آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:01:14:19
القطاع الصحي اليمني "بنك أهداف" لنيران الحوثيين
(الأمناء / أشرف خليفة - إرم نيوز)

 

مارست ميليشيا الحوثي، منذ انقلابها على السلطة الشرعية في اليمن، وفرضها حرباً شارفت على أن تبلغ عقداً من الزمن، مختلف أنواع وصنوف الجرائم والانتهاكات، ولم تتوانَ في جعل كل ما له صلة بالحياة، في بنك أهدافها، ومحصلة لنيران أسلحتها ومدافعها.

ومن ضمن تلك الأهداف التي لم تسلم من عدوانها، القطاع الصحي، عصب الحياة لأي دولة، وقد ارتكبت ما يزيد عن 350 واقعة انتهاك بحق هذا القطاع، تنوعت بين تدمير جزئي وكلي وعمليات تفجير وقصف ومداهمة واقتحام ونهب وإغلاق وتعطيل المنشآت الطبية والمرافق الصحية.

شملت 16 محافظة يمنية مختلفة، وفق تقارير إحصائية نشرتها مؤخراً مجموعة من منظمات المجتمع المدني المحلية، رصدت من خلالها جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي بحق القطاع الصحي، منذ شهر سبتمبر/أيلول 2014، وحتى شهر ديسمبر/كانون الأول 2023.

وبخصوص ذلك، قال الناشط الحقوقي رياض الدبعي: "الحوثيون في اليمن قاموا بعدة ممارسات تتضمن استهداف وتدمير المنشآت الصحية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية.. وهذا النوع من الأعمال يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، الذي يحمي المنشآت الطبية ويجرم استهدافها، تلك الأفعال تؤثر سلبًا على القدرة على تقديم الرعاية الصحية للمدنيين وتضع العديد من الأرواح في خطر".

وأضاف الدبعي، لـ"إرم نيوز": "كذلك مارست ميليشيا الحوثي انتهاكات عديدة ضد العاملين في القطاع الصحي في اليمن، بما في ذلك اعتقالات تعسفية وتعذيب وقتل، كما يُشتبه في تورطهم في اختطاف واختفاء قسري للعاملين الصحيين، بما فيهم من أطباء وممرضين".

ويرى الدبعي أن تلك الممارسات والانتهاكات تُعرقل بشكل كبير: "جهود تقديم الرعاية الصحية في البلاد، ويضعف النظام الصحي بشكل عام، كما تُجسّد انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان، وتعرقل الجهود الدولية لتحسين الوضع الصحي في اليمن".

ويشير مختصون وحقوقيون إلى أن "استهداف قطاع حيوي هام، كالقطاع الصحي، يُظهر مدى وحشية هذه الميليشيا، ويبرز حقيقة ما تحمله من مشروع قاتم السواد، لا يتضمن في طيّاته سوى الموت والدمار والهلاك للشعب اليمني".

وفي هذا الصدد، يقول رياض الدبعي، أن "استهداف ميليشيا الحوثي للقطاع الصحي يعكس وحشيتهم وانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، ويؤكد عدم اكتراثهم بأهمية هذا القطاع الحيوي، إذ يظهر ذلك قدراً كبيراً من اللا إنسانية والاستهتار بحياة الأبرياء، كون تعريض المرافق الطبية والأطباء للخطر، يُعرّض بشكل مباشر حياة المدنيين للخطر، ويؤثر سلباً على القدرة على تقديم الرعاية الطبية للمحتاجين".

بدوره، سلّط مدير المركز الوطني للتثقيف الصحي في وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية الدكتور عارف الحوشبي، الضوء على أهمية القطاع الصحي لأي مجتمع، حيث قال: "يُعد القطاع الصحي، العمود الفقري لأي مجتمع، وهو من أساسيات الحياة التي لا غنى عنه، ولا يستطيع أي إنسان على وجه الأرض، الحياة بشكل سليم دون أن يجد رعاية صحية وطبية، فالأمة المريضة لا تستطيع أن تبني جيلاً صحيحاً يتمتع بعقل سليم وجسم سليم".

وعن استهداف ميليشيا الحوثي لهذا القطاع دون وازع أو رادع، ذكر الحوشبي، في سياق حديثه لـ"إرم نيوز": "كما هو ديدن الميليشيا، في أي مكان وزمان، فطبيعة حكمها يخلو من الالتزام بالنظم والقوانين، ويتسم بتدمير البنى التحتية، وإفراغ البلدان من أبسط مقومات البقاء، ولن تكون ميليشيا الحوثي هي الاستثناء".

وأضاف الحوشبي: "منذ خروج ميليشيا الحوثي من كهوف مران، وشنّهم الحرب بحق اليمن واليمنيين، لم تحمل معها سوى الموت، ولا تسعى لغيره، فلا غرابة بأن تُدمّر القطاع الصحي، ولا توليه أي اهتمام".

وأفاد الحوشبي، بأن: "القطاع الصحي، يُعاني بفعل الحوثيين، هشاشة بالغة السوء، لا سيما في المحافظات التي تحكمها، حيث استهدفت العديد من المنشآت والمرافق الطبية، كما حولت الكثير منها إلى ثكنات عسكرية، فضلاً عن منع وحضر الإمدادات الدوائية، وغيرها من الجرائم والانتهاكات، التي تتنافى مع أبسط درجات الأخلاقيات والحقوق".

وتطرق الحوشبي، إلى أحد الجوانب الكارثية التي تمارسها ميليشيا الحوثي، بحق القطاع الصحي، والمتمثل في منع تنفيذ أية حملات تحصين وتطعيم للأطفال ضد الأمراض والأوبئة، في المناطق الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي يتسبب، بحسب الحوشبي، بعواقب وخيمة ليس فقط على مستوى مناطق الحوثيين، بل على كافة المحافظات اليمنية، كون حركات النزوح بين المواطنين مستمرة، مما يُساعد ذلك في انتشار العدوى وخلافه.

ويرى الحوشبي، بأن، "ميليشيا الحوثي، كما دمرت الحاضر، تسعى إلى تدمير المستقبل، من خلال منع الاطفال بأخذ حقهم وتحصينهم مناعياً".




شارك برأيك