آخر تحديث :الخميس 21 نوفمبر 2024 - الساعة:23:49:34
قصة معاناة تخلفها السيول الجارفة في منطقة عباب بالضالع .. آبار طمرتها المياه وسيول تجرف الاراضي الزراعية والأهالي يستغيثون
(الأمناء/ تقرير/ سفيان الحنشي:)

في هذا التقرير نسلط الضوء عن حجم أضرار السيول الجارفة وعن عوامل التعرية الجبلية وخطرها على الاراضي الزراعية التي قضت على احد الوديان المشهورة بالزراعة في منطقة عباب بمحافظة الضالع بمديرية الأزارق.

 

معاناة المزارعين جراء السيول الجارفة

 

كثير من المزارعين والمواطنين بمنطقة عباب بمديرية الازارق تضررت اراضيهم الصالحة للزراعة جراء السيول الجارفة التي طمرت عشرات الاراضي الزراعية بوادي شعب  محولة بعباب منذ حوالي عام 2010م إلى هذه اللحظة الممتد من اسفل جبل مجالد وجبل كحلان إلى قرب المنطقة حيث ادت السيول الجارفة حدوث أضرار كبيره بنسبة تقدر80% نتيجة الأمطار الغزيرة وعوامل طبيعة التعرية التي توجد في الهضبات والقمم الجبلية الشاهقة التي تقوم بتغيير مواقعها ونقلها من مكان إلى آخر من خلال قيامها بتفكيك الجبال وتفتيتها وطمر الأراضي الزراعية وردمها وإخفاء طبيعتها أو إظهارها وأكثر ما ينشط عملية التعرية عندما لا توجد حواجز جدرانية ثابته مصده لعملية التعرية وسط العمق والمنافذ التي تأتي منها السيول الجارفة من الجبال.

 

شعب محولة وناقوس خطر السيول الجارفة

 

شعب محولة " الواقع جنوب منطقة  عباب بمديرية الأزارق بمحافظة الضالع قد يتعرض خلال كل عام إلى أضرار بالغة في الاراضي الزراعية الواسعة التي اصبحت بهذا الوادي عرضة لمخاطر السيول بسبب عوامل التعرية المتناثرة من اعالي الجبال المطلة على شعب محولة يومآ بعد يوم وحال مشهد السيول الجارفة يزداد أكثر سوء وتعقيدآ مع حياة الاهالي واسرهم ومزارعي هذا الوادي الذين بذلوا فيه  الغيال والرخيص وسخروا حياتهم  لحمايته والاهتمام فيه أكثر من اهتمامهم  براحتهم لأجل مايجدوه في نهاية كل مطاف ما يسد رمق حال وضعهم المعيشي الذي اصبحوا معتمدين عليه أساسا بالمأكل والمشرب لهم ولحياة حيواناتهم.

 

 

السيول تجرف اراضي المواطنين الزراعية

 

 يوسف عبده علي  واحد من ابناء المنطقة الذي شاهد حجم الاضرار في شعب محولة يتحدث قائلا :" بسبب تدفق السيول الجارفة من مرتفعات الجبال الشاهقة خصوصا في وادي شعب محولة التي شهدتها منطقة عباب بمديرية الأزارق خلال الايام الماضية وأثرت على ما تبقى من الاراضي الزراعية في هذا الوادي  ناهيك عن الاراضي الزراعية التي جرفتها السيول قبل اعوام والذي كان يعتمد عليها الاهالي في إنتاج المحاصيل الزراعية ولكن لم يجدوا نفعا ولا املآ بعد الجرف الذي وصفه الجميع بالجرف الكارثي".

 

 

خطر يهدد ما تبقى في هذا الوادي

 

 المزارع احمد عبد الله علي يروي في حديثه :" بعد أن اجتاحت  السيول المتواصلة وقت هطول الأمطار الغزيرة محدثة خراب كبير  بجميع مساحات الوادي ك أرض زراعية وطرقات وأبار جوفية لم يتبقى شيئاً صالحاً فيه وأصبح كل جميل يوجد بداخل الوادي في خبر كان إضافة إلى الاخطار الأخرى التي أصبحت كابوس مظلم على من يمتلك أرض صالحة للزراعة أو أي شيء يراه مصدر مساعدا لحياته المعيشية كالمراعي التي تعتمد عليها الحيوانات في الهضبات الجبلية والاشجار بأنواعها كشجر السدر والسمر وحتى هذه لا تسلم من السيول الجارفة لانه لم يوجد ما يحمي الوادي من عوامل التعرية المتناثرة من وسط وقمم الجبال ولم توجد الامكانيات الكافية لسد ثغرة عوامل التعرية".

