آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
عدن تعيش حالة رعب ليلا (تقرير)
(تقرير/ طرفة الفضلي)

 

يوماً عن يوم، يزداد الوضع سوءاً وقتامة، ولا يتوارى خلف ذلك المشهد، إلا القتل والدم، وكل يوم وليلة تشهد سقوط جرحى وقتلى، يترافق ذلك مع حالة هلع بين أوساط المواطنين، جراء سماع أصوات تلك الانفجارات والاشتباكات المستمر بمختلف أنواع الأسلحة، وتشكل تلك الأصوات الساكنة فينا خوفاً، عند سماع (قح.. بم) وتستمر الحكاية على هذه الوتيرة، والدماء تخضب وجه الأرض، وتكتب حكاية هذه المدينة، وما حواليها..، بهذه الكلمات لخصت لي "أم سامح" الأوضاع في عدن تلك المدينة الجنوبية الضاربة في أعماق التاريخ كمدينة للتعايش والتسامح الديني والمدينة والحضارة والتنوع في الثقافات.   

وتعيش مدينة عدن، عاصمة دولة الجنوب السابقة، وضع لا يحسد عليه تعاني انقطاعات الكهرباء وانفلات أمني، وتدهور هو الأسوأ، في مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وسط انتشار مخيف للعادات الدخيلة على  مدينة عدن دولة النظام والقانون أبرزها ظاهرة المخدرات وحمل السلاح والاغتيالات وانحطاط القيم والأخلاق في مشهد لم تشهده عدن من سابق.

وشهدت عدن في السنوات 4 الأخيرة جملة من الانتهاكات في مجال الحقوق والحريات وانتهاك حق التعبير وعمليات قتل ارتكبها جنود السلطات اليمنية والتي ترتقي الى كونها جرائم ضد الإنسانية راح ضحيتها المئات من القتلى بينهم أطفال ونساء ومدنيين ومعظمهم تعرض لعمليات قتل وإعدام خارج نطاق القانون وآخر تلك الجرائم إعدام القيادي في الحراك الناشط الشبابي خالد الجنيدي والتي تناولت بشاعة تلك الجريمة الكثير من وسائل الإعلام  والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية .

 

شبح الحرب يخيم على أجواء المدينة الآمنة

حالة من التوتر والقلق يعيشها الأهالي في عدن جراء الاشتباكات العنيفة التي تحدث بين الحين والآخر في مختلف مدن ومديريات العاصمة عدن بين اللجان الشعبية الجنوبية التابعة للرئيس اليمني هادي، وقوات الأمن المركزي، التي يقودها العميد "السقاف" والمحسوب على جماعة الحوثيين، والذي رفض قرار الرئيس هادي بتسليم المعسكر للعميد جواس.

وتعج مدينة عدن بثكنات عسكرية مرعبة تتوزع بين  الجيش والقوات الخاصة والأمن المركزي اليمني المنتشرة على مختلف المدن دون أي مبررات لتواجدها والمتهمة بارتكاب جرائم تعذيب واعتقالات بحق نشطاء سلميين في الحركة الوطنية الجنوبية المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب عن الشمال الذي دخل معرفي وحدة طوعية عام 90 ولم يكتب لها النجاح .

وشهدت عدن خلال الأسابيع الفائتة اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية وقوات السقاف بفترات متفاوتة راح ضحيتها أبرياء من المدنيين  وتعمل على تقويض السلم الأهلي والأمني للمواطنين حيث أن اللجان الشعبية قد تحظى بترحيب من مختلف المواطنين والأطراف كونها ساعدت على كبح جماح قوات الموت والإرهاب  المركزي  تحمل تاريخ أسود من البطش والقتل في الجنوب.

صالح يلوح مجدداً باجتياح الجنوب

وكان الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قد حذر في خطاب له عبر قناة اليمن اليوم التلفزيونية  بمن وصفهم بالمهرولين إلى عدن بأن هذه المرة أو الكرة لن يكون أمامهم سوى منفذ واحد (منفذ جيبوتي)  البحر الأحمر  في إشارة الى الجنوبيين وتداعيات حرب اجتياح الشمال للجنوب في 94 م .

وأكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام صالح بأنهم سيلاقون مصير الانفصاليين في عام 94م الذين هربوا عبر المعابر الذي حددها لهم هو في إشارة الوزراء الجنوبيين في حكومة اليمن الهاربة الى عدن مضيفاً بأن هادي ومن معه اليوم لن يجدوا أي منفذ هذه المرة إلا عبر البحر الأحمر منفذ جيبوتي  فقط .

و تحدث صالح عبر قناة اليوم المملوكة له ساخراً سنقوم بتأمين خروجهم من ذلك المنفذ  وقال أنه سيطل على الشعب ليكشف الحقائق والملفات مشيراً الى من قاموا بهيكلة الجيش سيتعرضون اليوم للهيكلة  متهما الرئيس اليمني هادي بالفشل والتفريط بعلم الثورة والوحدة.

