آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
منتزه القمندان بالحسيني زاره الانجليز ولم يزره المجيدي (تقرير مصور)
(الأمناء/عبدالقوي العزيبي)

 

يقع منتزه القنمدان شمال حوطة لحج المحروسة، وجنوب قرية الخداد على اليمين  من الخط العام عدن/ تعز.

"الأمناء" زارت المنتزه، وسلطت الأضواء عليه، لفتح تاريخه، وكيف كان مزدهراً قبل الوحدة، في ظل سلطة المحافظة حينذاك، وكيف كان يعج بالناس من كل مكان، مقارنة بالحالة التي وصل إليها، من تدهور وإهمال بعد الوحدة، في ظل سلطة محلية لديها الامكانيات المادية، من ضرائب وزكاة ومخصصات القطاع الخاص بالإضافة إلى الاعتمادات المالية المركزية، وبالرغم من حاجة المواطنين الملحة لمثل هكذا منتزهات، والتي تفتقر له المحافظة في ظل وجود مشروع وهمي بالقرب من قرية جلاجل أطلق عليه (حديقة) والتي لم تظهر حتى اليوم حقيقتها.

العمـال يمتنعـون عن الحديث

وفي أحد صباحات لحج الخضيرة، قمنا بزيارة المنتزه، الذي طالت فترة إعادة تأهيله، بالرغم من مساحته الصغيرة، فهو تقريبا يقع في مساحة ربما تكون أقل من ( 8200 متر ) اي اثنين فدان، وبعد تعريفنا بصفتنا للعمال داخل المنتزه إلا أن  العمال  رفضوا الحديث معنا وقالوا توجهوا الى محطة بساتين الحسيني هناك في قسم بيع مستلزمات المزارعين ستجدون شخص (....) هو من سيتحدث معكم ورفضوا ان  يعطوا لنا رقم جوالة وللأسف بعد ذهابنا للمكان لم نجد ذلك الشخص .

أكوام من البصل داخل المنتزه

عند زيارتنا  للمنتزه وجدنا فيه أعمال وكأنها تتم  بصورة بطيئة، إلا أن الملفت للأمر هو وجود أكوام من البصل، داخل المنتزه، فربما تحول من منتزه القمندان المعروف والمشهور تحت لافتة هذا الاسم الكبير، إلى سوق لبيع البصل..!

العمري تاريخ لمنتزه القمندان

 لم يكن لدينا هنالك مخرج من ضآلة، المعلومات، إلا أننا أصررنا على معرفة وتعريف الناس وتذكيرهم بهذا المعلم الذي يميز هذه المدينة المشهورة ببساتينها وحدائقها الواسعة والغناءة، حيث زودنا بالمعلومات المواطن "مهدي علي العمري" الذي كان عنده تاريخ مختصر لهذا المنتزه حيث قال أنه تم بناء المنتزه، في الأربعينات من القرن الماضي وكان يسمى ( التنس )، حيث كان يأتي آنذاك الى هذا المبنى في بداية الخمسينات، الانجليز مع عائلاتهم، منهم المدني ومنهم العسكري، وكانوا يمارسون  لعبة (التنس) داخل المبنى.

ويضيف العمري بأن المبنى لم يكن مخصصا فقط للإنجليز، وإنما كان يتردد علية كبار رجالات الأعمال مع عائلاتهم من عدن، ليمارسوا اللعب و التنزه  في بساتين الحسيني.

استيراد القمندان للأشجار من الهند

ويضيف العمري بأن ازدهرت جداً بساتين الحسيني  في مطلع الخمسينات عندما استورد الأمير أحمد فضل القمندان، أشجار القطن الهندي والذي يشبه الحرير، حيث يبلغ ارتفاع الشجرة إلى أكثر من أربعة متر، وكانت تلك الأشجار تحيط بالمبنى من جهات الشرق والجنوب والشمال  بالإضافة إلى أن تحيط به أشجار العاط الهندي، والعاط المحلي،  والزيتون،  ويحده من الجهة الغربية عبر الإحسان والذي كانت مياه العبر لا تنقطع طوال العام حتى بداية الثمانينات.

عوض الحامد يزود المنتزه بالكهرباء

ويواصل المعمري سرد  كيف كان محافظ لحج السابق عوض الحامد مهتماً بالمكان وهو من أطلق علية منتزه القمندان وقام الحامد بتأهيل المبنى من الداخل و الخارج  ولم يكتفي بذلك فقد قام بتوصيل خط كهرباء من الحوطة لحد المنتزه  وقام أيضاً بإنارة الطريق الممتدة حالياً من محطة الحسيني وحتى المنتزه وتشغيل المنتزه للناس وإدخال خدمات منها  توفير المشروبات من العصائر ووجبات الأكل للزوار وبناء مسبح، حتى كان الناس بمختلف أعمارهم يمارسون السباحة في أيام العطل الأسبوعية والدينية والوطنية، وأيضاً تم رصف مساحة المنتزه الداخلية بالتراب الأحمر، مع إضاءة المساحة  واستحداث  نافورتين تعبران، عن منظر جميل وجذاب للزوار، بالإضافة إلى كراسي جماعية وفردية، كانت منتشرة بين أشجار المنتزه.

الدخول بنص شلن

ويتابع العمري حديثه، بأن كان الدخول للمنتزه بتذكره قيمتها (نص شلن) للفرد، حيث كان المنتزه المتنفس الوحيد لأبناء محافظة لحج وعدن، وزيارته من بعض الناس من بقية المحافظات.

من المسؤول

والملاحظ بأن المنتزه ومنذ فترة طويلة والمقاول في وضع السكون لم يتحرك لإكمال تأهيله، وكأنه يقوم ببناء حديقة عالمية وليس مجرد تأهيل منتزه صغير، يمثل معنى كبير، وقد سمعنا خبر بأنه قد أعطي للمقاول امتياز بعد الافتتاح، وهو فترة الـ 30 عاما استثمارا مجانيا،  مقابل هذا التأهيل، الذي لا نعلم متى سيتم إظهاره للنور، مما يدفع بالمواطن إلى التساؤل، عن إيرادات محافظة لحج وأين تذهب ؟ فإذا كان عوض الحامد قد أظهر المنتزه بأبهى حلة وأزهاها، للنور بموارد شحيحة، فمتى يا ترى ستظهر قيادة السلطة المحلية المنتزه للنور، في ظل مشاريع معظم تمويلها مقدم من المنظمات والمانحين والصندوق الاجتماعي للتنمية عدن،  ولربما زار المنتزه المناضل "أحمد المجيدي" وهو مواطن عادي بأحد فترات ازدهار المنتزه، فهل زاره المجيدي كمحافظ لمحافظة لحج ؟ والسؤال الأهم أين هو دور مكتب السياحة  بالمحافظة، من هذا المنتزه، والعديد من المقومات السياحية بالمحافظة، والذي من الملاحظ  إهمالها المستمر، فهل من إجابات لعامة الناس، ممن يحلمون بهذا المتنفس والحديقة، أو أنه كتب على مواطني لحج المعاناة الدائمة في مشاريع متعثرة أو متوقفة؟، منها ما ليس له فترة محددة للافتتاح، كما جاء بهذه المادة.

وفي الختام  لنا كلمة

ونحن نطالع هذه المادة والاهتمام الذي لاقاه في السابق هذا المنتزه، الذي كان يفترض أن يكون معلماً ومزاراً بدلا عن حالة الإهمال تلك التي يقبع الآن تحته، لكم كانت الحياة جميلة في تلك الأيام التي حدثنا عنها العمري من روائح زكية وفواكه وخضروات وجريان للماء دون انقطاع، وفن ووجه حسن والناس في محبة و وئام، واحترام وتعايش متبادل، والزيارة لمنتزه القمندان في ظل سلطة تنفيذية كانت شحيحة الامكانيات، إلا أنه من الطبيعي أنه من أحبَّ عمله، أدَّاه بصدق وحافظ على الأمانة، ووفر للناس حقوقهم بالإضافة إلى العديد من المنجزات، التي يذكرها التاريخ بأسطر ذهبية ويحن إليها الناس بعكس ما هو حاصل اليوم في الحوطة.

صحيفة الامناء



شارك برأيك