آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:22:02
(الحياة اللندنية):مصر: معرض الحوثيين المسيء للمملكة.. نفي يربك المشهد السياسي
(الامناء نت/الحياة اللندنية)

 

تعاني «ساقية الصاوي» المصرية، التي تتخذ من حي الزمالك، أرقى أحياء القاهرة على النيل، من أزمة في الدفاع عن اتهامها باستضافة معرض أقامه الحوثيون في القاهرة مسيء للمملكة زعموا فيه عدوانها على اليمن! وفي الوقت الذي تجتهد «الساقية» عبر بيانات متتالية لتأكيد عدم صحة هذه المزاعم، تصر بعض المواقع الإعلامية المحسوبة على تيار سياسي بعينه تأكيد الخبر، بل نشر صور تبرهن صحة روايتها، وتقدم قراءة تدحض بيانات «الساقية».
أزمة «الصاوي» تجاوزت الحي الهادئ لتقفز إلى مقر وزارة الخارجية المصرية، التي سارعت على لسان متحدثها الرسمي السفير بدر عبدالعاطي، الإشارة إلى «كذب هذه الادعاءات»، موضحاً في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أنه «في إطار ما تم رصده من ترويج لإحدى وسائل الإعلام من إشاعات كاذبة حول حدوث تغير في موقف مصر في شأن الوضع في اليمن، تنفي وزارة الخارجية جملة وتفصيلاً ما تم ترديده في هذا الشأن، وتجدد تأكيد دعمها الكامل والمطلق للشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي». وشدد المتحدث الرسمي المصري على أن «وزارة الخارجية تؤكد التنسيق الكامل والمستمر والوثيق بين مصر ودول التحالف الداعم للشرعية في اليمن، خصوصاً مع السعودية، وأن أية محاولات لإحداث الوقيعة بترويج وبث أخبار كاذبة لن يكتب لها النجاح ولن تنال من مستوى التنسيق الوثيق القائم بين البلدين».
نفي الخارجية المصرية لم يكن الوحيد، إذ ألحقه المندوب الدائم لليمن بجامعة الدول العربية السفير محمد الهيصمي، بتصريح إلى وكالة الأنباء المصرية أكد فيه أن «الأخبار والإشاعات التي تناقلتها إحدى وسائل الإعلام التي تشكك في الموقف المصري الثابت والراسخ تجاه اليمن ووحدته وسلامة أراضيه منذ أعوام طويلة كذب بواح».
وأكد الهيصمي أن «حل الأزمة السياسية اليمنية لن يكون إلا بإعلاء جميع القوى السياسية اليمنية المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الضيقة والمصالح الشخصية - بحسب قوله».
مصادر مصرية، كشفت لـ«الحياة» أن خبر «معرض الحوثيين» تم نشره بعد رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استقبال وفد يمثل حزب الرئيس المخلوع علي صالح، (المؤتمر الشعبي العام) يضم الأمين العام للحزب عارف الزوكا، ووزير الخارجية اليمنية السابق أبوبكر القربي، لطلب التوسط لدى الرياض، وإصرار القاهرة على «تخلي صالح عن الحوثيين، والاعتراف بشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ودعم حكومته»، ورفض أية لقاءات من دون تلك المطالب، ما دفع إلى تبني بعض المواقع رواية عن استضافة القاهرة لمعرض للحوثيين».
الناقد الفني المصري طارق الشناوي، قال لـ«الحياة»، ما تم نشره عن استضافة القاهرة لمعرض يتعارض مع دورها في قوات التحالف العربي أمر غير مقبول، لأنه «يمس أرواح الطيارين المصريين المشاركين في ضربات التحالف ضد الحوثيين».
وأضاف: «لا يمكن تصور أن السفارة اليمنية التي تعمل في مصر تنحاز إلى الحوثيين ويبلغ مدى تحديها للبلد الذي تقيم على أرضه أن تقدم عروضاً فنية للحوثيين في واحدة من أشهر المنصات الثقافية في القاهرة».
وأوضح «لم أشأ أن أسأل الساقية ولا من يعملون بها عن صحة ذلك، ولكن المنطق يؤكد أنها مجرد أكاذيب أو أمنيات مجهضة يعيشها البعض، ويبدأ في الترويج لها معتقداً أنها واقع، المصريون لا يريدون أبداً إراقة أي دماء يمنية، وعندما اشتركت مصر في عاصفة الحزم تحت قيادة السعودية كان الهدف هو أن تحافظ على وحدة اليمن ضد من يريدون التقسيم وزرع الفرقة».
واتهم مسؤول المعارض بالساقية طارق زايد، المتحدث باسم ميليشيات الحوثي الإرهابية على البخيتي، بـ«الكذب» متحدياً إياه أن «يخرج مقطع فيديو واحد يثبت أن الساقية أقامت المعرض المزعوم».
وقال في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «إن الصور المرفقة عن الندوة، التي نشرتها بعض المواقع مدون خلف المتحدث تاريخ 18 آذار (مارس)، كما يوجد عدد كبير من المايكروفونات الخاصة بشبكات إخبارية يمكن الرجوع لها والحصول على تسجيل للندوة إن كانت تمت بالفعل».
وأضاف: «أما عن صورة الفنانة والمعرض، لا يوجد أي دليل أن الصور معلقة بالساقية، كما أن الساقية لا تقوم بتعليق اللوحات بالأسلاك لأعلى، بينما تثبتها في الحائط مباشرة، إضافة إلى أن للساقية قاعدة كبيرة من الصحافيين والإعلاميين المهتمين بتغطية أحداث الساقية، ولم تذع أية جهة منهم عن هذا الحدث المزمع».
وأوضح أن الأهم هو «نُشر في بعض المواقع أن المعرض المزعوم تم (الإثنين) و(الثلثاء) 6 و 7 تموز (يوليو) مع العلم أن يوم الإثنين 6 (يوليو) تم افتتاح معرض خط عربي جماعي بعنوان: (روحانيات الخطوط)، ويوم الثلثاء 7 (يوليو) تم رفع المعرض وتعليق معرض آخر بعنوان: (لفظ الجلالة) للفنان الدكتور أحمد جلال، والمعرض قائم حتى 16 (يوليو)، وبالتالي من المستحيل أن يكون المعرض المزعوم تم في هذا التوقيت».
عن الحياة اللندنية



شارك برأيك