آخر تحديث :السبت 09 نوفمبر 2024 - الساعة:16:21:04
مراقبون يكشفون  أسباب عودة الإرهاب لجنوب اليمن
(الأمناء /أشرف خليفة – إرم نيوز)

تشهد المحافظتان اليمنيتان أبين وشبوة في الآونة الأخيرة، تجدّدًا للعمليات الإرهابية واستهداف القوات العسكرية بشكل محدود، بعد أن شهدت تحركاتها تراجعًا منذ اندلاع حرب غزة بين حماس وإسرائيل، وفق مراقبين.

وقال الباحث اليمني في شؤون الجماعات الإسلاميّة الراديكالية محمد بن فيصل: "منذ بداية أحداث غزة جنح تنظيم القاعدة للتهدئة مع شبه توقف للعمليات الميدانية بمحافظتي شبوة وأبين، وذلك بعد أن شهدت المحافظتان تصعيدًا وعنفًا واسعين خلال العامين الماضيين، ومواجهات مباشرة بين التنظيم والقوات العسكرية من حين إلى آخر".

وأضاف بن فيصل، في حديث خاص لـ"إرم نيوز": "وإن كان هناك بين الفينة والأخرى، انفجارات للعبوات الناسفة في محافظة أبين، إلا أن التنظيم تراجع عن ذي قبل بشكل كبير، وذلك منذ بداية أحداث غزة، وقد أعلن التنظيم عن تأجيل نشر أحدث إصداراته المرئية إلى ما بعد أحداث غزة، وهذا يأتي في صدد تأكيد سياسة قيادة التنظيم التي تسعى لتهدئة".

وأوضح بن فيصل: "أن التهدئة أو تراجع التنظيم عن الأعمال الإرهابية الميدانية ضد القوات العسكرية، في شبوة وأبين، تأتي وفق سياسة اتخذتها قيادة التنظيم منذ اندلاع أحداث غزة، وبحسب مصادر خاصة متطابقة فإن التنظيم يسعى لأهداف مباشرة ودقيقة لأي تواجد أمريكي في اليمن".

وقد أعلن التنظيم عن استهداف معسكر (مرة) الواقع في محافظة شبوة، وبحسب بيان التنظيم فإن الاستهداف تزامن مع توافد قوات أمريكية للمعسكر، بحسب بن فيصل.

وأوضح الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية أن استهداف القوات الأمريكية "ليس جديدًا على تنظيم القاعدة" ولكن لماذا يسعى جاهدًا للاستهداف المباشر في هذا التوقيت؟".

واستدرك قائلًا "بحسب عدد من الخبراء ومراكز الأبحاث المتخصصة في شؤون التنظيم باليمن، أصبح سيف العدل، يرسم إستراتيجيات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأصبحت له السلطة على قيادة التنظيم حتى قبل مقتل الظواهري، وذلك منذ وصول نجله إلى مدينة المكلا وقت سيطرة التنظيم على المدينة".

وذكر بن فيصل، بأن "تحرك الحوثي وتنظيم القاعدة، تفاعلًا مع قضية غزة.. هو مِن سياسات الحرس الثوري في محاولاته خلط الأوراق، وكل هؤلاء الوكلاء يؤدون أدوارهم".

وأردف قائلاً: "كما إن التنظيم لا يمكن أن يفوّت فرصة كهذه، لاسيما وأنها ستعيد الثقة بينه وبين أنصاره، إضافة لمحاولة استغلال عواطف العامة في هكذا قضايا، فضلاً عن أن التنظيم يحاول من خلال ذلك إثبات قدراته وفاعليته، بالرغم من كل الخلافات الداخلية والأزمات المالية التي تعتصره، والضعف الذي يعتريه".

ويرى مراقبون أن: "التنظيمات الإرهابية والعناصر المنتمية لها في اليمن، لا سيما في الجنوب، تستخدم تكتيكات وخططًا مدروسة، في توقيت تحركاتها وتوقفها، إذ إن الخط البياني لهجماتها الإرهابية بين صعود في أوقات معينة، وهبوط في أوقات أخرى".

وقال المحلل السياسي منصور صالح المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي، إن: "الإرهاب في جنوب اليمن، ورقة سياسية تستخدم في مواجهة المشروع التحرري الجنوبي، وكل جماعة إرهابية لها ارتباطات إما مع ميليشيات الحوثي أو جماعة الإخوان، وجميعها تتحرك متى ما طُلب منها ذلك".

وأضاف صالح، خلال حديثه لـ"إرم نيوز": "اليوم يبدو واضحًا أن هناك من يعمل على استثمار ورقة الإرهاب، لاستهداف القوات الجنوبية وتعطيل جهدها خاصة عمليتي (سهام الشرق) و(سيوف حوس) الجنوب في محافظتي أبين وشبوة".

 ويضيف أن "تحريك الجماعات الإرهابية عملية منظمة.. لكنها مفضوحة وهي تتصاعد مع كل استحقاق سياسي جنوبي للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي، ولإشغال القوات المسلحة الجنوبية عن مهامها الأساسية في تأمين محافظات الجنوب".
 



شارك برأيك