- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
فجأة وبدون سابق إنذار، أعلن الحوثيون فتح شريان رئيسي لمدينة تعز، بعد 9 سنوات من إغلاقه، لكن ماذا تخفي هذه الخطوة؟
والأسبوع الماضي، وبعد تعنت دام لسنوات، فتح الحوثيون طريقا يربط مدينة تعز بمنطقة الحوبان، وهو الطريق الذي شكّل عبئا كبيرا على المواطنين خلال تسع سنوات مضت.
فالوصول إلى منطقة الحوبان الواقعة شمال شرقي تعز، كان يأخذ من وسط المدينة خمس إلى ثماني ساعات خلال سنوات الحصار بدلا من نصف ساعة وربما أقل، ناهيك عن تكلفة التنقل الباهظة التي كانت تصل لثلاثة آلاف ريال للمسافة المذكورة.
وقال سكان محليون في مدينة تعز الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، لـ«العين الإخبارية»، إنهم "تمكنوا للمرة الأولى منذ 9 أعوام من الانتقال إلى مناطق الحوبان التي يسيطر عليها الحوثيون خلال 10 دقائق فقط بدلا من طرق جبلية وعرة كانت تستغرق نحو 8 ساعات وكان يتم عبورها منذ فرض المليشيات حصارها منتصف 2015".
واعتبر الحوثيون على لسان أحد قياداتهم أن خطوتهم هذه "هدية لتعز إثر وقوفها مع غزة"، في إشارة للمظاهرات التي ينظمها الإخوان كل يوم جمعة تضامنا مع القطاع الفلسطيني.
بيْد أن "الهدية" المزعومة تكشف أن ما خفي تحت الطريق أعظم من مزاعم الحوثي.
إذ أظهرت صور ومقاطع فيديو تم التقاطها من الجو وتداولها ناشطون وحسابات للجيش اليمني على مواقع التواصل الاجتماعي، تشييد مليشيات الحوثي عشرات الأنفاق الأرضية الواصلة إلى خطوط النار في الجبهة الشرقية بتعز، حيث تقع أكبر الطرق الرئيسية الرابطة بين تعز والحوبان وصنعاء.
فخ حوثي؟
وبحسب مراسل "العين الإخبارية"، تفاعل ملايين المواطنين الذين عانوا الأمرين خلال السنوات الماضية، في تنقلاتهم من وإلى المدينة، مع خطوة فتح الطريق ولو بشكل جزئي.
لكن وبعد ظهور صور الأنفاق والخنادق، عادت المخاوف تدب في نفوس الكثيرين من أن يكون فتح الطريق، مجرد فخ حوثي لإسقاط هذه المدينة لاسيما عقب رفض المليشيات تقديم أية ضمانات أمنية أو عسكرية للحكومة المعترف بها دوليا.
مخاوف عززها انفجار لغم أثناء رفع الحواجز في الطريق الرابط بين الحوبان وتعز، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، بحسب المرصد اليمني للألغام.
ونصح المرصد جميع المسافرين بأخذ الحيطة والحذر من الألغام والذخائر، وعدم القيادة خارج الطريق الرئيسي، حيث لاتزال "المنطقة المحيطة بالطريق مليئة بشكل كبير بالألغام".
مسارات الأنفاق.. وأين تتجه؟
"العين الإخبارية" أجرت اتصالات هاتفية مع قادة ميدانيين في الجيش اليمني، منتشرين على خطوط القتال شرقي مدينة تعز، كشفوا فيها أن الأنفاق والخنادق كانت جزءا من استراتيجية دفاعية للحوثيين على مدى سنوات لكن مؤخرا تم تكثيف تشيدها بشكل يثبت أنها سلاح هجومي أيضا.
ما يؤكد ذلك، أنه خلال فتح طريق "جولة القصر" في 13 يونيو/ حزيران الجاري، لوحظ قيام جرّافة حوثية بإزالة بعض السواتر الترابية بالتزامن مع تحشيد قتالي في أعلى الجبل المطل على الطريق.
وبالتزامن مع ذلك، كثفت آليات وعناصر الحوثي، العمل ليل نهار على سقف آخر نفق قتالي مكشوف بالإسمنت والحديد.
وبحسب أحد قادة الجيش اليمني المرابطين على هذه الجبهة، فإن أنفاق الحوثي التي تمتد على طول المناطق الشرقية بين مديني الحوبان وتعز، يتركز أكثرها باتجاه معسكر التشريفات وباتجاه مدرسة محمد علي عثمان وباتجاه القصر الجمهوري لاسيما بجوار طريق المنفذ الشرقي الذي أُعلن فتحه.
وأوضح أن "أحد الأنفاق جرى حفره وتمت تغطية سطحه بالخرسانة يمتد من داخل سور كان يتبع صندوق النظافة والتحسين في الحوبان ويتوغل حتى معسكر التشريفات ويصل طوله لأكثر من 510 مترات مسافة جوية"
وتحدث المصدر نفسه عن نفق أرضي آخر يبدأ من قرب القصر الجمهوري ويتجه نحو مدرسة محمد علي عثمان بطول يصل لأكثر من 400 متر، فيما النفق الذي أظهرته صور للقطات جوية حية وتجري فيه الأعمال الإنشائية فهو يحاذي الطريق مباشرة بطول نحو 350 مترا مسافة جوية".
نفق من خلف المستشفى الجبلي
وهناك عشرات الأنفاق المترابطة ببعضها البعض شيدها الحوثيون على مدى 9 أعوام من حصارهم لتعز، وتم تكثيف حفرها علنا قبل نحو شهرين من فتح الطريق، بينها نفق حددته "العين الإخبارية" استنادا لمعلومات من مصادر خاصة يبدأ من وراء المستشفى الجبلي قرب جولة القصر (الحوبان) وينتهي عند آخر نقطة تماس بطول واحد كيلو متر.
وتتسع هذه الأنفاق/ الخنادق، لمرور دراجة نارية وسيارات، ويمكن التنقل فيها بكل يسر بعيدا عن النيران وبشكل آمن إلى حد كبير بين خلفية الجبهة والخطوط الأمامية، كما تساعد عناصر الحوثيين بالاختباء والمناورة البرية بشكل كبير.
خطة حوثية لمعركة هجومية
ووفقا لأحد القادة الميدانيين في محور تعز العسكري، مفضلا عدم ذكر اسمه، فإن ما تم كشفه مؤخرا من أنفاق "يأتي ضمن خطة حوثية مدروسة لخوض معركة هجومية سواء بعد فتح الطريق أو في المستقبل والهدف اجتياح المدينة التي ظلت عصية على السقوط على مدى سنوات مضت".
وأبدى القائد العسكري مخاوف كبيرة من أن يكون فتح الطريق جزءh من خطة حرب الأنفاق الحوثية، متسائلا "ماذا لو شنت المليشيات هجوما عبر الأنفاق لاقتحام تحصينات أمامية للجيش الوطني تزامنا مع مرور المدنيين؟". مضيفا "عندها سنكون أمام كارثة قد تغير معادلة المعركة".
وأمام هذه المخاوف، دعا إلى "ضغط حكومي على المبعوث الأممي لانتزاع ضمانات من الحوثيين تشمل اتفاقا لوقف إطلاق النار في هذه الجبهة على الأقل، حفاظا على سلامة المدنيين والمسافرين وعدم الانسياق خلف رغبات المليشيات التي استعدت مسبقا بتشييد عشرات الأنفاق بهدف خوض جولة حرب جديدة".
ويقول مراقبون إنه منذ تفجيرها حروب التمرد في صعدة 2004, اعتمدت المليشيات الحوثية على حرب الأنفاق كتكتيك عسكري للدفاع والهجوم سويا، وقد استخدمتها بكثافة بدعم من خبراء حزب الله اللبناني في محافظة الحديدة التي نشرت فيها أكثر من 950 نفقا مختلفة الطول والعمق.
تربح الإخوان من ملف الطرقات
في مقابل أنفاق الموت الحوثية، وبدلا من إعداد خطة وقائية مضادة، ذهب إخوان اليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح) الذين يسيطرون على مدينة تعز لنهب عشرات الملايين من الريالات من خزينة الدولة وتبديدها بغطاء فتح الطرقات للمدينة التي يحاصرها الانقلابيون منذ 9 أعوام.
وأظهرت وثيقة حصلت عليها "العين الإخبارية"، من مصدر حكومي رفيع، تربح قيادات إخوانية كبيرة في مدينة تعز من فتح الطرقات واستغلال هذا الملف الإنساني في نهب الملايين.
وكشفت وثيقة وجهها القيادي الإخواني البارز عبدالقوي المخلافي الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة تعز إلى محافظ المحافظة نبيل شمسان مطالبته بصرف 60 مليون ريال يمني "بصورة عاجلة" تحت بند "تكاليف فتح الطرقات".
وبرر القيادي المخلافي صرف هذا المبلغ من خزينة الدولة والذي عكس فساد الإخوان واستغلالهم لمعاناة المواطنين، أنه "لمواجهة تكاليف فتح الطرقات والإعداد للنقاط الأمنية والعسكرية للترتيب مع الجهات المعنية".
وتعليقا على ذلك، قال مصدر حكومي إن هذه المبالغ ذهبت إلى جيب المخلافي كجزء من تربح طويل لجماعته، فيما ترتيب الحواجز الأمنية نفذه محور أمن تعز، حيث تم الإعلان عن خطة لتأمين الطريق كجزء من مهمته وبالتنسيق مع وزارة الدفاع ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي.
وأشار المصدر في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن القيادي الإخواني عبدالقوي المخلافي سبق وأن صادر قبل أيام من فتح الطريق نحو 6 ملايين ريال يمني من أصل 10 ملايين أراد استقطاعها بمبرر استضافة وفد إنساني كان يزور تعز لافتتاح عدة مشاريع تنموية.
ويؤكد مراقبون أن تبديد هذه الأموال تحت بند ملف الطرقات الذي يسيطر عليه الإخوان، يكشف الفساد الكبير للتنظيم واستغلاله مؤسسات الدولة ومأساة حصار تعز في المتاجرة وتربح ملايين الريالات لجيوب قياداته ومشاريعهم الخاصة على حساب الجيش اليمني.
وكان محور تعز بالجيش اليمني أكد أن طريق القصر الذي فتحه الحوثي، كان مزروعا بأكثر من 1800 لغم مضادة للمركبات والأفراد من قبل المليشيات التي ما زالت تنشر 20 قناصا في مبان مطلة على جنبات الطريق، وتضع براميل متفجرة في جسور مياه وخرسانات إسمنتية كجزء من استعدادات قتالية تفضح نواياها العسكرية.