 الحراك: عدن عاصمة الجنوب ومطلبنا التحرير والاستقلال

وكانت الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال (الهيئة) وهي تكتل يضم عدد كبير من المكونات الجنوبية المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب قد بعثت برسالة مهمة  إلى معالي السيد عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي اطلعته على موقف الحراك الجنوبي من الوضع الراهن في الجنوب العربي وفي اليمن.

      وأوضحت الهيئة في رسالتها  بأنها تواصل نضالها السلمي في أرض الجنوب العربي المحتل وتدرك خطورة التطورات التي تحيط بأمن واستقرار  الجنوب، والذي بلا شك ينعكس على أمن واستقرار المنطقة، وهذه التطورات، والتي أبرزها عودة الرئيس اليمني هادي الى أرضه وبين أهله، الذي رحبت به الهيئة وهي تأمل من عودته أن يكون خير عون لشعب الجنوب العربي في نضاله المشروع من أجل تحرير واستقلال وبناء دولة الجنوب العربي الجديدة.

      وقالت الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة أنها وبقدر ترحيبها بالرئيس هادي إلى عدن إلا أنها ترفض رفضاً قاطعاً أن تتحول عاصمة الجنوب (عدن) الى عاصمة لدولة الاحتلال اليمني مؤكدة على  رفضها القاطع تحويل ساحة الجنوب لصراعات سياسية ومذهبية بين القوى اليمنية وميلشياتها الطائفية والإرهابية.

   إن الحراك الجنوبي، كما يعلم الجميع، يمارس نضاله التحرري بطرق سلمية وحضارية، لكنه في المقابل على استعداد تام لمواجهة أي عمل من شأنه تزييف إرادة شعب الجنوب أو تحويل الجنوب الى ساحة لصراع مراكز القوى في صنعاء.

وأضافت الهيئة في رسالتها لقد برهنت الأيام على صحة طرحنا في رسائلنا الى المجتمع العربي والدولي باستحالة قيام دولة حديثة في صنعاء، ولذلك نجدد مطالبتكم بتبني مبادرة جديدة تؤخذ في الاعتبار إرادة شعب الجنوب الذي يناضل من أجل قيام دولة مدنية في الجنوب العربي.

مطالبات بإبعاد عدن عن  الصراعات الطائفية والسياسية الحاصلة

وفي موقف موحد جددت منظمات المجتمع المدني بعدن رفضها  قرارات الرئيس اليمني هادي بتحويل مدينة عدن إلى عاصمة مؤقتة لليمن  مؤكدين بأن موقفهم واضح وصريح بأنهم يرفضون تحويل عدن إلى ساحة صراعات إقليمية ودولية مطالبين الرئيس هادي بتجنيب عدن أي صراعات سياسية أو طائفية مشيرين إلا أن عدن لها مكانة خاصة وأنهم لن يسمحوا بتحويلها عاصمة للحرب والصراعات السياسية.

وفي السياق نفسه طالب صحفيو وإعلاميو الجنوب من خلال بيان لهم، نشر باللغتين العربية والإنجليزية وسائل الإعلام الدولية إلى احترام مهنتها وعدم توظيف خطابها الإعلامي لتنفيذ أجندات دولية وجعل من عدن ساحة صراع إيراني سعودي متهمين صحفيين وإعلاميين شماليين بالسيطرة على الإعلام الدولي وتوظيفها لخلق صراع طائفي على حساب عدن وقدسية المهنة ومصداقية الإعلام.

رفض شعبي لتحويل عدن إلى ساحة صراع إيراني سعودي

ومنذ أن وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى عدن هاربا لها من صنعاء  بعد سقوطها بيد الحوثيين في 21 سبتمبر من العام 2014 ووضع كافة المسؤولين الجنوبيين تحت الإقامة الجبرية تتزايد حالات الرفض في الشارع الجنوبي من تحويل عدن عاصمة لليمن .

وكان الرئيس اليمني هادي قد دعا قبل أسابيع من أن صنعاء عاصمة محتلة وأن عدن عاصمة مؤقتة لليمن وهو ما أثار حفيظه الشارع الجنوبي لهذه الدعوات التي يرفضها الجنوبيون مؤكدين ان عدن عاصمة الجنوب وليست عاصمة اليمن وان مطلبهم هو تحرير واستقلال الجنوب.

وتشهد عدن عاصمة الجنوب بشكل شبه يومي مسيرات غضب جنوبية ووقفات احتجاجية أمام مقرات البعثات الدبلوماسية بعدن مطالبة من خلالها رفضها تحويل عدن الى ساحة صراع إقليمي سعودي إيراني بأجندات دولية.

صحيفة الامناء



شارك برأيك