آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:20:21:52
أذا لم يعلن الرئيس البيض فك الارتباط في ٩٤م ماهو مصير الجنوب ؟
(الأمناء/خاص)

 

لقد عاش الجنوبيين أمال الوصول لتحقيق الوحدة اليمنية مبكرا بعد ثورة ١٤ أكتوبر حيث سيطرة الجبهة القومية على الحكم والتي كان معظم قيادتها من حركة القوميين العرب من المحافظات الشمالية 
لذا ظل هدف النظام في الجنوب طيلة ٣٣ عام هو توحيد الشطرين الجنوبي و الشمالي  بينما ظل الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب  حزب وحدوي  في الشطرين الجنوبي و الشمالي كما كان يطلق عليهما .

كانت  ملامح البناء و التنمية في الجنوب محدودة عدا التطوير في مستوى الخدمات وذلك بسبب  الدعم المقدم من الدول اليسارية و الشيوعية للجنوب كمنح للدول الاشتراكية الناشئة من باب دعم صمود اليسار ضد الرأسمالية التي تقودها أمريكا ، لذا كان الجنوب يمثل ساحة صراع في إطار الصراع العالمي  بين المعسكرين الاشتراكي و الرأسمالي ، ظلت الهيمنة اليمنية على القرار السياسي في الجنوب العربي و تعزيز فكر الوحدة في أذهان الناس مبدا راسخ  حتى تحول الامر الى مثابة قانون يجرم من يسعى لتجاوزه قد يصل به المطاف الى القتل فالوحدة هو حلم الشعبيين في الجنوب و الشمال بحسب أفكار القوميين اليمنيين  و مخطط أدخال الجنوب في هذا النفق كان مبكرا جدا بعد سلخه من هويته الوطنية ممثلة بالجنوب العربي .

أكمل الحزب مشواره نحو تحقيق هدفه في توحيد الشطرين رغم قتامة المشهد و ضائلة فرص النجاح الا أن الهدف محسوم من ٦٧ و الخروج عنه خيانة ، وقع علي سالم البيض الصفحة الاخيرة لصفحات ملف الوحدة المكون من أوراق أعتماد الرئيس الراحل  سالمين والرئيس علي ناصر و وكان ختامها للرئيس  البيض 
( تم بحمد الله ) .

تحقق الهدف المنشود لكل فرقاء السياسة في الشمال من اليسار و اليمين و أصبح الحلم حقيقة وعاد أفراد و قيادة الحركة الوطنية الى الشمال و تحولوا من يساريين ماركسيين الى مشايخ و برجوازيين و أقطاعيين  تنصلوا من كل تلك المسميات مع أخر نقطة بين الجنوب و الشمال 

حاك  اليمين و اليمين المتطرف في الشمال المؤامرة  على اليسار الاشتراكي الذي يمثل الجنوب في الوحدة فتمت الاغتيالات للكوادر الحزبية من ٩٠الى ٩٣ ثم تم السيطرة على الجنوب بالقرار السياسي عبر الانتخابات النيابية وبات الاغلبية من مقاعد مجلس النواب  بيد الشمال (أصلاح _موتمر_أشتراكي الشمال) هنا بدا ملامح الغدر جليا للعيان وبات البيض في حيرة من أمره رغم التطمينات المستمرة من رفاق الشمال بقدرة اليسار لإعادة أبتلاع الشمال بالسياسة ، حتى أعلن البيض رفضه لكل تلك الممارسات و عاد الى عدن و أعلن المخلوع عفاش الحرب على الجنوب في ٢٧ أبريل ١٩٩٤ من ميدان السبعين ، أشتعلت نيران المعركة تهاوت الجبهات بيد القوات الوحدوية الشمالية التي تحظى بتأييد كل فرقاء السياسة في الشمال بما فيهم الاشتراكيين (حوشي).

أعلن الرئيس البيض فك الارتباط في ٢١ مايو١٩٩٤ في خطوة شجاعة لإنقاذ ما يمكن أنقاذه من أكمال مخطط طمس الجنوب العربي هوية و جغرافيا و أنسان ، كانت تلك الخطوة المتأخرة مصيرية في تاريخ النضال الثوري الجنوبي رغم عدميتها في ذلك الوقت الا أنها عكست صلابة الموقف و شجاعة البيض في  أقرار حق الاجيال القادمة بالدفاع عن وطنهم ضد الغازي اليمني،  وهذا هو ما حافظ عليه البيض طيلة حياته حتى يومنا هذا حيث لم ينجرف نحو مشاريع صغيرة أو منتقصة تنال من حق الجنوبيين بالاستقلال و الحرية  مرور بحركة حتم وموج و النضال السلمي الجنوبي و أنتهاء بتوقيع وثيقة الجنوب العربي بين الرئيس البيض و نائبه عبدالرحمن الجفري الذي مثلت خارطة الطريق للشعب الجنوبي وثورته التحررية ،حيث ظل تيار البيض و الجفري  للتحرير و الاستقلال هو الاقوى و العصي عن كل مؤامرات الاحتلال اليمني طيلة مراحل ثورة الحراك الجنوبي . 

بعد كل ما سبق تكون الاجابة عن سؤال ماذا لو لم يعلن الرئيس البيض فك الارتباط ؟ 
فقد  كان مصير الجنوب سيظل بيد الحزب الاشتراكي اليمني  الذي ظل وحدويا و أنخرط في العملية السياسية اليمنية  مقابل استعاده مقراته في ٩٦ مشرعا الاحتلال اليمني للجنوب وكانت كل القيادات الجنوبية ستظل متهمة بالانفصال و تصبح تهم الردة وقانون الاعدام لمن يحاول تهديد وحدة اليمن سارية المفعول .

أبو فريد 
١٥ مايو ٢٠٢٤




شارك برأيك