آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
صحيفة "الأمناء" تسلط الأضواء على الجزيرة المحاطة بالسرية التامة والتي أصبحت أكبر وأهم قاعدة أمريكية في العالم ورأس القيادة في المحيطين الهندي و الهادي (تقرير)
(عبدالرحمن نعمان)

 

سألت الكاتبة "منى صفوان" في عنوان مقالها (ماذا يحدث في باب المندب؟)، هذا العنوان وما يتناوله المحللون السياسيون للمشهد العربي يأتي دون العودة الى الوراء الى الستينات والسبعينات من القرن الماضي إلا أن الكاتبة منى صفوان في مقالها في (الثوري) العدد الصادر يوم الخميس 26 فبراير 2015م، اختتمت موضوعها (المقال سابق الذكر) بفقرة توحي بأنها لم تصل إلى حقيقة ما يجري في اليمن وفي العالم العربي.. وهي فعلا كذلك لكنها لم تتجاوز ما يتناوله غيرها من الكتاب والمحللين السياسيين.. فالحقيقة مغطاة بالغبار كما ورد وفق فقرتها مسك ختام مقالها:(وطالما يتم إثارة الغبار أمامك فإن ثمة معركة حقيقية تدار في الخفاء).

الغبــــار

وهو ما يحدث في الوطن العربي.. في بلدان عربية وإسلامية واقعة في قارتي آسيا وأفريقيا.. حروب هنا وهناك بمسميات متعددة وعلى رأسها الإرهاب والإرهاب الإسلامي بدرجة أساس.. هذه الحروب لم تشن بين كافر ومسلم وإنما ضحاياها مسلمون بتمويل دول تقف مع هذا الصف أو ذاك أو تقف في الظاهر مع صف ومن تحت الطاولة تقف مع صف آخر أو من خلال وسيط.

وقد كانت ثورات (الربيع العربي) واضحة للعيان فهذه الثورات لم تغير لكنها زادت اشتعالا في بلدان ثورات (الربيع العربي) كافة.. هو الغبار الذي يخفي خلفه حقائق أو حقيقة لاشك من وجودها.. فما هي هذه (الحقيقة) التي يغطيها (الغبار)؟

الحقيقــــــة

تعود الحقيقة هذه إلى عام 1965م عندما (أصبحت جزيرة "ديجو جارسيا" نقطة حساسة في الاستراتيجية الدولية)، حيث (اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة في ذلك العام على إنشاء قاعدة مشتركة فيها).

هذه القاعدة تقع في هذه الجزيرة التي تعتبر (أكبر جزر أرخبيل شاغرس في وسط المحيط الهندي) و(تضم أحد خمسة هوائيات أرضية تساعد في تشغيل نظام تحديد المواقع العالمي GPS في حين توجد الهوائيات الأربعة الأخرى في بقاع أخرى من العالم).

لذلك لعبت دورا في الحرب الباردة وفي غزو افغانستان عام 2001م، وحرب الخليج الثانية وغزو العراق عام 2003م، وهي (ماتزال تلعب دورا مهما في المعارك العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط)، على الرغم – طبعا- من قاعدتها العسكرية في قطر.

جوهر الصراع الدولي

ما هو جوهر الصراع الدولي وأين موقع هذا الصراع؟

قد يتبادر إلى الذهن، أين يقع موقع الصراع الدولي وما هو جوهره قبل ذلك؟.. فليست هناك معارك أو حروب دولية.. وما نراه هو حروب ومعارك تتخذ دولا في الوطن العربي مساحة وتتخذ من تعدد المذاهب الإسلامية وسيلة لخلق بؤر حرب ومعارك في دول إسلامية مثل العراق، سوريا، ليبيا، واليمن.. وانجرت مؤخرا مصر والأردن إلى هذه البؤرة.

أما جوهر الصراع فقد قرأت في مجلة (الطريق إلى الاشتراكية)، صدرت قبل انتهاء النصف الثاني من الثمانينات وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي.. ندوة او محاضرة جاءت تحت عنوان (المحيط الهندي الذي يجب أن يصبح منطقة سلام)، وهي مبادرة (قدمتها "سريلانكا" واستقبلها) حينها (الاتحاد السوفيتي بالترحيب بينما كان موقف واشنطن سلبيا).. وكانت هيئة تحرير مجلة (الطريق الى الاشتراكية) تتلقى السؤال التالي :( لماذا لم تحل حتى الآن مشكلة تحويل المحيط الهندي الى منطقة سلام؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ وماهي نزع الصفة العسكرية عن هذه المنطقة الهامة من الكرة الأرضية؟).

ســــؤال:

وإذا كانت الولايات المتحدة الامريكية قد حولت جزيرة ديجوجارسيا التي (سلبتها بريطانيا بطريقة غير مشروعة من دولة موريس وسلمتها الى الولايات المتحدة الأمريكية) قد أقامت (قاعدة جوية وبحرية مخصصة في جملة اختصاصها "لقوات الانتشار السريع"، وهكذا حصلت على إمكانية مراقبة الخطوط البحرية للتجارة العالمية وتهديد المناطق الآسيوية من الاتحاد السوفيتي لا البلدان المشاطئة فقط وذلك بإبقاء أصبعها على الزناد النووي).

إذا كانت كذلك فهل تسكت الدول الأخرى عن هذا؟ بالتأكيد سترفض أن تكون مهددة وحتما سيكون لها دور لتُخضِع أمريكا أو هي الحرب العالمية الثالثة بين الدول الكبرى.. وفعلا جرت مفاوضات بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا عام 1977 -1978م تم التوصل فيها الى تفاهم معين حول أن من الأفضل حل المسألة على مراحل التفاهم أولا حول عدم زيادة مستوى التواجد العسكرية في المنطقة ثم الشروع في محادثات حول تخفيضه).

وحتى اللحظة لا اعتقد أن مسألة تحويل المحيط الهندي إلى منطقة سلام لم تحل خاصة إذا عرفنا أن الولايات المتحدة (لا تريد أن تتخلى عن مخططاتها الإمبراطورية بتحويل المحيط الهندي مع موارده الطبيعية الهائلة إلى بحيرة امريكية)، وقد أنفقت إدارة الرئيس ريغان في النصف الأول من الثمانينات فقط 30 مليار دولار لتزيد من التواجد العسكري الأمريكي في المحيط الهندي ولتحديث القواعد المتواجدة وإنشاء قواعد جديدة.

البلدان المشاطئة

ونحن – اليمنيين- من هذه البلدان المشاطئة والرأي العام في هذه البلدان (مشغول البال بحرارة) نظرا لموقف واشنطن، مع العلم أننا كدولة مشاطئة للمحيط الهندي بامتداد 2500 كيلو متر، وتمتد مياهها الإقليمية من 12- 24 ميلا وحدودها البحرية السياسية و الاقتصادية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة تصل الى 250 ميلاً من خط الأساس البحري)، بمعنى أن أية ثروة تظهر في مياهنا الاقتصادية تكون لليمن وهكذا بالنسبة لكل دولة مشاطئة للمحيط الهندي وبموقف الولايات المتحدة إن تم لها فإنها تحرمنا وغيرنا من أية ثروة.. لتكون عائدات المحيط لها وبالطبع للدول الكبرى التي تنافسها وتصارعها في المحيط على ثروات المحيط.. ما يحتم على الدول الكبرى ، روسيا وامريكا وبريطانيا وفرنسا وإيران والصين وغيرهن أن تحكم السيطرة على الدول العربية ذات التسليح العسكري الخطير الذي حصلت عليه أبان الحرب الباردة أهمها اليمن، العراق، سوريا، وليبيا.. ويبدو أيضا مصر والأردن لذلك حدث ومازال يحدث التدمير للآلة العسكرية والجيش وتفكيك جيوشها بدرجة أساس.

صراع الكبار فائدة بدون خسارة

ويتذكر كثيرون كتاب الرئيس الامريكي نيكسون (نصر بلا حرب) ويبدو ان هناك من أضاف إليه و (فائدة بدون خسارة) هذه الحرب كانت على وشك أن تقوم بين دول كبرى تتصارع وتتسابق على أخذ مواقعها في المحيط الهندي لتتقاسم ثرواته وموارده الطبيعية دون أي اعتراض على دخول آلياتها لاستخراج ثروات المحيط.

فكان السؤال.. لماذا لا نتحارب في ساحة بعيدة عن أوطاننا، لا تؤثر في اقتصادنا ولا تسفح فيه دماء مواطنينا.. وفوق هذا لا ندمر أسلحتنا ومصانع أسلحتنا فيما بيننا.. ويكفينا أن نكون متابعين وبعض منا يكون طرفا مع هذا أو ذاك.. أضف إلى هذا نجعل مصانع أسلحتنا تنتج الكثير من الأسلحة تدعم هذا الطرف أو الآخر.. يتبع لهذا الطرف أو الآخر.. تبيع بالقروض الآجلة المسهلة.. وينشغل الآخرون في حروبها حتى تستتب الأمور بيننا نحن الدول ذات الشأن في هذا العالم.. لماذا لا والساحة موجودة ومسببات ودوافع القيام بشن حروب هنا او هناك ومعارك هنا او هناك وها هم المسلمون في الوطن العربي يهيئون الساحة لنا لحروبنا بعيدا عن أوطاننا.. فظلم الحكام دافع والاختلافات المذهبية دافع آخر والمهم البداية.. أما البداية فقد كانت أبراج أمريكا وتهمة الإرهاب وصرخة بوش (من هو ليس معنا في مكافحة الإرهاب فهو ضدنا).

ثم ثورات الربيع العربي التي لم تطح بالحكام الظلمة والفاسدين فقط لكنها دمرت أسلحتها الثقيلة والطائرات والأسلحة الخفيفة وتعطيل صواريخها في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وبيع الأسلحة للأطراف المتصارعة في هذه البلدان مقابل النفط والغاز وأمور اخرى كتدمير منشآتها ومبانيها ونحن من سيعيد بناءها وفي كل هذا فائدة لنا.

للتأكيد:

هل يمكن التأكيد على ذلك؟ طبعا فإذا عدنا – فقط – إلى فترة عمليات القرصنة في بحر العرب على ناقلات نفط وبواخر تجارية فإننا سنتذكر ان دولا ارسلت بوارجها الحربية لحماية السفن التجارية من القراصنة.. منها كوريا الشمالية، أمريكا، روسيا، إيران، الصين وبريطانيا وفرنسا.

لكن القرصنة استمرت بعد هذا!! فكيف تستمر وأين ذهبت تلك البوارج الحربية ولماذا أرسلت فرنسا بحاملة الطائرات إلى المحيط الهندي بحجة الإرهاب وما حدث كمبرر للصحيفة الفرنسية ؟.

بالتأكيد تلك البوارج وحاملة الطائرات لم تكن لحماية الممر المائي لكنه كان المبرر لدخولها إلى المحيط الهندي لتعزيز قواتها هناك.. وها نحن نشاهد الساحة العربية في معارك صنعتها تلك الدول بتسميات مذهبية وطائفية مختلفة بين سنة وشيعة وقاعدة ودواعش وزيود وحوثة.. وشوافع وسلفيين الى آخر مع إننا مسلمون توحدنا كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، لكن المؤامرة العالمية ومجلس الأمن وهو التابع لتلك الدول له دور في قراراته قد فرقتنا وجعلتنا نذبح بأيد صهيونية تدعي الإسلام وفي أراضٍ إسلامية كما تحقق ما كان السوفييت يريدونه (أن يكون منطقة سلام) وفعلا صار لهم منطقة سلام لتعم الحروب في بلداننا  نحن – المسلمين –  وتعمل على تشويه ديننا الإسلامي فما يحدث باسم الإسلام يتناقض وكون (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) .

في الأخير أعتقد انني قد فسرت شفرة وسر فشل المبعوثين الدوليين الى بلدان الصراع العربية ومن بينهم الأخ جمال بنعمر مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن منذ أحداث ثورة 11 فبراير 2011 إلى اليوم.

صحيفة الامناء



شارك برأيك