آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:21:56:21
إن كان حب الجنوب والدفاع عن قيادته السياسية يسمى تطبيلا فليشهد التاريخ أني مطبل!!
(كتب د. عبده يحيى الدباني)

 


 


تمادى الناقدون الحاقدون المرجفون في نقد المجلس الانتقالي ومسيرته الثورية والمؤسسية ، تمادوا كثيراً في جلده ونقده .
ومن البديهي أن نقول إن النقد مطلوب وإيجابي متى ما كان بناء وهدفه التصحيح والتصويب والتنبيه 
وغير ذلك من الأمور المطلوبة .
أما التشهير والتدمير وتصيد الأخطاء
وتلفيق الأكاذيب فليس من النقد في شيء وانما هي الحرب الاعلامية التي لم تكن جديدة على شعبنا وثورته وقضيته العادلة.
الانتقالي حامل سياسي لقضية شعب الجنوب وله انصاره وله خصومه واعداؤه ، وقيادته من البشر وليسوا من الملائكة والسياسة فن الممكن مع قوة ارادة ووعي، وليس تحقيق المستحيل أو القفز على شروط الواقع ، والمنتمون إلى الانتقالي ليسوا ارفع من النقد
وليسوا منزهين عن التقصير .
المبالغة في النقد أفسدت النقد نفسه 
وسوء نوايا الكثير من الناقدين المتحاملين  تخرج ما يروجونه  من ساحة النقد الموضوعي المطلوب.
كثير من اعداء الانتقالي وقضيه شعب الجنوب ركبوا موجة النقد لأنها تخفي 
تحاملهم ضد الانتقالي ولكي يحرضوا القاعدة الواسعة للانتقالي ضد القيادة السياسية الجنوبية ويخلقوا هوة بين حاضنة الانتقالي وقيادته لأنها مصدر قوته وصمام أمان القضية.
نحن كتاب ومحسوبون على الانتقالي ونحن منه وإليه وفيه وقد شاركنا في تأسيسه ولكن من حين إلى حين ننتقد بعض الأفعال والأقوال الصادرة عن  الانتقالي وهذا شي طبيعي ومطلوب
لانه  يهدف إلى البناء والتصحيح والتقويم  وليس بهدف التشفي أو الشماتة أو الارجاف  أو التحريض أو
 غير ذلك من النوايا التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها الحقد والهدم .
الشعوب تدافع عن قادتها مهما يكن وضعهم واذا  انتقدوهم
فانهم لا يرضون عليهم ولا يسعون إلى هلاكهم لأن ضرر ذلك سيلحق الجميع.
لاحظوا قيادات الإصلاح وقيادات المؤتمر وغيرهم كيف تفرق شملهم  
ولكن جماهيرهم في الشمال لا يجلدونهم على هذا النحو الذي نراه من الحملات المحمومة ضد المجلس الانتقالي وقيادته.
لقد ذكرنا مرارا إن قوة القيادة هي من قوة الناس الملتفين حولها بصرف النظر عن هذا الخطأ اوذاك ، فالطموح شيء والواقع شيء آخر ولاي سلطة عيوبها واكثر الموضوعات التي ينتقد عليها وفيها  الانتقالي لها ما يفسرها ويعللها ويبررها بموضوعية ولكن التحامل لا يرى الحق ولا الموضوعية 
ولا يلتمس للقيادة عذرا ولا يتعامل بحسن ظن  .
 الانتقالي حقنا وهو امتدداد شرعي للحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية والحركة الوطنية الجنوبية 
والتفريط به كارثة سوف تردنا إلى المربع الأول .
في عام 1994م جرى تحريض للشارع الجنوبي ضد قيادته السياسية ووجدت فجوة عميقة بين القيادة والشعب فكان من نتائج ذلك اجتياح الجنوب وتدمير مؤسساته 
واشاعوا أن الصراع بين المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي وليس بين الشمال والجنوب فخسر الجنوبيون وطنا ودولة وليس مجرد قيادة سياسية تشردت .
 البعض ينتقد الانتقالي بسبب  فلان او فلان كأن الانتقالي مجرد أشخاص،
الانتقالي مؤسسة وطنية واسعة
وحامل سياسي للقضية وهذا المهم ،
صحيح هناك أشخاص يمارسون اخطاء بوعي أو بدون وعي لكن هذا لايبرر الحملة على الانتقالي وهدم المعبد على رؤوسنا جميعا .
الاعلام يا جماعة الخير مؤثر والحرب الإعلامية ماكرة وخطيرة وان كانت ناعمة لقد صوروا لحق باطلا والباطل حقا وجعلوا  النهار ليلاً والليل نهارا وخصومنا يجيدون الحرب في هذه الجبهة المضللة.
إن  الذين يزعمون أن الانتقالي باع القضية  وانه انحرف عن مسارها الصحيح فإن غيرهم اشطر واحرص فالشعب وطلائعه السياسية ومناضليه هم صمام أمان القضية وكل القوى الجنوبية تقر أن الانتقالي هو حامل راية المرحلة على طريق التحرير والاستقلال على الرغم من انتقاداتها
 لبعض السلوك السياسي الذي ينتهجه الانتقالي في بعض القضايا.
واخيرا ينبغي ان نقر جميعا بهذه الحقائق وهي أننا أولا في مرحلة ثورة ولم نتحول بعد إلى مرحلة الدولة رغم وجود مؤسسات جنوبية مستقلة والثورة تتوجب علينا الالتفاف حول القيادة وعدم الدخول في التفاصيل التي يتربص فيها الشياطين.
وثانيا ( ان التاثير الإنساني على مجرى التاريخ يتوقف على قوة إلارادة والوعي) ومن هنا يجب على القيادة أن تشد العزم والحزم نحو الحسم وان تواجه كل أنواع الحرب التي يشنها اعداء الجنوب وقضيته في كل الميادين
من حرب عسكرية وارهابية واعلامية وخدمية واقتصادية وسياسية وغيرها وان تنتقل من دائرة رد الفعل إلى ميدان الفعل لتحقيق الهدف.
 وثالثا فإن الرياح كثيراً ما تجري بما لا تشتهي السفن فطريق قضيتنا ليس مفروشا بالورود وليس نزهة فهناك تداخلات وتدخلات اقليمية ودولية وهناك مصالح متشابكة وبلادنا عليها العين فينبغي الثقة بالقيادة حتى تشق طريقها في هذه اللجة العميقة واعطاءها مساحة من أجل الوصول إلى بر الامان بعون الله تعالى ونصره 
وتاييده.

د عبده يحيى الدباني




شارك برأيك