- برئاسة وزير الأشغال.. إجتماع دوري لمجلس إدارة صندوق صيانة الطرق
- مجلس القيادة الرئاسي يوجه بإصلاحات شاملة لتحسين كفاءة مؤسسات الدولة
- الولايات المتحدة تطلب وقف أنشطة الحوثيين في العراق
- مدير عام المنصورة يؤكد على ضرورة تشغيل خزان المياه البرجي بكابوتا المتوقف عن العمل منذ 2004م
- مؤسسة سلام وبناء تدشن دورة تدريبية لتعزيز التعاون بين المحامين ووحدة الابتزاز الإلكتروني بالمكلا
- اختتام مخيم أحور الطبي في أبين: 200 عملية ناجحة لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات
- ضبط كمية كبيرة من المخدرات داخل أسطوانة غاز بالمهرة
- تعميم مهم من البنك المركزي لشركات الصرافة
- محافظ حضرموت يطلع على خطة عمل مكتب الزراعة والري بساحل حضرموت للعام 2025م
- سقطرى.. فريق التواصل يزور إدارة الأمن ومصلحة الهجرة والأحوال المدنية
اكتشف الصينيون المفرقعات النارية لأول مرة عندما كانوا يحرقون الخيزران، فإنه يصدر صوت طقطقة عالي. وقادهم هذا إلى تجربة مواد أخرى وانتهى باختراع البارود واستخدموها لطرد الأرواح الشريرة. ويرى المؤرخون أن الألعاب النارية تم تطويرها في القرن الثاني قبل الميلاد بالصين في مدينة ليويانغ. بينما أضاف الايطاليون معادن مثل السترونتيوم أو الباريوم لتصبح انفجارات، وفي ثلاثينات القرن التاسع عشر، ولدت الألعاب النارية الحديثة، وأصبحت عندما تستخدم بالاحتفالات ذات أضواء جديدة.
وانتشرت المفرقعات " الطماش" والألعاب النارية بالعالم والوطن العربي بشكل خاص وخاصة بالجنوب بعد عام 1990م توسع انتشارها وتعددت اشكالها وزادت قوة الصوت الذي يصدر منها وقت اشتعالها وخطورتها؛ وبالتالي شكلت مصدر ازعاج وقلق وخطر على الأطفال والناس فتجدها بالعاصمة عدن وكل محافظات الجنوب بكل شارع وحي يلعب بها الأطفال في مختلف الأوقات، وبعض الأطفال يتراشقون بالمفرقعات وهي مشتعلة فيما بينهم أو يرموها اثناء مرور المشاة أو بالقرب من السيارات، وقد يؤدي الاستخدام الغير مسئول إلى الحرائق أو إلحاق الضرر بجسد الإنسان، وبنفس الوقت صوت انفجارها مصدر فرحة للأطفال.
ويزيد انتشارها قبل شهر رمضان إلى ما بعد عيد الفطر. إن مثل هذه الألعاب الخطرة في متناول أيدي أطفالنا لها اضرار عليهم وعلى الناس بشكل عام، إضافة إلى تلوث الهواء بشكل كبير وبوقت قصير، فهي تترك جزئيات معدنية وسموم وغازات خطيرة عند اشتعالها.
فما أسباب انتشار المفرقعات النارية "الطماش" بشكل واسع وبأنواع مختلفة؟ ولماذا يشعر الأطفال بالفرحة والمتعة عند تقريح الطماش؟ وهل صوت الانفجار الذي تحدثه هذه الألعاب النارية عند اشتعالها يولد العنف وردة الفعل القوية على الأطفال؟ وهل الطماش وسيلة ترفيه أم وسيلة ازعاج وخطر بأيدي اطفالنا؟ وما الآثار للمفرقعات النارية على الصحة النفسية والجسدية للأطفال والمراهقين والمواطنين؟ وما دور الحكومة في مكافحة استيراده وبيعه في المحلات والاكشاك والبسطات بالأحياء السكنية؟ وما الحلول للحد من انتشار الطماش بالشوارع داخل الاحياء السكنية والتخفيف من ازعاج الناس؟
للإجابة على هذه التساؤلات كانت لنا عدة لقاءات مع نخبة من الاختصاصين النفسيين والقيادات الأمنية والتربوية والشخصيات الاجتماعية.
-غياب الإجراءات الأمنية
البداية كانت مع العميد مسعد علي محمد حشوان(متقاعد أمني) ليطلعنا على أسباب انتشار المفرقعات" الطماش" والألعاب النارية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، فتحدث قائلًا" السبب بانتشاره هو عدم وجود أي اجراءات للحد من استيراده من قبل الأجهزة الأمنية المختصة وانعدام هذه الإجراءات منذ زمن طويل وخاصة بعد الوحدة عام 1990م، ففي كل عام تأتي أنواع أخطر من المفرقعات "الطماش" خاصة منها: المسمى الصواريخ، وان لم تكن تدخل عبر الموانئ والمنافذ فإنها تدخل مهربة ولا تجري السيطرة على عمليات التهريب. وطبعا التجار منهم من لا يهمه غير ما ستحققه اي سلعة من ارباح والمفرقعات "الطماش" والألعاب النارية في الأعياد والمناسبات تدر عليهم أرباح كبيرة".
