- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
- خطوات عملية لمحاسبة الفاسدين في الحكومة اليمنية.. وقف العقود المشبوهة
- مياه السيول تجرف سيارة مواطن بمضاربة لحج
- أمريكا تعرب عن قلقها من ظروف احتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها وموظفي المنظمات
- محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني
- أسعار الذهب اليوم السبت 23-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت في الجنوب واليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
عندما ينبض قلب الأهالي بالأمل وتتوحد جهودهم لصقل مستقبل أبنائهم تتحول العزائم إلى قوة خارقة قادرة على تحقيق المعجزات.. تحكي قصة مدرسة الوسطى في منطقة شعب العرمي الريفية الجبلية عن تكاتف الأهالي وروح التضحية التي تجمعهم لدعم التعليم وجعله أساساً لتحقيق النجاح والتميز بأساليب غير مألوفة في حياة الريف.
شعب العرمي منطقة تتبع قبلياً مكتب يهر، وإدارياً مدرية رُصد- يافع م/ أبين، وتضم عدداً من القرى المتناثرة يتوزع سكانها البالغ عددهم نحو عشرة آلاف نسمة في بطون جبالها وسفوحها وأوديتها الخضراء المتوسطة بموقعها مناطق يافع العليا والسفلى، لكن هذه المنطقة الجميلة بتناثر هضابها الخضراء واصطفاف جبالها الشاهقة لها تضاريس جغرافية قاسية تتمدد فيها حياة محدودة الموارد وتعليم يعاني الإهمال والحرمان.
دوافع الخلاص
في شعب العرمي اجتمع الأهالي من جميع أنحاء المنطقة ليس لخوض معركة الكفاح المسلح، بل لرفع راية العلم لتدوم ثورة التنوير منارًا للأجيال، استشعروا قوة التعليم وأثره الإيجابي في مستقبل أبنائهم لذا قرروا أن يتحدوا ويتصدوا لهذه التحديات بقوة وعزيمة لا مثيل لها.
وحدة القرار
اجتمع أهالي شعب العرمي في قاعة مدرسة بسيطة وتدافعوا لتقديم الدعم المطلوب لجعل التعليم أفضل. لم يكن هناك تجاوز أو تملك فردي بل كانت الهمم متوحدة والأفكار متداخلة. وبينما كانت تتدفق الأفكار والرؤى تأكد للجميع أنه لا بد من اعتماد اللغة الإنجليزية مادة أساسية من الصف الأول؛ لأنها نافذة الوصل بالعالم ومفتاح الفرص العديدة.
دستور التطوير
أكد مدير مدرسة الوسطى للتعليم الأساسي والثانوي أ. سيف عبدالله علي أن التعليم في المدرسة حقق تقدمًا ملحوظًا، الأمر الذي عكس التزام المدرسة بتطوير جودة التعليم وتحقيق رؤيتها في تهيئة بيئة تعليمية حديثة ومتطورة.
لافتا إلى أن تقدم التعليم في مدرسة الوسطى للتعليم الأساسي والثانوي تمثل بعوامل عدة أبرزها اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أساسية يبدأ تعلميها من الصف الأول الابتدائي، وتوفير الكتب والموارد التعليمية اللازمة، وتجهيز المدرسة بأجهزة علمية حديثة، وتفاعل الداعمين خارج الوطن وداخله وتكفلهم برواتب المعلمين المعنيين بتدريس اللغة الإنجليزية.
لماذا اللغة الإنجليزية؟
أرجع مدير مدرسة الوسطى بشعب العرمي الأستاذ سيف عبدالله علي سبب تركيز واهتمام الإدارة ومجلس الآباء والداعمين باللغة الإنجليزية؛ لكونها لغة عالمية ووسيلة اتصال عالمي، مشيرا إلى أن اللغة الإنجليزية أضحت لغة العصر والتكنولوجيا والأعمال ومرتبطة بشكل وثيق بمختلف التخصصات العلمية والعملية وبالتالي فإن تعلم اللغة الإنجليزية منذ سن مبكرة يمنح الطلاب فرصًا أوسع في مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
لافتا إلى أن جعل الإنجليزية محور التعليم في المدرسة لا يعني إهمال اللغة العربية (اللغة الأم) وبقية العلوم التي تكتمل بها منظومة التعليم.
مفتاح المستقبل
أفاد أهل شعب العرمي بأن المقترح الذي جاء كان بمثابة خارطة طريق ومفتاح لبوابة المستقبل، حمله طبيب من أهالي شعب العرمي هو من شجع ودعم مقترحا تقدم به معلم اللغة الإنجليزية، تعامل معه الجميع بجدية وحظي بتأييد الإدارة وهيئة التدريس ومجلس الآباء الذين صادقوا على محضر الاجتماع بمشاركة أهالي المنطقة والحزام الأمني وإدارة التربية بالمديرية.
الأيادي البيضاء
بحسب أهالي شعب العرمي وإدارة مدرسة الوسطى فقد لعب الداعمون من أهل الخير والتنمية وأصحاب الهمم العالية دورًا مهمًا في تطوير وتحسين البنية التحتية للمدرسة، وبفضل جهودهم المادية والمعنوية تم توفير رواتب للمعلمين، يتم جمعها من المغتربين بداية كل عام، حيث إن المدرسة تفتقر لوجود معلمين أساسيين وتعتمد على معلمين يتم دفع مخصصات مالية لهم من الداعمين، إضافة إلى التكفل بتوفير الكتب والموارد التعليمية اللازمة، وتم تجهيز المدرسة بأجهزة علمية حديثة، وتم كذلك تكفلهم برواتب المعلمين المعنيين بتدريس اللغة الإنجليزية.