مطالبا بحديثه الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمدنية بتوفير الدعم الكافي ومساعدة المزارعين بكل المتطلبات اللازمة التي يحتاجونها في حماية الاراضي الزراعية كبناء حواجز جدرانية وعمل دفاعات إسمنتية لحماية الاراضي الزراعية والآبار المتواجدة في الوادي من السيول الجارفة التي أصبحت مهدده وهذا ما يجعل الاهالي في مصدر قلق  إذا استمرت الأمطار بالشكل الذي يحدث كل يوم.

 

أبار طمرتها المياه وأصبحت في خبر كان ..!!

 

يقول المزارع عبد العزيز علي صالح احد ابناء منطقة عباب :" أكثر الآبار الجوفية التي كانت توجد أسفل ووسط هذا الوادي تعرضت قبل اعوام طويلة للجرف البعض منها تم إعادتها بمساعدة الاهالي الذين كانوا معتمدون عليها في جلب مياه الشرب ولكن مع إستمرار السيول الجارفة طيلة الاعوام الماضية إلى حد الآن عدة آبار اصبحت هي الأخرى في مرمى السيول الجارفة في أي لحظة".

مضيفا :"بأن الوضع الصعب الذي أصبح فيه الأهالي وأسرهم بهذا الوادي في وضع مأساوي جدا ويحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما تبقي من ممتلكاتهم الزراعية وابارهم التي شقوها بواسطة ايدي اجدادهم والايدي العاملة من اهالي المنطقة قبل عشرات الاعوام".

 

 

قصة معاناة تخلفها السيول الجارفة

 

ويروي أحد المواطنين عن قصة معاناة من يمتلكون من نصيبهم الزراعي وسط هذا الوادي حيث يقول المزارع فارس عبدالله ابو محمد :" ما نعانيه هنا يعد كالجحيم مما يحدث لنا نتيجة تدفق السيول الجارفة حيث نخاطر بحياتنا ولا نعلم مصيرنا وما يكتبه لنا القدر بمجرد مشاهدتنا للسيول وهي تصب وتتجه إلى الوادي حيث ننطلق  مسرعين نحو اراضينا الزراعية دون التفكير بالعواقب التي نتعرض لها سواء من الانهيارات الصخرية او الانزلاقات الجبلية الوعرة او من مخافة السيول الجارفة التي تواجهنا وسط الوادي وإذا حالفنا الحظ ان نصل سالمين إلى وادي شعب محولة ووجدنا أراضينا لم تتعرض للجرف ولم نسلم من هول مناظر ما اتت به السيول إلى وسط الاراضي الزراعية من صخور كبيره واحجار واتربة متراكمة قد تجعلنا نعمل طوال العام بإخراجها ونحن منهمكين في إعادة ما تضرر خوفا من أن يأتي العام القادم وحال اراضينا الزراعية مهددة ومطمورة ونفقد أملنا الوحيد ".

 

مناشدة الاهالي للجهات المسؤولة

لم يتوقع الاهالي يومآ من الايام أن يمروا بهذا الوضع الكارثي الذي يواجههم في هذا الوادي الذي عاشوا عليه اجيال عديدة إلا بعد الكم الهائل من السيول الجارفة  حيث أرادو ان يبعثوا مناشدتهم إلى الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لإيجاد خطة إغاثية شاملة لإيقاف عوامل التعرية وتوفير الامكانيات والعمل بهافي هذا الوادي الذي أصبح عرضة السيول الجارفة والمساعدة لنجدتهم فيما هم فيه من حالة عوز بحماية اراضيهم الزراعية  التي لازالوا ابنائها يقاومون بشتى الطرق والسبل في حماية ما تبقى من اراضي صالحة للعمل والحراثة الزراعية وتقديم كل ما يتم تقديمه لصالح ضمان ما تبقى من الوادي  في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعشونها...




شارك برأيك