- فساد في ظلال النصر: كيف انحرفت فرحة التحرير نحو الفساد ؟
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1689 الصادر اليوم الأحد الموافق 12 يناير 2025م
- كهرباء عدن : 11 محطة توليد متوقفة عن العمل مقابل 6 قيد التشغيل
- صحيفة اسرائيلية: مقتل عدد من قيادات الحوثي بغارات جوية مجهولة
- الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم
- تعز.. اعتقال قاتل والد غدير الشرعبي
- الهجرة الدولية : تراجع عدد النازحين باليمن خلال العام الماضي
- الكشف عن آخر التطورات العسكرية في البيضاء
- لحج.. القبض على امرأة قتلت زوجها
- مستأجرون في لحج يناشدون التركي وقف تأجير المساكن بالريال السعودي ووضع حد لجشع المؤجرين
خميس عدن كان مختلفاً هذه المرة، سيما وعصر ذلك اليوم المشهود، كتبت نهاية التمرد الذي كان يقوده العميد السقاف قائد القوات الخاصة بعدن، وسقوط معقله معسكر الصولبان, المواطن الجنوبي، استبشر خيرا بسقوط القائد المحسوب على تحالف الرئيس الأسبق صالح والحوثيين، لكون جنوده كانوا يمارسون غطرسة ضد المواطنين, وقامت اللجان الشعبية الجنوبية مدعومة بقوى من الجيش الموالي لهادي، كانت هي من أنهى التمرد وأسقطت معسكر الصولبان، بطريقة رسمية.
"الأمناء" بهذا الصدد، رصدت مواقف القوى وتصريحات النشطاء والساسة في الشمال حول أحداث عدن، وأظهرت تلك الانحناءات والتعرجات، التي حاولت قدر الإمكان القوى في الشمال، تصنيفها تصنيفاً جهوياً، باستدعائها كلما من شأنه وصف من قام بتنفيذ قرارات هادي الذي اعترف بشرعيته المتحدث الرسمي، باسم المؤتمر "عبده الجندي" على قناة السعيدة، وقاموا بانتخابه، كمخرج لهم، وها هم اليوم تتغير تلك التوجهات نحو الرجل، وأيضاً لم يفتهم الأمر، بدغدغة مشاعر الإخوة المواطنين في الشمال، بأن اللجان والجيش تريد اقتحام بيوتهم الموجودة في الجنوب ونهبها بما فيها، وتصوير ما قامت به عناصر مسلحة ومجهولة، تعمل لأجندة خفية ومريبة، بذبح جنود بطريقة بشعة، لا توجد في قواميس الجنوبيين، وكأن الجنوبيين موافقين على إهراق الدم الشمالي، وهذا ما يعطيهم مبررا للحرب.
رصد/فتاح المحرمي
اللجان الشعبية تقطع الطريق
اللجان الشعبية لم يفتها ذلك الأمر، وسارعت بإصدار بيان، لطمأنة الشماليين وأهاليهم وأموالهم، الموجودين في الأراضي الجنوبية، حيث قالت أن على إخواننا في الشمال، من الذين لهم أهل وأقارب في عدن، أن يطمئنوا على أقاربهم وأهلهم، وأنه لن يستطيع أحد المساس بهم أو التعرض لهم.
كما أوضحت اللجان الجنوبية مهمتها، وهي حماية كل المواطنين في عدن، مهما كانت انتماءاتهم، وأن عدن عاصمة التعايش والسلام، مشيرة إلا أن ما حدث فقط هو إنهاء التمرد، الذي كان يحاول أن يحول عدن إلى ساحة حرب، وكاد أن يقلق أمنها وسكينتها وبث الرعب في نفوس من يقطنون فيها.
وطلبت اللجان الشعبية، من كل المدنيين والمواطنين، العودة الى أعمالهم فور إعلان رسمي لهم بذلك، لممارسة حياتهم الطبيعية، بعد أن تم استئصال شأفة قوات عسكرية متمردة، كانت تحاول بث الرعب والمواجهات بعدن، وطالما مارست ممارسات انتهكت حياة المواطنين وعرضتهم للخطر.
