آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:14:48:22
أبناء مأرب هم حزام الصد..
(كتب /خالد سلمان )

‏الصديق خالد بقلان مناضل سياسي من أبناء مأرب يمتلك أفقاً وطنياً وقدرة إستثنائية في سبر أدق تفاصيل المشهد في منطقته، وربطها بنظرة أوسع تستوعب كل تعقيدات الوضع في اليمن.  
شخصياً  آخذ توصيفه للقرار الذي أطلقته سلطة مأرب ممثلة بسلطان العرادة ، الخاص بفتح الطرق  من جانب واحد ، بجدية وبكثير من التأمل وإعادة القراءة. 
فالتوقيت لايمت بصلة لحالة من الإنفراج السياسي العسكري على صعيد الوطن ، والقضية لا تمت بعلاقة قربى بالجوانب الإنسانية للمواطن اليمني ، والمناخ العام حربي  حيث يعلو صوت المدفعية وتتراجع مشاريع السلام ، وبالتالي لا تفسير لمبادرة العرادة سوى التقرب من الحوثي ، في سياق حالة جيشان عاطفي للتيار الذي يمثله المحافظ ،  تجاه غزة وفلسطين وإلباس الحوثي زوراً صفة المقاوم. 
ما يحدث في مأرب لو كان في نطاق إهتمامات السلطة المحلية تخفيف أعباء المواطن ،لوفرت خطوط سفر فرعية  موازية آمنة خارج نطاق نقاط تماس  المواجهة   ، لا مناطق الحرب. 
اللافت أن هذه الخطوة تفتح شهية  الحوثي  للمزيد ، وهنا يمكن الإشارة للرجل الثاني أو الثالث في تسلسل هرم الحكم محمد علي الحوثي، وقوله أن خطوة مأرب  تصحيح لخطأ الحصار الإمريكي البريطاني السعودي الإماراتي لصنعاء ، ما يعني أن لا شيء يستوجب خطوة إنسانية مقابلة من جانب الحوثي،  وإنه حق أحادي ومستحق ومكتسب . 
خطب سلطة مأرب للحوثي وتماهيها معه،  على خلفية الموقف  من قصفه للبحر الأحمر ، حالة لها مابعدها في حال قرر الحوثي إستكمال بسط هيمنته على ماتبقى من مأرب، أي تسليم السلطة المديرتين بلا مقاومة ومن ثم إطلاق الصرخة .  
نعود ونؤكد إن فتح الطرق بين صنعاء ومأرب ليس إنسانياً صرفاً ، فتعز المحافظة الأكثر معاناة كان ينبغي مقايضة خطوة كتلك ، بتخفيف الحصار على ملايين المدنيين هناك  ، إذن هي صفقة سياسية بين تنظيمين دينيين بإمتياز،  وبلدوزر سياسي لتعبيد الطريق أمام تسليم لاحق لمأرب للحوثي،  وإعادة إنتاج مسلسل الإنسحاب بلا قتال. 
في مأرب هناك ماهو أكبر من السلطة  وهم خزان المدد وحزام الصد ،  إنهم أبناء مأرب ، أبناء  الشعب .




شارك برأيك