- المحافظ بن ماضي يطلع على خطة عمل مؤسسة كهرباء وادي وصحراء حضرموت للعام 2025م
- مناشدة أممية لحماية مطار صنعاء خلال الصراع الإسرائيلي الحوثي
- عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني يطمئن على صحة الحكم صالح النهدي
- د. نعمان: الحوثي.. الطلقة الأخيرة.. في مدافع آيات الله
- دراسة تكشف علاقة أمراض القلب بالإصابة بأمراض الخلايا العصبية..
- شاب يقتل والده بتعز والشرطة تلقي القبض عليه
- إســرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليق الرحلات الجوية الإنسانية إلى مطار صنعاء
- الأرصاد يتوقع استمرار موجة البرد ويدعو المواطنين لأخذ الاحتياطات اللازمة
- البحسني يطمئن على صحة الحكم النهدي في مستشفى بجدة
كتب : حافظ الشجيفي
سلطت الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها مدينة الشعب في عدن الضوء من جديد على القضايا الجارية داخل التشكيلات الأمنية الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي. حيث لم تتسبب هذه الأحداث في حدوث فوضى واشتباكات مسلحة فحسب، بل أدت أيضًا إلى سقوط ضحايا، مما يؤكد على الحاجة الملحة للإصلاح وإعادة الهيكلة داخل قطاع الأمن.
وفي حين أصبحت هذه الأحداث نمطاً مقلقاً يتكرر بين الفينة والفينة في العاصمة الجنوبية عدن، هناك أمل في أن تكون الاشتباكات الأخيرة بمثابة حافز للتغيير المنهجي الذي تشتد الحاجة إليه داخل القطاع الامني لضمان مستقبل أكثر سلاماً وامنا في عدن
ويمكن إرجاع الاسباب الجوهرية لهذه الاحداث المسلحة إلى غياب التنسيق والتكامل السلس بين الأجهزة الأمنية المتعددة في عدن. حيث خلق هذا الانفصال القائم بينها أرضًا خصبة لسوء الفهم وسوء التواصل، مما أدى في النهاية إلى الاشتباكات المأساوية التي شوهت سمعة المدينة واقلقت سكانها. وبدون وجود استراتيجية متماسكة أو إطار تنسيقي فعال، يظل خطر وقوع المزيد من الحوادث واردا في اي لحظة.
علاوة على ذلك، فإن غياب الوعي الأمني القوي والتدريب الشامل داخل هذه التشكيلات الأمنية ترك افراد هذه التشكيلات غير مجهزين للتعامل مع تعقيدات أدوارهم بفعالية. وفي مدينة تتأرجح على حافة الفوضى، لا يمكن المبالغة في أهمية التدريب الشامل والوعي الأمني المتزايد. وبدون هذه الركائز الأساسية، فإن احتمال حدوث المزيد من الاحداث يلوح في الأفق.
ومما يزيد المشكلة تعقيدا تداخل المهام والصلاحيات بين مختلف هذه الأجهزة الأمنية المتعددة. وقد أدى هذا التداخل في الأدوار والمسؤوليات إلى زرع بذور الارتباك والتصادم بينها، وبالإضافة إلى ذلك، فقد قاد ألافتقار الى نظام صارم للثواب والعقاب إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب، حيث يمر سوء السلوك وإساءة استخدام السلطة دون رادع.
وفي حين أن هذه الحوادث الأمنية ليست فريدة من نوعها، فقد نجحت البلدان في جميع أنحاء العالم في التصدي لتحديات مماثلة من خلال تدابير استباقية تهدف إلى زيادة التنسيق والتدريب والمساءلة داخل قواتها الأمنية. ومن الضروري أن ينتبه المجلس الانتقالي الجنوبي إلى هذه الدروس ويشرع في عملية إعادة هيكلة وتنظيم شاملة للتشكيلات الأمنية لمنع وقوع المزيد من الحوادث.
ولمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الاشتباكات، يجب على المجلس أن يفكر في نقل التشكيلات الأمنية من المناطق المكتظة بالسكان مثل عدن للحد من خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين. ومن خلال تعزيز وتبسيط الأجهزة الأمنية وتحديد الصلاحيات والمهام لكل منها وتوزيعها على مناطق جغرافية معينة، يستطيع المجلس تحسين الكفاءة، وتعزيز التنسيق، والتخفيف من احتمالات نشوب حوادث واشتباكات في المستقبل. إن الحفاظ على عدد محدود من قوات الأمن المدربة تدريبا جيدا والكفاءة داخل عدن سيساعد على ضمان سلامة وأمن المدينة وسكانها.
وفي الاخير، فإن الأحداث الأمنية الأخيرة في مدينة الشعب تدق جرس الحاجة الملحة للإصلاح داخل التشكيلات الأمنية الجنوبية. ومن خلال اتخاذ إجراءات حاسمة لإعادة الهيكلة والتنظيم وتعزيز المساءلة، يمكن للمجلس أن يمهد الطريق لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً لمدينة عدن وسكانها.