موقف صالح والحوثيين
البداية كان مع الموقف المتشابه الذي صدرت عن جماعة الحوثيين، وحزب الرئيس صالح واللذان اعتبرا أن الأحداث التي دارت هناك، ما هي إلا مخطط يستهدف أمن الوطن ووحدته ويعزز هذا القول الموقف الصادر عن اجتماع حزب المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني، والتي قالت: إن أحداث عدن أحداث دامية وهي تصب في تعقيد المشهد السياسي، وتضاعف من المخاطر التي تهدد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية ,واعتبرت الأحداث اعتداءات على قوة عسكرية ملك للوطن والشعب وقتل أفرادها، وما تبعها هي أعمال سلب ونهب طالت معسكرات ومواقع قوات الأمن الخاصة. جماعة أنصار الله وعبر عضو المكتب السياسي اعتبر ان قيام طائرات بقصف لدار الرئاسة بعدن وبأوامر من وزارة الدفاع ، أمر طبيعي لحماية اليمن وأمنه و وحدته.
وتابع القحوم في حديثه مساء الخميس لقناة السعيدة حيث وصف اللجان الشعبية والجيش الذي شارك في المعركة بأنهم دواعش وقاعدة معتبرا ان هادي ينفذ أجندات أمريكية خليجية.
وفي نفس السياق يذهب الدكتور "نائف القانص" عضو المجلس الثوري المعين من قبل أنصار الله بالقول ان المجاميع التي سيطرة على معسكر قوات الامن الخاصة هي تتبع تنظيم القاعدة.
الى ذلك صرح الناطق باسم المؤتمر وأحزاب التحالف عبده الجندي والذي قال ان ما يحدث اليوم يؤسس لحرب بين الشمال والجنوب متهما الجنوبيين أنهم نهبوا المعسكرات.
موقف حزب الإصلاح
ويأتي هنا موقف حزب الإصلاح اليمني الذي يبدو أنه موقف ليس متشددا، إلا أنه أدان ما أسماها أحداث العنف ودعا الأطراف الى العودة للحوار، جاء ذلك في بيان للحزب الذي قال فيه: إن الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح تدين تلك الأحداث الدموية وتطوراتها المتفاقمة اليوم فإنها تطالب بوقفها فورا وحل كل قضايا الخلاف بين الأطراف المختلفة على طاولة الحوار وعبر الحوار وحده، وتحمل الأمانة العامة للإصلاح الأطراف المتورطة في أحداث العنف والتمرد في عدن اليوم ، والقوى التي تقف وراءها كامل المسؤولية عن التداعيات والمآلات الكارثية الناجمة عنها .
وفيما يبدو أنها ربما تكون هستيريا ناجمة عن أحداث عدن يقول الناشط والكاتب الصحفي "أسامة ساري" أن بارجة أمريكية شاركت بقصف معسكر قوات الأمن الخاصة بعدن كمساعدة منها لما أسماها مليشيات هادي.
ثلاث تحديات خطرة أعقبت أحداث عدن
وفي المجمل يبدو أن الإعلام التابع للحوثيين وصالح صور الأحداث على أنها أحداث صراع شمالي جنوبي وعمل على تعبئة أنصارهم بهذا الخصوص, بل وصل بهم الأمر إلى الحشد باتجاه الجنوب في تحدٍّ خطير، ومع وصول قوات تابعة لهم الى محافظة تعز المجاورة لعدن، يلوح هذا الخطر الأول, بالإضافة الى التحدي الثاني، وهو قصف ملحقٍ من دار الرئاسة بعدن يوم الأحداث، وكذلك طلعة أخرى في يوم الجمعة، وهذا ما يعد مؤشراً خطيراً, والخطر الثالث حسب المراقبين، هو تنشيط صالح للخلايا التابعة له والمحسوبة على تنظيم القاعدة في الجنوب، بهدف خلط الأوراق، وما حصل في حوطة لحج، يأتي في إطار هذا التنشيط.
موقف قوات الحرس الجمهوري
وفيما يخص موقف قوات الحرس الجمهوري من أحداث عدن فقد قالت القيادة العامة للحرس الجمهوري الذي كان يقوده أحمد نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أنها أعلنت النفير العام بهدف التدخل العسكري في عدن، وهاجمت الرئيس هادي ووصفته بأوصاف بذيئة، وقالت في بيان لها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لم يترك لنا هذا (...) المرتهن للخارج على حساب أمته ووطنه أي خيار غير أن ندافع عن مجد أمتنا العظيمة.. وعلى مرارة شديدة اتحدت قيادة قوات الحرس الجمهوري على خيار التدخل العسكري.. وأعلنت النفير العام لقواتنا المسلحة في كل أرجاء الجمهورية».
صحيفة الامناء