آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:22:20:32
كيف للأرض أن تأكل رجلا مثلك يا أبا عمر 
(كتب   مارب الشعيبي)


تتوارد الأسئلة كبحر هائج والهواجس والخيالات كأنها تحلم بإعادته للحياة فليت كان خبر مقتله مقطع في مسلسل ليت ولوكان تفتح باب الشيطان فقد ظلت تتردد علينا فلاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه لراجعون هذا ما نوطن أنفسنا عليه رحمه الله وغفر له وأدخله فسيح جنانه

كان أبو عمر الشعيب والضالع والجنوب والإنسانية. ولقد حز خنجر رحيله فرحنا وفتح باباً للحزن تسقط منه الدموع وترك العقل بين مصدق ومكذب والخيال بين حلم إعادته للحياة رغم توارد الأخبار بوفاته- رحمه الله_ وبين التسليم بموته الذي لايستقر ولم يتقبله العقل والقلب الذي يمر عليه نبأ رحيله كميسم محمر. 

كان أبو عمر رجلاً اجتماعياً  يتجاوب مع الناس ويتفاعل معهم بضحكته المعهودة التي لاتفارق وجهه  يمر على الأشخاص فيسلم ويبتسم ويعطي، وكان متميزاً يملك  كرزيما تجذبك من اللحظات الأولى ويجعلك تتعلق به ويترك فيك أثر لايمحى يسلم على الصغير والكبير متواضع مع الكل كريم معطاء فعرفه الكثير بمختلف المستويات وكان لايفرق في تعامله مع الجميع فيشعرك وأنت تقابله وكأنك أهم شخص يتكلم معه. 
لقد كان سياسيا صامتا ومناضلا وكان ناشطا في متابعته لقضايا الوطن ومحتك بصناع الآراء والقرار لايقبل المساومة والمناورة في القضايا الوطنية. 

وكان أنسانا قبل كل هذا يتعاطف ويرق دون تمييز يقدر النبل والإخلاق والصدق والأمانة. فمهما قلت فيه وكتبت عنه تشعر بالتقصير والعجز فكأنك تريد أن تجعل مشاعرك الخام تمشي على السطور لأنها تضيق على اللغة بغزارتها وتدفقها. فمحبته وعشقه لايفسر كما قال نزار قباني :
تعاودني ذكراك كلّ عشيّةٍ
ويورق فكرى حين فيك أفكّر ..
وتأبى جراحي أن تضمّ شفاهها
كأن جراح الحبّ لا تتخثّرُ
أحبّكَ. لا تفسير عندي لصبوتي
أفسّر ماذا؟ والهوى لا يُفسَّر

رحلت عنا يا أغلى الرجال، وسيبقى طيفك وذكراك حية في مخيلاتنا وسوف تظل قدوة في تعاملك تلتصق بتصرفاتنا وسوف نظل ندعو لك في صلواتنا رحمك الله وأعاننا الله على تقبل رحيلك .

 




شارك برأيك