-ربح وتسلية
بدورها الأستاذة وفاء علي عبيد الجمحي، مديرة مدرسة قتبان ورئيس حي في اللجان المجتمعية في مديرية المعلا بالعاصمة عدن تضيف: "انتشار الطماش لأجل ؛ الربح والبعض لتسلية، وأصبح وسيلة إزعاج وخطر بأيدي أطفالنا، وأبرز الاضرار الإصابات والإعاقة التي تحدث لأطفالنا، والحرائق التي تشب بسببها"
-متعة دون وعي
و تتحدث معنا الأخصائية النفسية د. نور علي البيضاني، عن سبب شعور الأطفال بالفرحة عن تقريح الطماش أو الألعاب النارية تقول قائلة :" تُعتبر الألعاب النارية أداة فرحة لدى الأطفال دون معرفة المخاطر التي؛ لأنها تُعبر عن الفرح والمتعة وخاصة الألوان التي تظهر عند تقريح الطماش كما أنها تستخدم في المناسبات مما يزيد من المتعة لدى الأطفال".
-الفزع والأذى النفسي
ولكشف هل صوت الانفجار الذي تحدثه الألعاب النارية يولد العنف وردة الفعل القوية عند الأطفال تؤكد د. البيضاني بقولها:" إنها تصيبهم بنوع من الفزع ، والأذى النفسي، وإيذاء السمع بشكل مباشر من هذ الصوت المباغت".
-أضرار جسيمة
بينما يوضح العميد حشوان عن آثار المفرقعات "الطماش" قائلًا:" كان في الماضي يوجد طماش عادي يفرح به الأطفال والكميات التي يقرحوها محدودة حيث كان أهلهم لا يسرفوا في منحهم النقود لشراء كميات كبيرة، ولكن الذي حدث منذُ سنوات إن انواع خطيره من الألعاب مثل الصواريخ والتي تنطلق لمسافات بعدد كبير ولها اصوات قوية وتؤدي أحيانًا إلى نشوب حرائق واذا اصابت شخص مباشره فقد تسبب له اذى وبعضها إذا انفجرت في يد الطفل أحرقت يده، واحيانًا انفجارها يلحق ضرر جسيم بيده، وأما الأصوات فمزعجة تلك الألعاب لحد انها تسبب الإزعاج والسهر للمرضى وكبار السن، وتستمر للأسف هذه المفرقعات لأيام عديدة قبل الأعياد وبعدها وخاصة عيد الفطر".
-ميول الأطفال للعنف والشجار
وتؤكد د. البيضاني، قائلة:" تؤدي المفرقعات والألعاب النارية إلى حدوث آثار نفسية سيئة؛ نتيجة لتفضيل الأطفال لهذه الألعاب كوسيلة للعب على غيرها من الألعاب الآمنة، مما يترتب عليه ميل الأطفال إلى العنف والشجار مع الآخرين، واحتمال إصابة من يلعب بها بالحروق والتشوهات المختلفة في مناطق الجسم، وقد تصل إلى فقدان حاستي السمع والبصر، بالإضافة إلى الأضرار البيئة، التي قد تنتج عنها. والأضرار الاجتماعية مثل تهديد حياة الآمنين وتعريضهم لمشاعر القلق والفزع، وإزعاج الأخرين".
-قرار صارم
وعن دور الحكومة تقول أ. الجمحي :" يجب على الحكومة منع استيراد الطماش ومن ثم محاسبة من يبيعه بإصدار قرار يكون صارم بهذا الشأن".
-حصر الشراء
ويرى العميد حشوان أن الحل للحد من انتشار المفرقعات النارية " الطماش" في الوقت الراهن يكمن التوعية عبر وسائل الإعلام وأئمة المساجد والشخصيات الاجتماعية ودعوة وحث الأهالي على عدم ترك الحبل على الغارب لأبنائهم لشراء ما يريدوا، بل يحددوا لهم الأنواع والكميات المعقولة وهذا هو الممكن، أما التجار البائعين لتلك الألعاب لا أمل ان يكفّوا عن بيعها، وأيضا اجهزة الأمن في الوقت الراهن لا يبدو أنها ممكن ان تقوم بواجبها في هذا الشأن وان كان ذلك من الواجب عليهم".
-منع البيع والاستيراد
بينما تقترح د. البيضاني الحل بِمنع بيعها واستيرادها ومعاقبه من يخالف ذلك، ونشر الوعي المجتمعي بمخاطر المفرقعات النارية.
-التوعية بالأحياء السكنية
وتؤكد أ. الجمحي بقولها:" منع بيعه واستيراده، والتوعية في الأحياء والمساجد، وبالمؤسسات التربوية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي".