آخر تحديث :الاثنين 15 يوليو 2024 - الساعة:01:15:24
تقرير خاص : صحة لحج تدق ناقوس الخطر.. ازدياد مخيف للحالات المصابة بالسرطان!
(تقرير/ عبدالقوي العزيبي:)

الرفاعي: نناشد الجهات الرسمية والمنظمات الدولية بتشجيع المنتجات العضوية بدلًا عن المبيدات الكيماوية

السرطان يفتك بأبناء تبن لعدم وجود دراسات واضحة مهتمة بمسببات المرض

د. البحري: اكتشاف 62 حالة بالسرطان في العيادة الوردية بمستشفى ابن خلدون

 

تعاني محافظة لحج من انتشار الأمراض في ظل التدهور الكبير في قطاع الصحة مع العزوف مؤخراً لعدد من المنظمات عن التدخل في المحافظة لأسبابها الخاصة، ومنذ حرب عام 2015 وإلى نهاية هذا العام، توجد زيادة في حالات الإصابة بمرض السرطان في المحافظة التي تفتقر لوجود مستشفى أو مركز خاص لعلاج الأورام السرطانية، وكذلك عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد الحالات المصابة بهذا المرض، التي تتلقى العلاج على مستوى الداخل أو الخارج وأيضاً عدد الوفيات.

 

ارتفاع الإصابة دولياً:

وتشير تقارير عن منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم خلال العقدين المقبلين إلى 60%، واحتمالية أن تصل النسبة إلى 81% في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل نظراً للموارد المحدودة التي خصصتها هذه البلدان لمكافحة المرض، مما يدق ناقوس الخطر في بلادنا عامة ولحج خاصة من زيادة انتشار مرض السرطان.

 

البحري والإصابة:

وكشفت لـ"الأمناء" الدكتورة رشا عبدالله أحمد محمد البحري، مديرة العيادة الوردية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في مستشفى ابن خلدون العام محافظة لحج، عن عدد حالات النساء المكتشفة في العيادة بواقع 62 مصابة بالسرطان.

 

زيادة الإصابات:

وبينما منظمة الصحة العالمية تؤكد بوجود أكثر من 18 مليون إصابة بالسرطان في عام 2018 ومع ذلك تتوقع زيادة الحالات في عام 2040 إلى 29 -37 مليون حالة مصابة بالسرطان، وهو مؤشر خطير عن هذا المرض القاتل بصمت ولا علاج له حتى الآن.

 

التشخيص المتأخر:

وتحدث لـ"الأمناء" المواطن بدر أبو أصيل، على أن انعدام حصول المواطنين على الخدمات الصحية الأساسية هو أحد الأسباب الرئيسية بالإصابة بالأمراض ومنها السرطان، الذي لا يمكن اكتشافه في معظم الحالات في لحج والوطن عامة بمرحلة الإصابة مبكراً، وبهذا نجد أن معظم حالات الاكتشاف تأتي متأخراً ولهذا نجد صعوبة في العلاج والشفاء.

 

تبن والإصابة:

واضاف أبو أصيل: "مديرية تبن تعتبر المديرية الأولى في المحافظة بالإصابة بالسرطان في حال وجود إحصائية دقيقة بمكتب الصحة، نظراً لزيادة حالات المرضى بهذا المرض القاتل". واضاف: "لا نعلم ما هي الأسباب التي ساعدت في انتشار هذا المرض وخصوصاً عقب حرب2015م".

 

بناء مستشفى:

من جانب آخر تشير معلومات عن قيام مكتب الصحة والسكان في المحافظة ببذل جهود كبيرة لغرض بناء مستشفى حديث لعلاج الأورام السرطانية في مديرية تبن، ويأتي بناء المستشفى تأكيداً لوجود حالات كثيرة مصابة بالسرطان في المحافظة، مما يتطلب وجود مستشفى خاص لهذا المرض.

 

تبن وانتشار الأمراض:

بينما تعاني مديرية تبن من غزو الاستثمار غير المنظم الذي لا يلتزم بشروط السلامة الصحية للمواطن أو بالاشتراطات البيئية، وعلى سبيل المثال توجد المئات من الهناجر لتربية الدواجن بالقرب من التجمعات السكنية واستخدامها مواد في التغذية ذات روائح مزعجة، وكذلك وجود بعض المصانع وما ينتح عنها من مخلفات ضارة، وأيضاً محطات توليد الكهرباء وتصاعد الدخان الضار، بالإضافة إلى قيام بعض المواطنين بالبناء والسكن تحت وبالقرب من خطوط الضغط العالي بالشبكة الوطنية للكهرباء، كما أن الخضروات والفواكه معظمها يتم زراعتها بالأدوية الضارة على جسم الإنسان، وفي تبن تنتشر العديد من أسواق القات الذي يعتبر أحد أسباب الإصابة بالسرطان نتيجة لوجود الأدوية المختلفة لزراعة هذه الشجرة الخبيثة، كما أن عدم النظافة والفقر والجهل من أبرز الأسباب في انتشار الأمراض بشكل عام.

 

صندوق التكافل:

ويدرس حلف قبائل أبناء الحوطة وتبن بلحج، مقترح إنشاء صندوق التكافل الصحي بالتنسيق مع السلطة المحلية بفرض على القطاع الخاص دفع مبالغ مالية لحساب الصندوق كمساهمة في علاج الحالات المصابة بالسرطان على مستوى المحلي داخل الوطن أو خارجه، نظراً لزيادة حالات الإصابة وعدم قدرة المرضى الحصول على تكاليف العلاج والسفر.

 

الرعاية التلطيفية:

كما نجد أن لحج تفتقر إلى وجود مركز للأورام السرطانية، وأيضاً إلى الرعاية التلطيفية للمرضى على اعتبارها علاجا يساعد في تخفيف الأعراض الناتجة عن السرطان وتحفز المرضى في مقاومة المرض والعيش بأريحية أفضل.

 

انتشار المرض:

الدكتور خالد الرفاعي - مدير مكتب الصحة والسكان في مديرية تبن - أكد لـ"الأمناء" أن مرض السرطان يفتك بأبناء المديرية نتيجة لعدم وجود دراسات واضحة مهتمة بمسببات المرض الذي غزا كل قرى المديرية، حيث لا توجد إحصائيات واضحة في المديرية وذلك لعدم وجود مراكز متخصصة بالتشخيص والعلاج في محافظة لحج مما يزيد الأعباء على المصابين بالمرض وتكلفتهم مبالغ مالية كبيرة.

 

خطر المبيدات:

وأضاف الرفاعي: "إن انتشار المبيدات والسموم الكيماوية للمنتجات الزراعية الذي يرش به المزارع بشكل عشوائي دون تقنين عاملٌ مساعدٌ في انتشار المرض، مما يتطلب من الجهات المعنية الرقابة على جميع محلات بيع المبيدات والسموم الكيمياوية وعدم استخدامها إلا عبر تراخيص رسمية".

 

حلول بديلة:

وأشار الرفاعي إلى خطورة المواد البلاستيكية التي أصبحت تستخدم في حفظ الغذاء، كذلك انتشار مزارع الدواجن المخالفة للقوانين في تسمين وإنتاج الدجاج، وناشد الجهات الرسمية والمنظمات الدولية تشجيع المنتجات العضوية واستخدامها بديلاً عن المبيدات والسموم الكيماوية، وأيضاً تشجيع المنتوجات الشعبية الخزفية والورقية لحفظ ونقل الطعام والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تمويل إجراء الدراسات الطبية لمعرفة المواد المسرطنة والتحذير منها.

وفي خاتمة التقرير نتساءل: إلى متى ستظل لحج محرومة من وجود مستشفى أو مركز لعلاج الأورام السرطانية؟ وهل لحرب 2015 الأثر الأكبر في انتشار السرطان في المحافظة؟.


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك