب بالتقارب مع الولايات المتحدة، وهم جماعة متلونة على مر العصور، وفي كل آنٍ وآخر تسعى الجماعة لأنّ تصبح قوى كبرى مسيطرة على البلاد عن طريق الطلب من الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم أنّ جماعة الإخوان دعمت في البداية هجمات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، إلا أنّها عادت وغيرت موقفها، فقد دعا عضو قيادي في حزب التجمّع اليمني للإصلاح "الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين"، إلى الكفّ عن دعم جماعة الحوثي في مهاجمتها السفن التجارية.

 

تخادم الإصلاح الإخواني مع الحوثيين :

 

وبحسب صحيفة (العرب) اللندنية، فإنّ المفارقة في هذا الموقف تكمن في أنّ أبرز حملات الدعم للحوثيين صدرت عن قيادات ورموز بحزب (الإصلاح) نفسه، الأمر الذي يؤشّر على وجود تراجع من قبل الحزب عن ذلك الدعم الذي بدأ يتحوّل إلى ورطة مع تصاعد الصراع وتحوّله إلى مواجهة ضدّ الولايات المتحدة وبريطانيا، لا يرغب الإخوان في التورّط فيها وتحمّل تبعاتها.

وقد صدرت عن الإخوان في اليمن مواقف داعمة للحوثيين في استهدافهم لخطوط الملاحة، رغم أنّ هؤلاء يفترض أنّهم من ألدّ أعدائهم، حيث قاموا بالاستيلاء على السلطة التي كانوا يشاركون فيها، وطردوا القوات التابعة لهم من معظم مناطق سيطرتها في شمال اليمن، وما زالوا يحاولون انتزاع محافظة مأرب الغنية بالنفط من أيديهم.

*صحفي أردني



شارك برأيك