آخر تحديث :الخميس 27 فبراير 2025 - الساعة:16:47:43
مواطنون بلحج لـ "الأمناء":"أضرار الأمطار" الملف الشائك الذي عجزت سلطة المحافظة في إيجاد الحلول والمعالجات له
(الأمناء/ تقرير: عبدالقوي العزيبي :)

استنكار شعبي واسع لعجز سلطة الحوطة في دعم أسرة كرد المنكوبة

بحيرة بئر عمر تكشف وعورة طرقات لحج وعجز السلطة عن تأهيلها

 

لقد اختلطت حبيبات المطر في محافظة لحج في بعض مناطق المحافظة بدموع المواطنين بالفرح والحزن، حيث شهدت المحافظة هطول أمطار متوسطة ساعدت على تلطيف حرارة الجو مؤقتاً مع دخول فصل الصيف، إلّا أن تساقط حبيبات المطر كشفت عن عورة عملية البناء والتنمية في المحافظة وخصوصاً العاصمة الحوطة نتيجة الأمطار الرعدية، مما نتج عن ذلك توقف خدمة الكهرباء وسقوط بعض المنازل القديمة، وزيادة المستنقعات واختلاطها بمخلفات القمامة في ظل انتشار وباء الكلوليرا والأمراض الأخرى، وهو مشهد يتكرر دائماً في حال حدوث زخات المطر على هذه المدينة التاريخية التي لم تحظ بأي اهتمام من قبل السلطات السابقة والحالية.

ولا تزال لحج محافظة على بصمات حكم السلطنة العبدلية مع حدوث تغيير طفيف في البناء بـ" البلوك" الأسمنتي والعشوائي والذي يزحف على الرقعة الزراعية للمدينة من جميع الجهات الأربع، بالإضافة إلى ازدحام شارع المدينة الرئيسي الوحيد، وكذا الخلفي بمختلف أنواع مفارش البسطات لمواطنين يمارسون عملية البيع والشراء كمصدر دخل يومي للأسرة مع دفع رسوم يومية لا يعلم أين يتم توريدها.

 

معاناة المواطنين

ويعاني المواطنون بمحافظة لحج من التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار وتأخر صرف المرتبات والمعاشات، وتوقف التوظيف بوطن يشهد الحرب العبثية منذ عام2015 وحتى اليوم، بينما المدينة تعاني من مخلفات هذه الحرب بعد تحولها إلى محافظة منكوبة وزيادة توسع رقعة الفقر، مما أحدث هذا الوضع المزري بالمحافظة وزاد سوءا وتدهوراً مع هطول الأمطار مع أنها لم تكن غزيرة.

 

أسرة منكوبة

المواطن المتقاعد عبدالحميد كرد من سكان مدينة الحوطة مع هطول الأمطار كان الله لطيفاً به في القدر، حيث تمكن جيرانه من مساعدته وخروجه مع أسرته (زوجته وأربع بنات) من المنزل قبيل انهياره ليتحول إلى ركام مخلوط طيني وأسمنتي طمر جميع مستلزمات الأسرة وتحولت الأسرة إلى منكوبة في ظل عجز سلطة المديرية عن تقديم مساعدات طارئة لمثل هذه الحالة، وتساءل مواطنون: ماذا لو تهدمت العديد من المنازل في المدينة؟ مستنكرين عجز السلطة المحلية في تقديم المساعدة والاكتفاء بسؤال الأسرة هل تمتلك أوراقا بملكية المنزل أم لا؟! بينما الأسرة تحتاج إلى مساعدة السلطة ولو بفراش وبطانية، ونشر نشطاء من لحج معاناة الأسرة بمقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 

مدينة جديدة

ويرى مواطنون أن مدينة الحوطة تعد مدينة تاريخية وأثرية كون معظم المباني فيها قديمة ومن الطين وفيها تشققات وأراضيها رخوة، مما يتطلب من السلطة وضع دراسة لصيانتها،  وأيضاً ضرورة استحداث مخطط لمدينة جديدة كون مدينة الحوطة أشبه بصنعاء القديمة وتحتاج إلى دعم خارجي وكبير لإعادة تأهيلها كاملاً وقبل تساقط المباني في حال حدوث أمطار غزيرة جداً.

