آخر تحديث :الجمعة 17 مايو 2024 - الساعة:00:14:00
تكريم الاسلام للمرأة
(تقديم / الشيخ يحيى عبدالله قحطان المفلحي)

 

قال الله تعالى ( وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ ..) .
اذا كان المنصفون في هذا العصر ،
 قد اختاروا ان يكون يوم الثامن من شهر مارس من كل عام ، يوما عالميا مشهودا تكرّم  فيه المرأة ،
فان ديننا الاسلامي الحنيف،  قد كرّم المرأة ، وكفل لها حقوقها وحريتها وكرامتها ، منذ خمسة عشر قرناً ، 
وجعلها مساوية لاخيها الرجل في سائر الحقوق والواجبات ، 
قال الله تعالى 
 (..وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِی عَلَیۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ ..) ،
و لقد ارشدنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قائلا :( استوصوا بالنساء خيرا ، النساء شقائق الرجال ، و خيركم خيركم لاهله ، وانا خيركم لاهلي ) .
أجل لقد جاء ديننا الاسلامي الحنيف بقرآنه العظيم ، وسنة رسولنا الكريم  سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، 
وجعل الاسره اساس المجتمع وقوامه ، وحجر الأساس الذي قام ويقوم عليه المجتمع الانساني الكبير ، ومن هنا فقد اهتم الاسلام بالمرأه ، لكونها تحتل مكانه عاليه في الاسره ، حيث رفع الاسلام من مكانتها ، وحافظ على آدميتها وكرامتها ، وحررها من اسرها ، ومن تعالي وهيمنة الرجل عليها ، وكفل لها حريتها وحقوقها ، 
 وحررها من الظلم والاستعباد ، ومن الكبت و الاستغلال ، وانقذها من تلك الوضعيه الجاهليه الجهلاء ، فقد كانوا في العهد الجاهلي الظالم ينظرون الى المرأه نظرة احتقار وانتقاص ، ويحرمونها من ابسط الحقوق الإنسانية ، ومن حقها في هذه الحياه ، فقد كانوا يقتلونها ويئدونها في التراب ظلماً وعدواناً ، كل ذلك تتعرض له المرأه لا لذنب ارتكبته ولا لجرم اقترفته ، اللّهم إلّا لأنها انثى ، وان بقائها على قيد الحياة يعد وصمة عار ، ولقد ندّد القرآن الكريم بهذا السلوك المشين ، قال الله تعالى (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدࣰّا وَهُوَ كَظِیمࣱ ۝  یَتَوَ ٰ⁠رَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦۤۚ أَیُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ یَدُسُّهُۥ فِی ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَاۤءَ مَا یَحۡكُمُونَ) ، 
وقال سبحانه وتعالى (وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئلَتۡ ۝  بِأَیِّ ذَنۢبࣲ قُتِلَتۡ) .
وهكذا ظلت المرأه لا قيمه لانسانيتها ، ولا كرامه لآدميتها ، حتى جاء الاسلام و حررها من عقالها ، و جعلها شريكه للرجل ، ومساوية له في سائر الحقوق والواجبات ، 
وفي العقائد والعبادات ، والاخلاق والمعاملات ،
ومنحها الحق بأن تقوم بالمشاركه في كافه نواحي الحياة ، القيام بالنشاط الاجتماعي ، والعمل الانتاجي ، والتعاون والتناصر لما فيه صلاح الامه ، وقوام الاسرة .
ذلك ان المرأة تشكل نصف المجتمع ، ومن الخطأ الكبير عزل هذا النصف من المجتمع عن عملية بناء الاوطان والمجتمعات ، واذا كان من مستلزمات بناء الحياة العادلة والراقية بحاجة الى عمل وجهد الرجل المتواصل ، فهي ايضاً بحاجة الى جهد و عمل المرأة ، وكل من الرجل والمرأه مفتقر للآخر ، ومكمل بعضهم لبعض ، وبينهما ترابط وتكامل و تكافل ، قال الله تعالى (فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّی لَاۤ أُضِیعُ عَمَلَ عَـٰمِلࣲ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضࣲۖ ...) .
وقال الله عز وجل (مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ ..) ،
فهذه الأيات القرآنية ومثلها الكثير لا يتسع المجال لذكرها ، تشمل الرجل والمرأة على السواء ، وتساوي بينهما في سائر الحقوق والواجبات،  وهذا ما يبطل تلك النظرة القاصرة نحو المرأة ، ولو كانت المرأة اقل مكانة من الرجل لما تساوت معه في التكليفات  والحقوق والواجبات،  كما ان الاسلام قد حث على تحرير المرأه من الجهل والاميه ، واوجب على اولياء الامور تعليم بناتهم ونسائهم مختلف نواحي المعرفه والعلوم ، حيث ان للمرأة عقلاً و وعياً وادراكاً مثل الرجل ، فمن حقها ان تتزود  بالعلم والمعرفه حتى يمكن لها ان تشارك في كل نواحي الحياه الاجتماعيه والاقتصادية و السياسيهغ ، و تقوم بنفس المهام التي يقوم بها الرجل ، و لذلكم فقد جعل رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمه ،
انها المرأه الام الحنون و المدرسة المربية الاولى ،
 الام مدرسة اذا اعددتها   **
اعددت شعباً طيب الاعراق  **

انها ينبوع الحياة ، والصفاء والعطاء ، والبذل والوفاء ، والتضحيه والفداء ، 
الآ فتحية اجلال واكبار المفعم بالتقدير والامتنان والعرفان ، لكل الحرائر الامهات الماجدات ، ولكل النساء الخالدات ، وكل الاخوات و البنات الفاضلات ، ولكل العاملات المخلصات ، وسلام عليهن في سجل المؤمنات الصالحات.

ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك ، ربنا يهله على الجميع في امن وايمان ، وسلامة واسلام ، وتصالح وسلام ، ورخاء واستقرار ، وقد وضعت وبعون الله و قدرته الحروب العبثيه الجهلاء ، والازمات والمعاناة ، و الفتن العمياء ، في اقطارنا العربيه والاسلاميه اوزارها.

وربنا يحفظ ويحمي كرائمنا الحرائر الماجدات الفلسطينيات ، وهن يتعرضن حاليا مع اطفالهن واهلهن ، في غزة والاقصى والضفه الغربيه ، لحصار وتجويع ،  ومجازر وحشيه واباده جماعيه لم يشهد لها التاريخ مثيل من قبل المحتل العدو الاسرائيلي النازي وحلفائه.

اكثر من ثلاثين الف شهيد ، واكثر من سبعين الف جريح خلال خمسه اشهر ، معظمهم من الاطفال والنساء  ،دون ان يكون هناك من نصير لشعبنا الفلسطيني المكلوم والمقهور، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، وانا لله وانا اليه راجعون ، و لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم .

و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . 

وكل عام وانتم بخير.

.



شارك برأيك