لا يزال المئات من الحجاج اليمنيين عالقين بالمملكة العربية السعودية، بعد أن تولت جماعة الحوثي احتجاز طائرات في مطار صنعاء ومنعها من الاقلاع إلى جدة، وفق ما أكد وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، محمد بن عيضة شبيبة.

وكتب شبيبة عبر حسابه على فيسبوك ومنصة "إكس" أن "الحوثي يحتجز 4 طائرات في مطار صنعاء الدولي ويمنع عودتها إلى مطار جدة لنقل حجاج بلادنا الذين يريدون الرجوع إلى صنعاء".

وطالب شبيبة "جميع الوكالات إبقاء حجاجهم في مساكنهم والمكوث في مكة حتى عودة الطائرات"، مطالبا الحجاج "بالاستقرار في مساكنهم حتى عودة الطائرات المختطفة من قبل جماعة الحوثيين".

ومن جانبه، أكد وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية مختار الرباش،  أن 300 حاج يمني لم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم، وهم عالقون في المملكة العربية السعودية، نتيجة لاحتجاز ميليشيا الحوثي أربع طائرات منذ اليومين الماضيين. 

وذكر وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة، أن 300 حاج يمني، علقوا في السعودية، بعد استكمالهم إجراءات مغادرة المملكة وختم الخروج من مطار جدة الدولي، لكنهم لم يتمكنوا من العودة نتيجة عدم وصول الطائرات.

وأكد أن وزارة الأوقاف والإرشاد، خاطبت مطار جدة الدولي، وطلبت إلغاء حتم الخروج، لإعادة الحجاج إلى مكة، حتى يتم الترتيب لمغادرتهم إلى صنعاء في وقت لاحق، في حين قامت الوزارة بترتيب مساكن للحجاج العائدين بشكل مؤقت.

وفيما يتعلق بأسباب احتجاز الطائرات الأربع في صنعاء، قال الرباش، إنها حتى الآن غير واضحة، لافتًا إلى أن جماعة الحوثي عرقلت سفر الحجاج من مناطق سيطرتهم في البداية، ثم قاموا بتهديدهم، إضافة إلى اعتقال ملاك وكالات الحج.

وتختلق جماعة الحوثي أزمة جديدة مع شركة الطيران اليمنية الحكومية، بهدف الاستحواذ على إيراداتها.

وكانت وزارة النقل اليمنية قد أمرت الخطوط الجوية اليمنية باتخاذ خطوات عاجلة لحماية أصول وأموال الشركة من سيطرة الحوثيين، وطلبت نقل كل الأنشطة وإيراداتها إلى عدن، أو إلى حسابات الشركة في الخارج. ‏

وأكدت الوزارة ضرورة تحويل إيرادات مبيعات الشركة إلى تلك الحسابات بشكل عاجل، تماشياً مع قرار البنك المركزي اليمني، الذي أوقف التعامل مع البنوك والمصارف في مناطق سيطرة الحوثيين، والتي تودع فيها أموال الشركة حالياً.

وأفادت وكالة سبأ التابعة للحوثيين، بأن الخطوط الجوية اليمنية أعادت، الاثنين، 848 حاجا إلى مطار صنعاء الدولي، عبر خمس رحلات، فيما لم تتحدث عن أي رحلة لنقل الحجاج الثلاثاء.

وقبل يومين تحدثت الوكالة عن عودة فوج رابع يضم ألف و152 حاجا إلى مطار صنعاء الدولي، مشيرة إلى أن ثلاثة آلاف و478 حاجاً عادوا في الأفواج الأول والثاني والثالث عبر 22 رحلة للخطوط الجوية اليمنية.

وكانت وزارة الأوقاف اليمنية أعلنت في 18 مايو الماضي أنها توصلت لاتفاق مع السلطات السعودية بالسماح لـ12544 حاج يمني بالسفر جوا عبر الخطوط الجوية اليمنية من 5 مطارات تشمل مطار صنعاء وسيئون والريان والغيضة.

والشهر الماضي، اتهم شبيبة جماعة الحوثي، المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية، بأنها تواصل "ممارساتها التعسفية ضد حجاج بلادنا القاصدين بيت الله الحرام وتقوم بفرض إجراءات عبثية وعراقيل كثيرة بهدف ابتزاز وكالات الحج والعمرة الواقعة تحت سيطرتها ونهب أموال الحجاج".

وعلى الجانب الآخر، اتهمت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة التابعة لحكومة الحوثي، السعودية بفرض "العديد من العراقيل والصعوبات ... وعملت على تغيير خطط النقل الجوي المتفق عليها وتخفيض عدد الركاب والرحلات المقرة للجمهورية اليمنية والذي بدوره سيؤدي إلى صعوبات وعراقيل كبيرة أمام انتقال حجاج بيت الله الحرام".

وبحسب السلطات السعودية، فقد أدى 1.8 مليون حاج مناسك الحج هذا العام، وهو رقم مماثل للعدد المسجّل العام الماضي. ووفد 1.6 مليون منهم من هؤلاء من خارج المملكة.