كتب : حافظ الشجيفي

تعتبر العلاقات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة علاقات استراتيجية ومتينة تستند إلى المصالح المشتركة والتاريخ المشترك بين الجانبين. يعود تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى عام 2017، حيث تشكل كهيئة سياسية وطنية تهدف إلى تمثيل الشعب الجنوبي وحماية مصالحه واستعادة دولته.

تاريخيًا، كانت الإمارات العربية المتحدة داعمًا قويًا للشعب الجنوبي، منذ فترة احتلال الجنوب من قبل الشمال في عام 1994. حيث قدمت الإمارات دعمًا سخيًا للجنوب في مجالات مختلفة، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والإغاثة الإنسانية والدعم السياسي.

تعد الإمارات أحدى الدول الرئيسية في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن. ومن خلال هذا التحالف، قدمت الإمارات دعمًا عسكريًا وإنسانيًا هامًا للجنوب ، ساهم في استعادة الاستقرار والأمن على امتداد الجغرافيا الجنوبية.

تعززت العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات بالتعاون في مجالات أخرى أيضًا، مثل التنمية الاقتصادية والاستثمار. فقد تم تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية الهامة في الجنوب بدعم من الإمارات، مما ساهم في تحسين حياة المواطنين وتعزيز فرص العمل.

ومع ذلك، يثير المجلس الانتقالي الجنوبي بعض التساؤلات والانتقادات من قبل بعض الأطراف اليمنية. التى ترى أن العلاقة الوثيقة بين المجلس والإمارات قد تؤثر على وحدة اليمن كدولة واحدة من وجهة نظرهم. فيما يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن الهدف الذي يسعى اليه يتمثل في تحقيق ارادة الشعب الجنوبي وتطلعاته وحماية حقوقه ومصالحه، وان القرار بهذا الشأن هو قرار جنوبي خالص .

وبالرغم من هذه الانتقادات، إلا أن العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة لا تزال قائمة وقوية. فالإمارات ما زالت تلعب دورًا حاسمًا في دعم الجنوب وتعزيز استقراره وتنميته. كما أنها تسعى لتحقيق التوازن بين المصالح الجنوبية والمصالح اليمنية، بهدف إيجاد حل سياسي شامل يحقق تطلعات جميع الأطراف.

وتستمر الإمارات في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني للجنوب ، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية وإغاثية مهمة. كما توثقت العلاقة بين الجانبين في مجالات أخرى مثل التعليم والصحة والأمن. وتعتبر الإمارات نموذجًا ناجحًا للدولة التي تعتمد على الشراكة الاستراتيجية مع الجنوب العربي لتحقيق التنمية والاستقرار.وهو ما يعكس التزام الإمارات بدعم الشعب الجنوبي والعمل على استعادة استقلاله وتحقيق تطلعاته. وتظل الإمارات ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف في اليمن لإيجاد حل سياسي يحقق السلام والاستقرار في البلاد بأكملها.

بشكل عام، فإن العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي والدولي في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. تظل الإمارات ملتزمة بدعم الشعب الجنوبي وتعزيز استقرار اليمن ككل، وذلك من خلال التعاون مع المجلس الانتقالي الجنوبي والشركاء الآخرين في التحالف العربي.