آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:19:50:20
جيوسياسية الجنوب العربي تُمكّنه من خلق تعاون استراتيجي مع القوى الإقليمية والدولية.
(مقال لـ حداد عبدالقادر الكاف )


في الذكرى الـ (30) لإعلان الرئيس علي سالم البيض " فك الإرتباط بين الجنوب العربي وبين العربية اليمنية " بتاريخ 21 مايو 1994م ، والتي كانت نقطة الإنطلاقة لكفاح شعب الجنوب ، ضد الإحتلال اليمني الذي شن حربه الإجرامية على الجنوب في صيف عام 1994م ، وقام بإحتلاله عسكرياً ، ونكل بشعبه ونهب ثرواتهم ، ومع تصاعد وتيرة النضال الشعبي الوطني الجنوبي ضد نظام صنعاء طيلة العقود الماضية ، جاء الثمرة بتأسيس حركات وطنية جنوبية تحت مسمى ( الحراك الجنوبي السلمي ) ، الذي استمر في مواجهة آلة القمع اليمنية وقدم الكثير من الشهداء في سبيل تحقيق الإستقلال ، إلى أن جاءت حرب الإجتياح الحوثية للجنوب في عام 2015م ، والتي تصدى لها أبناء الجنوب بكل قوة بالتعاون مع قوات التحالف العربي وحققوا الإنتصار ، وعقب ذلك جاء تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي بعد إعلان عدن التاريخي وتفويض الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ، والذي وحّد قوى الحراك الجنوبي ، ونقل القضية الجنوبية إلى المعترك السياسي على الصعيد الإقليمي و الدولي ، وقد حقق مكاسب عدة للقضية ( سياسياً ، عسكرياً ، واجتماعياً ... إلخ).


اليوم أصبحت دول العالم مرتبطة عبر ( المصالح ) وهي التي تحدد وترسم سياستها الخارجية لأي دولة في تعاملها مع مختلف الدول الأخرى ، ونظراً لهذه المعايير فإن (جيوسياسية الجنوب العربي) ، تُمكّنه من تعميق التعاون والشراكة مع مختلف دول العالم بما فيها القوى الإقليمية والدولية وبالذات الدول ( المؤثرة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ) في القرار الدولي بمجلس الأمن والأمم المتحدة ، والجنوب يمتلك طبيعة جيوسياسية لا يمكن لأي دولة مؤثرة تجاهلها ، فالموقع الجغرافي المهم المتحكم في باب المندب وخليج عدن والبحر العربي ، والثروات النفطية والغازية والمعدنية ، تستدعي خلق التعاون الكبير مع العديد من الدول في إطار ( المصلحة العليا للجنوب العربي ، وتلك الدول ) ، فمثلاً : يستطيع الجنوب بعدما أعاد بناء قواته المسلحة الجنوبية بدعم من الدول العظمى و الدول الإقليمية أن يكون ذا تأثير في حماية خطوط الملاحة البحرية الدولية خصوصاً بعد الهجمات الإرهابية الحوثية المدعومة إيرانياً على سفن تجارية ، مما خلق مشاكل اقتصادية لدول عديدة عربية وأوروبية وآسيوية ... إلخ ، إضافة إلى أن القوات المسلحة الجنوبية أصبحت شريكاً أساسياً في عمليات مكافحة الإرهاب.


المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي بات شريكاً رئيسياً في الشرعية المعترف بها دولياً واللاعب الأقوى ( محلياً ) في الجنوب ، يمتلك القدرة على ضمان المصالح الإقليمية والدولية والحفاظ عليها بمقابل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والإستقلال وبإعتراف إقليمي و دولي ، وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة بحدودها المعترف بها دولياً ماقبل 21مايو 1990م.

المتغيرات الإقليمية والدولية وأحداث البحر الأحمر ، عوامل مساعدة ومهمة في سبيل تسريع وتيرة سير قضية شعب الجنوب ، فلا سبيل أمام أي قوى إقليمية أو دولية تريد إرساء دعائم الأمن والسلام في المنطقة أن تتجاوز قضية شعب الجنوب أو أن تحاول القفز عليها ، لكونها القضية المحورية الأولى في الصراع الدائر بين الجنوب العربي واليمن ، وإن أي تحركات أخرى لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي مصيرها الفشل الحتمي ، وهذا من شأنه أن يزيد من استهداف المصالح الإقليمية والدولية عبر أدوات يمنية تتحكم فيها إيران وحرسها الثوري.
 




شارك برأيك