آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
من السودان إلى الجزائر .. حينما يفقد العقل صوابه
(كتب د. خالد القاسمي )

المصيبة المتحدثون رؤساء دول وليسوا وزراء أو مسؤولين حتى نقول زلة لسان ، فالبرهان يقول أنه مستعد أن يحارب مئة عام ، وعبدالمجيد تبون يطالب بفتح مصر للحدود ليحرر الجيش الجزائري فلسطين .

بلا شك العقل زينة الرجال ، فحينما يفقد الإنسان عقله بمثل هذه التصريحات البعيدة كل البعد عن الواقع ، لا يمكن وصفها إلا بالهراء وأصحابها بالمهرجين .

وكأن السودان بحاجة للحروب ، فقادتها عبر التاريخ يشعلون الحروب ، وكأن حكمهم لا يستقيم إلا بإستمرار الحروب في السودان الفقير للخدمات والتنمية ، فكانت الثمانينات بداية الحرب الأهلية مع الجنوب 1983 والتي أنتهت بإنفصال الجنوب 2011 ،  وضحيتها 2 مليون سوداني ، تلتها حرب دار فور 2003 وضحيتها 300 الف  وشردت 2 مليون سوداني ، والحرب الأخيرة التي أشعلتها جماعة الإسلام السياسي ، الذين فقدوا السلطة ويحاولون العودة عبر الجيش ، الذي تم تغيير عقيدته القتالية عبر 30 عام ، لتكون أسلحته مصوبة نحو المواطن السوداني الطيب البسيط ، وضحية الحرب الحالية ما يزيد عن 20 الف سوداني بالإضافة إلى 10 ملايين مشرد ومهاجر ، ولا زالت الأعداد في تزايد .

أما الجزائر التي قاد شعبها ثورة نحو التغيير في 2019 ،  بعد حكم عبدالعزيز  بوتفليقة 20 عاما ، ثلث المدة على كرسي متحرك ، جاء الجيش الجزائري الذي يأبى أن يترك السلطة بعبدالمجيد تبون المنتهية ولايته حاليا ، الذي أصبح يُدار بالريموت كنترول ، فالعصابات العسكرية جعلته بعيدًا عن شعبه ، فأفتعل  المشاكل مع جيران بلاده وقطع علاقته بالمغرب ، بالإضافة إلى معاداة أشقاءه العرب الذين هم بعيدين كل البعد عن بلاده جغرافياً وحدودياً ، وتخريفات الرجل جعلته يهذي في أحاديثه وخطاباته بأوهام عن دول خليجية بعينها أنها تعادي الجزائر وتدير المؤامرات ضدها ، وأخيرًا جاء بهذا التصريح الذي يطالب مصر بفتح الحدود لتحرير فلسطين .

اللهم يا مثبت العقول ثبتنا على دينك .


 




شارك برأيك