تكاتف الهمم
أوضح عدد من أعضاء هيئة التدريس في المدرسة الوسطى بأن المرحلة التقدمية المحورية التي وصلت إليها المدرسة لم تأتي عن طريق الصدفة بل جاءت نتيجة لهمة كبيرة وتفكير طويل واستراتيجية واضحة ومتابعة دقيقة لتحقيق هذا الإنجاز الذي كان ثمرة تخطيط وجهود ثلاث سنوات لتحقيق نتائج إيجابية في مجال التعليم والتدريس.
ركيزة النجاح
يدعو مدير مدرسة الوسطى الأستاذ سيف عبدالله علي وأعضاء هيئة التدريس أولياء الأمور للمساهمة والتعاون الفعال مع إدارة المدرسة باعتبارهم الركيزة الأساسية في هذا النجاح المحقق بعد توفيق الله، مشيدا بدور الأهالي في دعم وتشجيع أبنائهم والمساهمة في تحفيزهم للتعلم والتفوق الأكاديمي الذي ينطلق أساسه من متابعة الأبناء وحثهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية والتواصل المستمر مع الهيئة التعليمية.
تجديد العزم
عبر مدير مدرسة الوسطى وطاقمها التعليمي عن فخرهم وشكرهم للجهود المبذولة من قبل الجميع، مجددين عزمهم على مواصلة السعي لتطوير وتحسين جودة التعليم في المدرسة، واصفين هذا النجاح الحالي للمدرسة بالخطوة المهمة نحو تحقيق رؤية المدرسة في تأهيل الطلاب لمواجهة تحديات المستقبل وتحقيق النجاح الشخصي والمهني في سبيل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة مع الاستمرار في بذل المزيد من الجهود لتحسين جودة التعليم في مختلف المدارس في البلاد لتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع.
نحو الغاية
لوحظت الرغبة الملحة للأهالي في منطقة شعب العرمي لتحسين بنية المدرسة وتوفير الموارد التعليمية اللازمة، فبدأ البعض يقدم تبرعات مادية، في حين قام آخرون بتقديم مساعدة تقنية وتدريب مجاني للمعلمين، ليتجلى التكاتف والتعاون في كل تفاصيل هذه الجهود، وكأن الأيدي تتشبث بالمشروع العظيم بقوة وإصرار والقلوب تنبض بالأمل والحب لأجيال المستقبل.
حصاد الجهود
واليوم نرى نتائج هذا التكاتف الرائع يتجلى في أروقة مدرسة الوسطى، حيث يتعلم الأطفال لغة العالم اللغة الإنجليزية منذ الصف الأول مما يمنحهم فرصاً واسعة في المستقبل. وقد شهدت المدرسة طفرة حقيقية في مستوى التعليم والتحصيل الدراسي، حيث أصبح الطلاب يتعايشون مع اللغة الإنجليزية وغدا سينطقون لسانها ويتفوقون في مجالات عديدة.
قوة الإرادة
إن هذه القصة الرائعة لتكاتف الأهالي في منطقة شعب العرمي الريفية الجبلية تعكس قوة الإرادة والعزيمة التي يملكها الإنسان عندما يسعى لتحقيق التغيير وتحسين الظروف المحيطة به، إنها قصة عن الأمل والتضحية والتعاون وكيف يمكن لهذه القيم النبيلة أن تحقق الإنجازات العظيمة.
النداء العاجل
وجه أهالي شعب العرمي إلى الجهات الرسمية في السلطة المحلية ووزارة التربية والتعليم والمجلس الانتقالي وحتى المنظمات ولرجال المال والأعمال الراغبين في صناعة الفرق وتغيير حياة الأجيال القادمة نداءً عاجلاً يصدح من قلب شعب العرمي الريفية الجبلية لدعم التعليم والمعلمين في هذه المنطقة المحرومة من أبسط الحقوق، حيث يعاني الطلاب من نقص الموارد والفرص التعليمية، ولا سبيل للنجاة إلا بالتعليم، فهو المفتاح الذي يفتح أبواب المستقبل، ولا بد من توفير الموارد التعليمية اللازمة من الكتب والمواد التعليمية الحديثة وتجهيز الفصول الدراسية بالتقنيات الحديثة التي تعزز عملية التعلم وتجعلها أكثر شيوعًا وتفاعلًا بتوفير برامج تدريبية للمعلمين لتطوير مهاراتهم وتحسين أساليب التدريس مما يساعد على تحقيق نتائج تعليمية متميزة في شعب العرمي.
وأكد أهالي شعب العرمي أن الداعمين سيكونون جزءًا من رحلة الأمل والتحول التي يسعى إليها هؤلاء الأطفال وسببًا في تغيير حياتهم ومنحهم فرصًا لامتلاك مستقبلٍ أفضل، فهم القوة الدافعة والمحركة للتغيير في بناء جسور التعليم والتقدم ومصدر إلهام للآخرين للمشاركة في رحلة الخير والتغيير، فقرى شعب العرمي ماتزال تنتظر منظمات الأعمال الاجتماعية المحلية أو الجمعيات الخيرية التي تعمل في مجال التعليم لرسم لوحة مشرقة للأجيال.
دعوة للتأمل
في نهاية المطاف تبقى مدرسة الوسطى في منطقة شعب العرمي رمزًا للتعليم الشامل والتكاتف الأسري والمجتمعي، إنها دعوة قوية لبقية المجتمعات المحرومة للتأمل والتأثر بهذه القصة الجميلة والعمل بروح العطاء والتعاون لتحقيق التغيير الإيجابي في حياة أبنائهم ومستقبلهم المنتظر.