 

بحيرة الخط العام

وفي مديرية تبن كشفت حبيبات الأمطار وأكثر من مرة عجز السلطة في محافظة لحج في إصلاح أقل من 150 متراً من الطريق العام الرابط بين العاصمة عدن ولحج وتحديداً بمنطقة بئر عمر، لأنه بمجرد حدوث زخات المطر تتحول المنطقة إلى بحيرة مائية تعيق حركة المركبات، وتحديداً الصغيرة وإحداث الأعطاب الفنية فيها، بينما السلطة وللأسف تشاهد هذا الوضع المزري وفي صمت ولا تبالي بمعاناة سائقي ومالكي السيارات لأنها سلطة تمتطي سيارات من أفخر الموديلات الحديثة مع الأطقم، وإن حدث فيها أي خلل فني فتكاليف إصلاحها على حساب خزينة الدولة بعكس المواطن البسيط، ونجد أن هذه البحيرة المائية التي تعجز السلطة عن شفطها في حينه أو إصلاح الطريق تضع أمام الزائرين للمحافظة سؤالاً بحاجة إلى إجابة: أين البناء والتنمية التي ينشر عنها إعلامياً بوجودها في المحافظة؟

 

فرح وخوف

وفي الحقيقة نجد أن المواطنين والفلاحين بلحج بحاجة لسقوط الأمطار لأنها تحمل الخير، إلّا أن الوضع المتدهور والفقر جعلهم ينتظرون ذلك بمشاعر متباينة ما بين الفرح والخوف، الفرح بسقي الأرض الزراعية المحرومة من مياه السيول لسنوات، وكذا لتوفير الكلأ لرعي الماشية في المناطق الريفية، والخوف عند المواطنين من تهدم المنازل وأيضاً من تدفق مياه السيول إلى داخل المنازل، كما حدث مؤخراً، ويأتي التخوف لعدم قدرتهم على مجابهة تلك الأضرار بأنفسهم في ظل دولة لا تولي أي اهتمام بالزراعة وبحياة وسلامة المواطن، لهذا نجد أن المواطنين والفلاحين في توجس ولا يملكون غير الدعاء من المولى عز وجل باللطف والرحمة، ولقد ورد في الأثر النبوي أن رسول الله صل ٱللهُ عليه وآله وسلم كان إذا رأى المطر يقول [اللَّهُم صَيِّبًا نَافِعًا] رواه البخاري.

 

ملف شائك

ويظل ملف أضرار الأمطار في لحج ملفاً شائكاً تعجز سلطة المحافظة عن إيجاد له الحلول والمعالجات أسوة بملف الخدمات الأساسية، كون المحافظة منكوبة والسواد الأعظم من الناس يعيشون في دائرة الفقر، مع انتشار مستنقعات الفساد المالي والتقصير الإداري، وأن عجلة البناء والتنمية فقط في وسائل الإعلام وبعضها إن وجد يكون بتمويل المنظمات الدولية، التي وجدت بعض المنظمات في أجزاء من مناطق المحافظة بمثابة أرضية خصبة لممارسة نشاطها من تدخلات قرطاسية في إقامة الدورات والورش والعزوف عن التدخل بملف الإعمار والتنمية المستدامة، بحجة أن مسؤولية هذا الملف يقع على الحكومة والتحالف، وعلى الواقع تجد معظم مناطق لحج منكوبة في بنيتها التحتية منذ أكثر من 9 سنوات عجاف، ولا تحصد السلطة من الحكومة والتحالف غير الوعود التي تتحول معظمها إلى حبر على الأوراق، مما جعل السلطة في لحج بموقف محرج أمام عامة الناس لعدم توفير الإمكانيات الكاملة حتى تتمكن فعلياً من البناء والتنمية داخل المحافظة وإحداث الأمل بمستقبل أفضل لعامة الناس.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل