آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:16:58:35
الجنوب خلف الزُبيدي ..
تقرير خاص لـ"الأمناء" يدق ناقوس خطر التسويات المشبوهة على حساب الجنوب وقضيته وثرواته..
(الأمناء / غازي العلـــــوي :)

معاناة وتضحيات وانتصارات لن تكون نهايتها العودة لباب اليمن

الجنوب أمام مفترق طرق.. يكون أو لا يكون

كواليس الغرف المغلقة والتسويات المشبوهة لن تقود لأي سلام

ما الذي ينبغي على الجنوبيين فعله في مثل هذه المرحلة الفاصلة؟

 

لطالما كان الجنوبيون وعلى مدى ثماني سنوات مضت أكثرَ إخلاصًا ووفاءً والتزامًا لكل المبادرات الهادفة لإنهاء الصراع ووقف الحرب في اليمن، بل كانوا الحليف الأكثر مصداقية للتحالف العربي في مواجهة مليشيا الحوثي ووقف تمددها في الجنوب، بل وملاحقتها لعقر دارها، لولا تكتيكات الحلفاء التي قضت بوقف أي تقدم تجاه الشمال، خصوصا في الحديدة وتعز، بالإضافة إلى ما حققته القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب، والتي ما تزال تخوضها بكل شجاعة واستبسال وقدمت في هذه المعركة خيرة أبطالها ورجالها الصادقين.

وعلى الرغم من المعاناة التي يرزح تحت وطأتها أبناء الجنوب، جراء حرب الخدمات التي تمارسها الشرعية اليمنية ضدهم وحرمانهم من أبسط الحقوق، إلا أنهم مازالوا صامدين وأوفياء لمبادئهم، مستمدين ذلك من صمود قيادتهم الجنوبية برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي - ومجابهتها لكل المؤامرات التي تحاك ضد قضية شعبهم، ولإيمانهم المطلق بأن أمن واستقرار الجنوب هو استقرار للمنطقة وللإقليم.

 

الحقيقة الساطعة

يدرك الأشقاء في التحالف العربي والمجتمع الإقليمي حجم التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب في سبيل الانتصار للمشروع العربي والحفاظ على استقرار المنطقة، كما يدركون مدى تمسك الجنوبيين بقضيتهم العادلة التي لم تكن وليدة اليوم وثقتهم المطلقة والتفافهم خلف المجلس الانتقالي الجنوبي - بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي - باعتباره الحامل الشرعي لقضية الجنوب ودرعها المتين وحارس مكتسبات الثورة الجنوبية، والذي لولاه لما عادت الشرعية اليمنية لممارسة مهام عملها من عاصمة الجنوب الأبدية عدن، ولما استطاع مبعوثو ووفود الأمم المتحدة عقد مشاوراتهم فيها والانطلاق منها وزياراتهم لها.

 

الجنوب ولعبة الأمم

خلال ثماني سنوات من الدعم العسكري والسياسي للحكومة الشرعية والقوى الوطنية، تحولت توجهات دول التحالف العربي، وتحديداً المملكة العربية السعودية، إلى المفاوضات المباشرة مع مليشيا الحوثي ومحاولة إقناع الأطراف المنضوية تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي بقبول نتائج هذه المفاوضات، بالرغم من التفاوت الواضح بين مصالح وأهداف هذه الأطراف، وبين مصالح وأهداف الدول الراعية لجهود السلام.

عملياً الرغبة بإحلال السلام في البلاد موجودة لدى جميع الأطراف، وهو ما صرَّح به مؤخراً السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، لكن إضافة إلى اختلاف تصورات الأطراف لهذا السلام، فلدى كل طرف قضايا جوهرية يجب أن يشمل أي اتفاق سلام حلولاً جذرية لها.

أبرز هذه القضايا الجوهرية هي القضية الجنوبية بالنسبة للمجلس الانتقالي وهو الحامل لقضية شعب الجنوب والمفوض شعبيا، وبالنسبة للأطراف الوطنية الشمالية التي تحارب جماعة الحوثي، فقضيتها الأساسية هي النظام الجمهوري ورفض مبدأ "الولاية" في الحكم الذي تعمل مليشيا الحوثي على تكريسه منذ انقلابها على السلطة.

