- قناة سعودية : تحالف دولي جديد في الطريق لحسم المعركة ضد الحوثيين
- سياسي يمني متسائلاً : لماذا يُظهر الإخوان الدولة اليمنية على أنها ضعيفة ومسلوبة القرار إذا صدر أي قرار يخالف توجهاتهم؟
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- تفاصيل جديدة في خيانة مسؤول بارز بالشرعية ومحاولة عضو اخواني بالرئاسي حمايته
- جريمة ابتزاز إلكتروني تنتهي بإحراق سيدة يمنية لزوجها
- سياسي موالي للحوثيين: تبريرات اعتقال النساء لا تقنع ذبابة
- نقابة الصرافين الجنوبيين تصدر بيانا هاما
- وزير خارجية بريطانيا: حملة تقويض قدرات الحوثيين في اليمن مستمرة
- منحة مالية جديدة مقدمة من اليابان لدعم الجهود الإنسانية في اليمن
- مركز أمريكي يكشف ما فعله الحوثي بالناشطة سحر الخولاني
ولاية علي بن أبي طالب هي موضوع يثير الكثير من الجدل والنقاش بين المسلمين عبر التاريخ. تتعدد الآراء حول ما إذا كانت خلافة علي هي من صنع البشر واختيارهم، أم أنها كانت بأمر إلهي وتعيين من الرسول محمد. نستند في هذا المقال إلى قول علي بن أبي طالب في كتاب "نهج البلاغة" حيث يقول: "والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في الولاية إربة ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها". سنحاول تفسير هذا القول وتأمل دلالاته لنستنتج أن ولاية علي كانت نتاج اختيار بشري وليست تعييناً إلهياً مباشراً.
ــ السيــاق التــأريخي
بعد وفاة النبي محمد، واجه المسلمون مسألة اختيار خليفة يقود الأمة. لم يكن هناك نص صريح في القرآن أو حديث نبوي يحدد خليفة معين، مما دفع الصحابة إلى التشاور واتخاذ القرار بناءً على معايير الشورى والاتفاق الجماعي. تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد مشاورات في سقيفة بني ساعدة، ثم تبعه عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان. بعد مقتل عثمان، وجدت الأمة نفسها مرة أخرى في حاجة إلى قائد، فالتفتت الأنظار إلى علي بن أبي طالب.
ــ تحليل قول علي بن أبي طالب
يشير قول علي بن أبي طالب بوضوح إلى أنه لم يكن يسعى للخلافة أو الولاية بنفسه، بل استجاب لطلب الناس وضغطهم عليه لتولي المسؤولية. إذا كانت خلافة علي تعييناً إلهياً أو بأمر مباشر من النبي محمد، لكان من المتوقع أن يذكر علي ذلك بوضوح في هذا السياق الحاسم. لكنه بدلاً من ذلك يؤكد أن دافعه لتولي الخلافة كان نتيجة لدعوة الناس وحملهم له على القبول بهذه المسؤولية.
ــ الأدلة النصية
قول علي بن أبي طالب: "ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها" يشير بوضوح إلى أن الناس هم الذين طلبوا منه تولي الخلافة وأصروا على ذلك. هذا يتماشى مع مبادئ الشورى التي كانت متبعة في اختيار الخلفاء الراشدين، حيث كان الاختيار يتم عبر التشاور والاتفاق الجماعي بين المسلمين.
ــ الرؤية التاريخية
التاريخ الإسلامي مليء بالأمثلة التي تبين أن الخلافة كانت نتاج عملية بشرية تعتمد على الشورى والاتفاق الجماعي. لو كانت هناك نصوص دينية صريحة تعين خليفة معيناً من بعد النبي، لما كانت هناك حاجة لهذه العملية التشاورية ولما كانت قد ظهرت الخلافات والفتن التي تلت وفاة النبي.
ــ بالنهايـة ومن خلال تحليل قول علي بن أبي طالب في "نهج البلاغة" وسياق الأحداث التاريخية، يمكننا الاستنتاج بأن ولاية علي كانت نتيجة اختيار بشري وليست تعييناً إلهياً مباشراً. هذا القول يعكس واقع العملية التشاورية التي كانت تتبعها الأمة الإسلامية في تلك الفترة، ويؤكد على دور الناس وإرادتهم في تحديد قادتهم.
إذاً، فإن قول علي بن أبي طالب: "ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها" يعد دليلاً قاطعاً على أن خلافته كانت نتيجة دعوة الناس وإصرارهم عليه، مما يعزز الفكرة بأن ولاية علي كانت من صنع البشر واختيارهم وليست أمراً إلهيّاً.