آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:00:16:31
علم التجهيل       (أغنوتلوجي). 
(بقلم: أ. د. فضل الربيعي)


هل سمعتم بعلم اسمه التجهيل. أو صناعة التجهيل هو ما يطلق  علم التجهيل (أغنوتلوجي) وظيفة هذا العلم هي دراسة الجهل أو الشك، ونشر الجهل بين الناس عن طريق التشكيك. ونشر المعلومات والبيانات غير دقيقة واللعب في نتائج بعض الوقائع العلمية، حتى يتم تشتت الانتباه لها فيحتارالناس بسبب استقبالهم بيانات ومعلومات  متناقضة، فلا يعرفون أين الصح واين الخطأ منها.
في كثير من المرات يتم نشر أخبار وتقارير ومعلومات مضلله بهدف التشويه والارباك وتغييب الحقائق على الناس تجاه موضوع  معين أو قضايا محددة وصرفهم عنها.
خلق التشكيك والتضليل والكذب يتم بصورة منظمة بحسب رغبات ومصالح شخصية أو سياسية أو تجارية أو ما شابه ذلك، بهدف التشتيت والتضليل وصرف الناس عن بعض الأمور، وخلق حالة عدمية عندهم. صناعة التجهيل تعتمد على دراسة عميقة لسلوك الناس
ومعرفة نفسياتهم وامزجتهم .
وقد اشار روبرت بروكتر بأن سياسة أو صناعة التجهيل قد ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى في الشركات التجارية الكبرى من خلال تسويقها لمنتجاتها، وذلك بنشر معلومات زائفة وغير صحيحة على أنّها حقائق بهدف كسب الأرباح عبر تضليل المستهلكين.
إذ يؤكد العلماء بأن سياسة التجهيل تقوم على استغلال ضعف المستوى التعليمي لدى الناس ليسهل تضليلهم وخداعهم بمعلومات عن طريق تشويه الحقائق باستخدام وسائل ومهارات مختلفة حتى تظهر   الحقائق مشوشة لديهم.
لذا فان علم التجهيل يتم من خلال نشر لمعلومات أو حذف لمعلومات لأجل التأثير في تفكير الناس، والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح ممن تخدمهم هذه السياسة،ويصبح فكر التجهيل عبارة عن فكر معاكس ومضاد لفكر معرفي آخر. 
 وتعد صناعة التجهيل واحدة من أبرز الظواهر الاجتماعية والثقافية التي يزداد انتشارها وتأثيرها في الوقت الراهن، بسبب ما احدثته تقنية المعلومات والانترنت من تسهيل لانتشارها.
ولعل نسبة الناس غير المتعلمين اوشبه المتعلمين الذين يتعاملون مع هذ التقنية أكثر من المتعلمين، فهم أكثر ترويجا لذلك،فضلا عن ان سياسة التجهيل تقوم في نشر التشكيك بالخبرأ والعلماء واضعافهم بالمجتمع وقد تساندهم في ذلك توجهات الانظمة الاستبدادية والدولة البوليسية الذين  يرون بأن هؤلاء الخبرأ والعلماء  يشكلون عبء ثقيل عليهم .لان أساس التجهيل هو الكذب والخداع والتزييف والمغالطات، وهذا يتناقض مع توجهات ومنطق وموضوعية الخبرأ والعلماء.
 أ. د. فضل الربيعي




شارك برأيك