- اللقاء الختامي لمبادرة تعزيز قدرات اللجان المجتمعية والأمن ومنظمات المجتمع لمواجهة الأزمات والكوارث
- الحــوثيون يعلنون استعدادهم لتنفيذ صفقة شاملة لتبادل الأسرى
- السفير الأمريكي : العالم يراقب ممارسات الحوثيين في البحر الأحمر
- غضب وتهديد بالإضراب لتأخر الرواتب
- شرطة شبوة تضبط 144 مهاجراً أفريقياً قبالة سواحل رضوم
- إدانة المتهمين في قضية ابتزاز الناشطة سارة علوان بتعز
- إحالة متهمين بتعاطي وترويج المخدرات إلى النيابة الجزائية بحضرموت
- مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين بانفجار لغمين في الحديدة
- الإرياني يدين اقدام مليشيا الحوثي على تصفية أحد مشايخ مديرية الشعر في إب
- مستوردو السكر يرفعون تظلمًا لوزير الصناعة والتجارة بشأن معايير جديدة لهيئة المواصفات
من وراء إخفاء ملف السجون السرية في تعز؟ ومن المستفيد من كل ما يحدث؟
منظمة حق: ميليشيا الإصلاح ترتكب إعدامات میدانیة بعیدًا عن القضاء والقانون
تشهد مدينة تعز اليمنية، الخاضعة لسيطرة جماعة ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني، انفلاتا أمنيا غير مسبوق، وأعمال عنف مسلحة واغتيالات واختطافات وأعمال سلب ونهب الممتلكات العامة والخاصة بالمواطنين.
ووفقاً لتقارير حقوقية لا توجد إحصائیة ثابتة لجرائم عمليات الإعدامات التعسفیة خارج إطار القانون في مدينة تعز، ويرجع ذلك الأمر إلى شدة القمع والتهدید الذي یُمارس على أهالي الضحایا الذین لا یستطیعون الحدیث أو الإبلاغ عنها على الأقل في الوقت الراهن لعدم وجود سلطات قانونیة تحمیهم كما هو الحال لدى أهالي ضحایا الاختطافات والإخفاء القسري وضحایا الجرائم الأخرى.
وبالمقابل يكشف تقرير لمنظمة "حق" حول السجون السرية لحزب الإصلاح بتعز بعض الأرقام التي سجلت جانباً من تلك الجرائم استناداً إلى الرصد والبحث المیداني لنشطاء مستقلین ومراكز البحوث والإحصاء المهتمة بحقوق الإنسان.
التقرير يؤكد أن إحصائیات أولیة وغیر نهائیة ما بين عامي 2015م و2017م وصلت فيها إحصائیة الإعدامات إلى المئات، سجلت منها 120حالة إعدام، في حين أن أعمال الاختطافات والاعتقال التعسفي وصلت إلى الآلاف وسجلت منها 2700 حالة مدونة.
ويؤكد التقرير أن "إجراءات البحث والمعلومات المیدانیة لمنظمة حق أثناء مسحها المیداني في مدینة تعز تشير بأن عملیات الإعدام الفعلیة قد تزامنت مع ظهور مقاتلي حزب الإصلاح تحت غطاء أنصار الشریعة في المدینة، وكذلك كان ظهورًا متصاعدًا للجماعات المتشددة تحت مسمى (حماة العقیدة) یتزعمها صادق مهیوب المكنى أبو الصدوق والذ اغتيل قبل مدة.
وأوضح التقرير أنه "لم تكن كتائب حسم قد توسع نفوذها في تلك المرحلة من شهر مایو 2015م ولكنها شاركت في تنفیذ جرائم الإعدامات إلى جانب الإصلاحیین وأنصار الشریعة وحماة العقیدة وجمیعها تعد منظومة متكاملة تحت مسمیات مختلفة".
وتشير المعلومات إلى أن جرائم الإعدامات كانت تتم وفق ثلاثة مسارات، منها: الإعدامات السریة التي نفذت بداخل أقبیة المعتقلات ودهالیز السجون السریة، إلى جانب إعدامات میدانیة نفذت في خطوط جبهات الاقتتال، منها جبهة جبل الجرة في الجهة الشمالیة من مركز المدینة، إضافة إلى أماكن مكشوفة خصصت للإعدامات بداخل المدینة في الجهة الشمالیة من المركز، أبرزها مجرى (سائلة عصیفرة) كمسرح لجرائم الإعدامات.
إعدامات سائلة "عصيفرة"
عن سائلة عصيفرة يلفت التقرير إلى أن "المكان بات یعرفه أهالي مدینة تعز جیداً، وعلى وجه الخصوص أهالي ضحایا المختطفین بترقب شدید، فقد شهدت (سائلة عصیفرة) معظم جرائم الإعدامات المیدانیة المكشوفة وضحایاها من المدنیین الأبریاء الذین نفذت بحقهم تلك العملیات في أوقات مختلفة، إعدامات فردیة وجماعیة وكانت ذروتها في مطلع شهر مایو 2015م".
وأكد التقرير أن ذلك تبین من خلال جمع المعلومات المیدانیة ومقابلة أهالي الضحایا والشهود، وانعدام لمظاهر الجثث الملقاة للضحایا في شوارع المدینة وسائلة عصیفرة في الفترة المذكورة على عكس ما كان علیه الحال عام 2015م مع ارتفاع حصیلة عملیات الاختطافات لعام 2016م في حين أن عام 2017م لم تسجل فیه أعمال الإعدامات وانخفضت فيه نسبة الاختطافات مع ظهور عملیات الاغتیالات في المدینة، وأن الحیز الذي تنفذ فیه إجراءات الإعدام من سائلة عصيفرة يقع في المربع الأمني الواقع تحت سیطرة میلیشیات حزب الإصلاح وحلفائها ویقع بالجوار من السائلة أحد سجون حزب الإصلاح وأشهرها سجن (مدرسة النهضة).
ويضيف التقرير أنه في نطاق هذه السیطرة كان یوجد مقر للجماعات المتشددة المسلحة بإحدى المباني التابعة لجامع السعید وهي جماعة تابعة للمتشدد المكني (أبو الصدوق) الموالي لجماعة الإخوان (الإصلاح) والمقرب من قائد المقاومة حمود سعید المخلافي.
الإعدامات المیدانیة المكشوفة داخل المدینة
الضحیة ( خليل . ع . أ) - 42 عاماً عامل كهرباء سباكة، أب لأربعة أبناء ثلاثة بنین وبنت أكبرهم 14 عاماً وأصغرهم 7 أعوام:
یقول السید ( س . ع . أ ) 45 عاماً الشقیق الأكبر للضحیة، إنه في یوم الخمیس 9 رمضان الموافق 19 یونیو 2015م الساعة الخامسة مساءً وبینما شقیقي الضحیة متواجد بجوار منزله مع بعض من الشباب وعددهم أربعة بینهم شقیقي الأصغر (ب . ع) توقفت بجانبهم مركبة نوع لاند كروزر (حبة).
ويواصل: "نزل من السيارة ستة أشخاص ملثمین شاهرین أسلحتهم نوع (كلاشنكوف) باتجاه الجمیع وسألوا: أین خلیل؟ ومن ثم باشروا تقیید یدیه إلى الخلف وعصبوا عینیه واقتادوه إلى داخل المركبة الخاصة بهم في ذهول واستغراب الحاضرين حینها ولا نعرف إلى أین اتجهوا به".
وأوضح: "تم إبلاغنا في الیوم الثاني من عصر یوم الجمعة من قبل آخرین من أبناء الحي بأن هناك جثثًا لأشخاص تم إعدامهم في (سائلة عصیفرة) جوار جامع السعید، اتجهنا إلى هناك وبعد مشاهدتنا لجثة شقیقي وجدنا بأنه قد تم إعدامه بإطلاق الرصاص علیه بعدد ست طلقات من الخلف إحداها في منطقة الرأس".
وعند سؤالنا له: هل كان لشقیقه الضحیة انتماء سیاسي معین أو عداوات مع آخرین؟ رد قائلاً:
"لا یوجد له أي انتماء سیاسي على الإطلاق، ولا توجد لدیه أیه عداوات مع غیره، وما كان یقوم به هو انتقاداته المستمرة لتصرفات المسلحین في الحارة وأعمال السرقات التي تتم".
ويؤكد السید (س . ع . أ) أنه قبل حدوث جریمة إعدام شقیقه بیومین حضر إلیه أحد قیادات حزب الإصلاح وقال له: هل شقیقك خلیل جندي في الحرس الجمهوري؟ ورد علیه: شقیقي عامل كهرباء سباكة، منوهاً إلى أنه بعد ذلك بیومین تمت عملیة اختطاف أخيه ونفذت بحقه جریمة الإعدام.
يضيف: "بعد أسبوع من إعدام شقیقي كانت هناك جریمة اغتیال الضحیة عصام عبداالله مهیوب صاحب إحدى محلات الحلوى، نفذت العملیة أمام منزله في فترة المساء بعد أذان المغرب من قبل مجموعة مسلحة كانوا ملثمین على متن مركبة نوع صالون حیث نزل أحدهم منها وأطلق علیه خمس طلقات ناریة أودت بحیاته على الفور".
الضحیة (عبداالله ع . ح) 18 عاماً – طالب:
قال والد الضحية (عبداالله ع . ح): "في الیوم الذي تمت فیه السیطرة على المنطقة التي یقع فیها مبنى المحافظة المجاور لحینا السكني في الجهة الشرقیة من مركز المدینة وهي منطقة كانت ضمن سیطرة المیلیشیات الحوثیة".
وأوضح بالقول: "كان ابني أحد ضحایا تلك الاعتقالات التعسفیة التي تمت بطریقة عشوائیة وكیدية".
ويشير إلى أنه قد تلقى خبر إعدام ولده ضمن شباب آخرین من أبناء المنطقة الذین اعتقلوا في تلك المداهمات مبيناً أنه تم تنفیذ الإعدامات الجماعیة بحقهم في الیوم الثاني من اعتقالهم المصادف في 16 أغسطس 2015م وجمیعها تمت في موقع (سائلة عصیفرة) حد وصفه.
ويفيد أنه وصل إليه نبأ إعدام ولده بعد أن تمت إجراءات الدفن الجماعية للضحایا من قبل مجموعة من أهل المدینة الذین عثروا على جثثهم في السائلة.
والد الضحیة لم یشر إلى الجهة التي اعتقلت ولده من منزله ونفذت فیه جریمة الإعدام نظراً للعواقب التي سیتعرض لها لاحقاً في حال أشار إلیها أو تسمیتها، لكنه أكد مع آخرین من أهل الحي بأن الجهة التي قامت بمداهمة المنازل والاعتقالات ونفذت جرائم الإعدامات الجماعیة هي الجهة نفسها التي سیطرت على المنطقة في ذلك الوقت في 15 أغسطس 2015م.
الإعدامات المیدانیة في خطوط الجبهات:
ارتكبت جرائم ضد مدنیین أبریاء تعرضوا لإعدامات میدانیة بعیداً عن القضاء والقانون بمجرد الاشتباه يؤكد التقرير وفي أماكن تجري فیها أعمال عسكریة (جبهات قتال).
"أولئك الضحايا لم یكونوا مشاركین فیها، وأجبروا على الحضور إلیها رغماً عنهم بعد اختطافهم من مناطق مساكنهم في المدینة نُفذت بحقهم الإعدامات فور وصولهم جبهة القتال بإطلاق الرصاص الحي علیهم من قبل الجهات المسؤولة عن الجبهة التي نحن بصددها". يؤكد التقرير
أبرز الإعدامات:
أبرز هذه الجبهات التي شهدت إعدام أبرياء جبهة جبل جرة والتي كانت تدیرها حينها قوات عسكریة تابعة للواء 22 میكا ومقاتلون من حزب الإصلاح وعناصر من المقاومة الشعبیة.
(أ . ش .ع) أحد المقاتلین المشاركين في جبهة جبل جرة في ذلك الوقت لم یكن عسكریاً بل مواطناً عادیاً كغیره من المواطنین الذي خرجوا للدفاع عن مدینتهم أدلى بشهادته عما يحدث هناك.
يقول إنه كان متواجداً في جبهة جبل الجرة في النصف الثاني من عام 2015م وقد شاهد حالات لإعدامات میدانیة خارج القانون في فترات مختلفة أثناء تواجده في الجبهة.
ويشير إلى أن أحد الشباب یسكن في حارة (الجمهوري) في المدینة أُحضر إلى الجبهة ونفذت بحقه جریمة الإعدام فور إحضاره من منزله.
بعدها قرر ( أ .ش . ع) الانسحاب على الفور من الجبهة ومن المقاومة بشكل عام وعاد إلى قریته التي ما یزال فیها إلى یومنا احتجاجاً على ما يجري من إعدامات بحق الأبرياء هناك.
الإعدامات داخل المعتقلات والسجون السریة:
یقول المعتقل السابق (ط . ي . س) من أبناء مدینة تعز یخضع في الوقت الراهن للعلاج النفسي: "كنت ضمن المعتقلین المدنیین في معتقل (مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة) الذي تسیطر علیه ملیشیات حزب الإصلاح، حیث كانت فترة اعتقالي المرعبة في النصف الثاني من عام 2015م".
ويوضح: "لا یمكن لي أن أشرح طرق التعذیب بدقة وبسهولة التي مارستها مجموعة متمرسة على القتل والإجرام بحقنا، ولا یمكن لنا أیضاً أن نصفهم بالبشر على الإطلاق فقلوبهم قاسیة ممتلئة بالأحقاد والأمراض ومجردین من الإنسانیة".
عن مشاهداته أثناء اعتقاله الذي دام قرابة 7 أشهر تقریباً في ذلك المعتقل الذي وصفه بالمكان المخیف والمرعب، مشاهدات تأتي في سیاق نمط التعذیب النفسي المستمر حینها، یقول: "في إحدى اللیالي وأنا في غرفة الحجز بمفردي حینها كنت في لحظة شرود ذهني، وهي حالات ملازمة لكل الضحایا المعتقلین، فجأة دخل إلى غرفتي ثلاثة أشخاص من عناصر السجن وبرفقتهم أحد الضحایا المعتقلین، وعند إدخاله الغرفة نفذوا فیه عملیة الإعدام بإطلاق الرصاص علیه مباشرةً، ومن ثم تم إخراجه من الغرفة على الفور ولم تستغرق عملیة إعدامه غیر دقائق معدودة دون أن یصدر منهم أي حدیث ولم یتفوهوا بكلمة واحدة".
إضافة إلى ما جاء في إفادة المعتقل السابق الضحیة (ط . ي . س) حول المقابر الجماعیة أورد التقرير الحقوقي لمنظمة حق تأكيداً لمصدر حكومي قال التقرير إن المنظمة تتحفظ على اسمه وصفته لاعتبارات أمنية.
يقول المصدر إن مبنى مؤسسة المیاه الذي یقع في الجهة الشرقیة من مركز المدینة قد جرت بداخلة وفي محیطه عملیات دفن جماعیة لضحایا الإعدامات المیدانیة.
المصدر وفقاً للتقرير حدد الفترة الزمنیة لأعمال الدفن في المقابر الجماعیة تلك بأنها كانت في المرحلة الأولى من الحرب عام 2015م وهي الفترة الذي تمت فیها الإعدامات بنسبة كبیرة في المدینة.