وفي طيّات هاتين القضيتين الرئيسيتين، تكمن مئات التفاصيل التي اعتاد الشيطان على الاختباء في تلافيفها، وهي التفاصيل التي يبدو أن القوى الجنوبية أحرزت مؤخراً تقدّماً لافتاً للنظر في طرد الشيطان منها وإحلال مبدأ الحوار محله.

 

كواليس الغرف المغلقة والتسويات المشبوهة

تشير المعطيات والتسريبات حول مشاورات التسوية السياسية المرتقبة مع مليشيا الحوثي، بأن الجنوب سيكون الخاسر الوحيد منها، إذ تؤكد مصادر مطلعة بأن المشاورات تدور حول إعطاء الحوثيين شرعية لتقاسم ثروات الجنوب مع الشرعية اليمنية، حيث سيتم صرف المرتبات وغيرها من أبواب النفقات من هذه الثروات - أي من (عائدات النفط والغاز) - بالإضافة إلى تهميش وإقصاء المجلس الانتقالي عن مشاركته في التسوية السياسية باعتباره طرفًا ضمن الشرعية اليمنية، وعدم إدراج القضية الجنوبية كقضية محورية وأساسية في هذه التسوية التي تحاول من خلالها الشقيقة الكبرى البحث عن مخرج لها من الحرب، ولو على حساب الجنوب، دون النظر إلى التضحيات التي قدمها الجنوبيون لمساندة التحالف العربي والقضاء على الإرهاب .

وقال مراقبون بأن هناك من يعمل لإضعاف المجلس الانتقالي حتى لا يكون طرفًا قويًا في الحوارات القادمة، لاسيما وهو الطرف الآخر الموازي للحوثي المتواجد على الأرض .

وبحسب المراقبين فإن على الجنوبيين العمل لتقوية الجبهة الداخلية ومقاومة العدوان والحرب الإعلامية والشائعات التي تحاول النيل من المشروع الوطني الجنوبي وقيادات ورموز الجنوب.

 

الانتقالي الجنوبي طرف أصيل في أي تسوية للسلام

وينبغي التأكيد على أن أية تسوية سياسية لحل الأزمة في اليمن لا يمكن أن تحقق أي نجاح إذا لم يكن الجنوب وقضية ومطالب شعبه ضمن أولويات هذا الحل؛ لما يمتلكه الجنوب من الأوراق القوية من حيث موقعه الاستراتيجي وامتلاكه قوات مسلحة جنوبية وحاضنة شعبية قادرة - تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي - على قلب الطاولة وتغيير الموازين، ولن تنجح أي مفاوضات أو حلول للأزمة إلا بوجود المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لشعب الجنوب في مباحثات السلام والتسوية لحل الأزمة السياسية في اليمن.

 

 

اصطفاف شعبي خلف القائد

جدد أبناء الجنوب الولاء للرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، متعهدين بالمضي قدمًا في كل الظروف حتى استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على كامل ترابها الوطني.

وعبروا عبر هاشتاج (خلف عيدروس لاستعادة الجنوب)، عن دعمهم وتأييدهم لتحركات الرئيس الزُبيدي، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، ومساندة جهوده لحلحلة القضايا المعقدة جراء سياسات أعداء الجنوب، مشددين على أن المجلس الانتقالي الخيار الوحيد لشعب الجنوب حتى استعادة الدولة .

وأكدوا أن المجلس وقيادته في حرب شرسة ضد أعداء الجنوب وخصومه، والمليشيات الحوثية والإخوانية الطامعة في مقدرات الجنوبيين، واحتكار الوصاية على مستقبلهم.

وأكدوا أن شعب الجنوب يجدد دعمه الكامل للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رفضًا للتنازل عن حقوقه المشروعة المتمثلة باستعادة دولته كاملة السيادة، ورفض أي تدخلات خارجية تحاول الانتقاص من حقه وقضيته الوطنية العادلة.

وأكدوا بأن الإنجازات السياسية التي تحققت لقضية شعبنا، خير برهان أن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يمتلك من الفطنة والحنكة السياسية ما تمكنه من قيادة مرحلة استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية.

وشددوا بأن خيار استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية لا تراجع عنه، وهو الخيار الذي يسعى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي على تحقيقه مهما كلف من ثمن.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل