
وزير الكهرباء يخاطب محافظ لحج بتهيئة موقع محطة الطاقة الشمسية بلحج
سلطات لحج تعجز عن توفير أرضية لإنشاء المحطة الشمسية
العزيبي : الماء مقابل الكهرباء طالما لا ضرر أو إضرار على لحج وعدن
مواطنون لـ "الأمناء" : صرف مساحات واسعة من الأراضي بإسم الاستثمارات الوهمية ولم تصرف أرضية لمحطة الطاقة الشمسية
تتميز محافظة لحج بموقع استراتيجي هام يساعدها في استخدام أشعة الشمس والرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية نظراً لقوة الإشعاع الشمسي المباشر وسرعة الرياح، إذ يمكن الاستفادة منها بتغطية العجز في التوليد الكهربائي عبر الطاقة المشتراة التي أرهقت خزينة الدولة الملايين من الدولارات قيمة الإيجارات والوقود.
ولقد سبق تصميم دراسة قبل حرب 2015 على استخدام الرياح في توليد الطاقة الكهربائية واختيار مواقع بمنطقة الرجاع غربي مدينة الوهط بمحافظة لحج لتكون محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية، إلّا أن " هوامير " الفساد في الحكم آنذاك لم يعجبهم هذا المشروع لأنه يكلف الدولة فقط مبلغ مالي ضئيل عند الإنشاء ، ولن يستفيدون منه مالياً عند الافتتاح والعمل الإنتاجي بعكس الطاقة المشتراة ، ولهذا عملوا على إفشال المشروع وإحلال الطاقة المشتراة - بدلاً عنه - بدخول شركة اجريكو كأول مرحلة من مراحل الفساد المالي لتغزو كهرباء لحج من قبل هوامير الفساد حينها .
وتعاني محافظة لحج من أزمة التوليد الكهربائي في ظل ارتفاع الأحمال ، وخصوصاً في مديريتي الحوطة وتبن ذات الكثافة السكانية والمنشئات الصناعية المختلفة، بالإضافة إلى حرمان المحافظة من قبل لجنة منحة الوقود من اعتماد مخصص ثابت من الوقود خاص بمحطات التوليد ؛ مما وضع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة أمام معضلة كبيرة حال توقف محطات التوليد نتيجة عدم صرف مخصص الوقود من قبل لجنة المنحة بعدن.
ولقد استبشر المواطنون في مديرية تبن بمشروع الطاقة الشمسية المعتمد للمحافظة بواقع 30 ميجا، إلّا ان هذا المشروع أجهض في حينه بحجة عدم وجود أرضية لتنفيذه كمنجز واقع ومشهود في الوقت تصرف أراضي تبن بأسم الاستثمار الوهمي بمساحات كبيرة يتم تحويشها بالبلوك " البردين" دون أي استثمار حقيقي.
وفي هذا التقرير تسلط صحيفة " الأمناء " الضوء على هذا المشروع وأسباب عدم تنفيذه ومن هي الجهة المعرقلة لهذا المشروع ؟ ، وهل هناك بصيص من الأمل في إعادة النظر مجدداً بتنفيذ المشروع أو أنه قد أغلق الحديث فيه وإلى الأبد؟.
عدم وجود أرضية :
تشير مذكرة صادرة عن معالي وزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع يسلم صالح بن يمين برقم و.ك.ط391_52 وبتاريخ 10 مايو 2023 ، موجهة إلى محافظ محافظة لحج اللواء ركن أحمد تركي بطلب تهيئة الموقع المخصص لإقامة محطة الطاقة الشمسية .
وجاء في طي المذكرة( حيث إننا نسير في إجراءات التعاقد مع الشركة المنفذة للمشروع [مرفق نسخة من مخطط الأرض] التي خصصت من قبلكم لإقامة المشروع، وعليه نأمل التكرم بالتوجيه للمختصين ببدء إجراءات تسوية وتسوير الموقع كون إحدى الشروط المسبقة والمتمسكة بها الشركة لاستكمال إجراءات التعاقد هي وجود أرض خالية من العوائق ومسورة ومسيجة وشق طريق لسهولة الوصول للموقع).
من المسؤول :
من خلال قراءة ما هو بين أسطر رسالة معالي الوزير والموقع المرفق بها، نجد أن هناك اتفاق مسبق بين الوزير والمحافظ حول محطة الطاقة الشمسية وتم إبرام عقد ، إلّا أنه يتضح من خلال إسقاط الموقع بمساحة 1كم٢ في 1كم٢ ان هذه المساحة تقع داخل حقل مياه آبار بئر ناصر التابع لمحافظة عدن، مما يبرز السؤال هل محافظ لحج لا يعلم أن هذا الموقع خاص بحقل مياه عدن والمعروف والمشهور منذ العهد البريطاني؟، أم ان إسقاط هذا الموقع كان متعمداً حتى يتم إفشال مشروع محطة الطاقة الشمسية ، والتي يحلم بها عامة الناس بلحج في ظل تدهور خدمة الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة وفي بعض الأحيان لعدة أيام !!
هل فشل المشروع:
من خلال تاريخ رسالة معالي الوزير 10مايو 2023 نجد أن محافظة لحج وقفت موقف العاجز في إيجاد مساحة أرض لتنفيذ محطة الطاقة الشمسية، بينما صرفت لأشخاص أراضي باكثر من 50 فدان لغرض الاستثمار الوهمي وفي إطار المحافظة مديرية تبن، وهي مفارقات عجيبة تحدث في لحج بعجز المحافظة من توفير أرضية بواقع كيلو في كيلو لإنشاء محطة طاقة شمسية كمصلحة عليا للمحافظة؛ بينما تصرف مساحات كبيرة في مصالح شخصية.
الكهرباء والمياه :
وعبرت قبيلة العزيبة عن استنكارها الشديد لعدم تمكين وزارة الكهرباء من تنفيذ المشروع المحطة باعتباره كمشروع حيوي وهام يساعد بالتخفيف من الضغوطات التي تعاني منها محطة التوليد من عجز في التوليد وزيادة الاحمال، وأكدت القبيلة عبر شيخها ياسر العزيبي على ان استحداث حقل مياه بئر ناصر كان مشروطاً على قاعدة المياه لعدن مقابل الكهرباء لمحافظة لحج ، فكيف اليوم مياه عدن تعترض على تنفيذ محطة الطاقة في إطار حرم الحقل طالما لا يتسبب في أي أضرار بالآبار الخاصة بالحقل.
المحافظة والفشل :
ويرى عامة الناس بلحج أن تقصير سلطة المحافظة أحد الأسباب الرئيسية في إعاقة تنفيذ محطة مشروع الطاقة الشمسية بلحج، وربما عن غير قصد لعدم الاهتمام باحتياجات المواطنين في توفير الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء أو أنه متعمد لاستمرارية فساد الطاقة المشتراة ، وتساءل مواطنون هل عجزت السلطة عن توفير أرضية في تبن لإقامة مشروع الطاقة الشمسية بدلاً من الموقع محل الخلافات مع مياه عدن ؟! .
ويبقى السؤال هل هذا الفشل الكبير سوف يحرم محافظة لحج من محطة الطاقة الشمسية وإلى الأبد؟ سؤال يحتاج إلى إجابة من قبل الجهات المعنية !!
